نال الأديب المصري أبو المعاطي أبو النجا شهرته الأدبية في حقبة الستينيات، رغم أنه نشر في بداية حياته الأدبية مجموعة من القصص القصيرة في مجلة «الرسالة» من 1949 إلى 1952.توالت إصداراته القصصية فأثرى بها المكتبة العربية من بينها «فتاة المدينة، ابتسامة غامضة، الناس والحب، مهمة غير عادية، الجميع يربحون الجائزة»، ومن رواياته «العودة إلى المنفى»، و«ضد مجهول».
ولد أبو المعاطي أبو النجا عام 1931. نال تعليمه في المعهد الديني في الزقازيق في مصر، ثم دخل كلّية دار العلوم- جامعة القاهرة، وحاز دبلوم التربية من كلّية التربية جامعة عين شمس، كذلك نال شهادة ليسانس في اللغة العربية من كلّية دار العلوم.
وجدان أدبي وجوائز
عمل الكاتب أبوالمعاطي أبوالنجا مدرّساً للغة العربية في وزارة التربية في مصر، ثم عُيِّن رئيس تحرير لمجلة مجمع اللغة العربية في القاهرة طوال 12 سنة. تفتح وجدانه الأدبي على قراءات «ألف ليلة وليلة»، وسيرة أبو زيد الهلالي، وغيرها من سير شعبية، وقال ذات يوم: «كانوا يطلبون مني قراءتها لهم، فيملؤني شعور بالاعتزاز بنفسي. كذلك فتح لي المنفلوطي وجبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي وأمين الريحاني وغيرهم الباب واسعاً على عالم الإبداع، فبدأت أدرك أن خلف حدود قريتي الصغيرة والضيقة عوالم واسعة. وهكذا بدأت الرحلة ورحت أغامر بكتابة خواطر على فترة طويلة، وأتعلم من قراءاتي وخبراتي المستمدة من تجاربي».حصل أبو النجا على جائزة الدولة التشجيعية عام 1972 عن روايته «العودة إلى المنفى»، وهي تتناول حياة الثائر المصري عبد الله النديم، الذي عاش في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. كذلك تتطرّق للثورة العرابية، وما تلاها من حوادث، وتصوّر تحوّل حلم الثورة وأمالها إلى كابوس ولغز اختلف الناس في تفسيره، بحثاً عن طريق إلى النور. واتخذ الكاتب من حياة خطيب الثورة العرابية موضوعاً لروايته، فاستدعى «عبدالله النديم» الذي عاد من منفاه في فلسطين في مثل تلك الظروف إلى منفى جديد في وطن مستعبد يأسر أهله جراح الهزيمة.