انتقلت حالة الفوضى في ليبيا إلى مرحلة أكثر تعقيداً مع إقدام مسلحين اثنين، أحدهما يحمل قنبلة يدوية، على خطف طائرة من طراز إيرباص «إي 320» تابعة لشركة الطيران «الإفريقية» وعلى متنها 118 شخصاً خلال قيامها برحلة داخلية من سبها في الجنوب إلى العاصمة طرابلس وتحويل مسارها إلى مالطا.ووفق رئيس وزراء مالطا جوزف موسكات، فإن أحد الخاطفَين كان يحمل قنبلة يدوية وأرغم الطائرة على الهبوط في مطار فاليتا الدولي، موضحاً أنه بعد تنسيق مع أجهزة الأمن ومفاوضات طوال النهار واتصالات مع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، أُفرج عن مجموعة أولى تتألف من 25 امرأة وطفلاً، ثم أُفرج سريعاً عن جميع الذين كانوا على متن الطائرة وعددهم 118 هم 82 ذكراً و28 أنثى وطفل رضيع، إضافة إلى سبعة من أفراد الطاقم.
ووسط تضارب المعلومات حول عدد خاطفي الطائرة، ذكرت، في البداية، مصادر في الحكومة المالطية أن منفذ العملية شخص واحد فقط وأبلغ الطاقم أنه يحمل قنبلة، وأنه سيفرج عن كل الركاب إذا قُبلت مطالبه التي أفادت وسائل بأن أبرزها الإفراج عن سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وتشكيل حزب سياسي يعيد أنصاره إلى المشهد السياسي. وبينما تحدث مصدر في حكومة الوفاق عن وجود «مجموعة خاطفين» وأن «مفاوضات تجري لضمان سلامة جميع الركاب»، قال مصدر في شركة «الإفريقية» للطيران أن خاطفين اثنين هددا الطيارين بعبوة ناسفة يرجح أن تكون قنبلة يدوية.وأدى الحادث إلى تأجيل رحلات كان من المقرر أن تهبط أمس في مطار فاليتا من بروكسل ولندن، في حين تمكنت الطائرة القادمة من باريس من الهبوط، بحسب ما أظهرت لوحة الطائرات القادمة في المطار، لكن تأخرت جميع الرحلات المغادرة.يذكر أن ليبيا تعيش حالة من الفوضى منذ إطاحة القذافي، وتتصارع جماعات مسلحة للسيطرة على أجزاء مختلفة من البلاد. وسياسياً تتنازع حكومتان، الأولى مدعومة من المجتمع الدولي ومقرها طرابلس، والأخرى تتمركز في الشرق ولا تتمتع باعتراف المجتمع الدولي، لكنها تحظى بمساندة قوات كبيرة يقودها الفريق أول ركن خليفة حفتر.
أخبار الأولى
فوضى ليبيا تنتقل إلى الجو
24-12-2016