أميركا: عام المفاجآت والانعطافات الداخلية والخارجية
أوباما صالح كوبا والاضطرابات العرقية تخطت الحدود... وترامب فرض نفسه نجم العام
تعرضت الولايات المتحدة الأميركية خلال عام 2016 لعدد من الأحداث الأمنية والتحولات في السياسة الخارجية والمفاجآت على المستوى المحلي، تمثلت بفوز قطب العقارات والنجم التلفزيوني الجمهوري دونالد ترامب على المرشحة الديمقراطية وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، بعد 3 مناظرات حققت نسب مشاهدة ولغة خطابية غير مسبوقة في تاريخ سباقات الرئاسة. الصدمة العالمية دفعت بالحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي ودول العالم كافة إلى التساؤل حول مصير العالم خلال فترة ولاية ترامب.أما الديمقراطيون، الذين أزاحوا الاشتراكي بيرني ساندرز لمصلحة كلينتون، فقد أشاروا إلى أن تدخلات روسيا لمصلحة ترامب أدت إلى فوزه. هذه الإشارة تبعها تهديدات مباشرة بالرد من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأمر الذي دفع «الكرملين» إلى وصف هذه الاتهامات بالسخيفة. ولم ينجح الجمهوريون فقط بسيطرتهم على البيت الأبيض، بل تمكنوا من الحفاظ على أغلبية بالكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ، ما يؤمن أغلبية برلمانية لترامب. أمنيا، تعرضت البلاد لعدة أحداث أمنية كان أبرزها هجوم نفذه داعشي يدعى عمر متين، على ملهى ليلي بولاية أورلاندو، أوقع قرابة 50 قتيلا.
عدو الأمس صديق اليوم
في زيارة تاريخية طوى فيها عقودا من العداء منذ الحرب الباردة، وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما في مارس إلى مطار خوسيه مارتي الدولي في هافانا على متن طائرة الرئاسة الأميركية، ليصبح بذلك أول رئيس أميركي يزور كوبا إبان ولايته منذ أيام كالفين كوليدج عام 1928.ولدى وصوله، غرد أوباما على «تويتر» قال فيها: «كيف حالك يا كوبا؟»، ومن ثم تنزه مع عائلته في شوارع هافانا القديمة، قبل لقاء الكردينال خايمي أورتيغا، والتقى الرئيس الأميركي بالدبلوماسيين العاملين في سفارة بلاده بكوبا.كما التقى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، وشاهدا معا مبارة بيسبول وألقى خطابا موجها إلى الكوبيين، وغادر بعدها وعائلته باتجاه العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس.ألتون ستيرلينغ
انتشر مقطع فيديو في يوليو على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية، يظهر فيه ضابطان أميركيان أبيضا البشرة يطلقان النار على رجل أسود، خلال حادث في ولاية لويزيانا، فأردياه قتيلا.وأفاد فحص الجثة بعد التشريح بأن الضحية الذي يدعى ألتون ستيرلنغ، البالغ من العمر 37 عاما، توفي متأثرا بجروح نجمت عن إصابته بالرصاص في صدره وظهره. وأثار احتجاجات محلية ولفت الانتباه في الولايات المتحدة.«داعش» في أوهايو
في نوفمبر، تبنى تنظيم «داعش» هجوم جامعة أوهايو الذي نفذه مهاجر من أصل صومالي.وأصاب عبدالرزاق علي أرتان، الطالب في الجامعة، 11 شخصا في حرم جامعة أوهايو، أحدهم في حالة خطرة، إثر صدمهم بسيارة وضربهم بساطور.وقد وجه الطالب تهديدات ضد الولايات المتحدة في موقع فيسبوك قبل الانتقال إلى الهجوم، وفقا لعدد من وسائل الإعلام الأميركية.قناص دالاس
قتل 5 أفراد من الشرطة الأميركية في يوليو بإطلاق نار على يد قناص في مدينة دالاس، خلال مظاهرة احتجاجية على مقتل رجلين من أصول إفريقية. وكشف الجيش الأميركي أن ميكاه إكزافييه جونسون، سبق له الخدمة بقوات الاحتياطي، ونقل للعمل في أفغانستان بين نوفمبر 2013 ويوليو 2014.المناظرة الأولى
في أول مناظرة رئاسية بسبتمبر، تبارز المرشحان الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، للبيت الأبيض، أمام عشرات ملايين الأميركيين، خلال 90 دقيقة نارية.وعلى الرغم من أن غالبية وسائل الإعلام الأميركية، أعلنت فوز كلينتون بالمناظرة، فإن المراقبين أجمعوا، أن أيا من المرشحين لم يرتكب أخطاء فادحة تجعله يخسر مؤيديه، في حين لم يكن أداء المرشحين كافيا لترك أثر على الأميركيين الذين لم يحسموا خيارهم بعد قبل 42 يوما من الانتخابات. وطوال 90 دقيقة تواجه المرشحان حول رؤية كل منهما للمستقبل والاقتصاد والأمن والسياسة الخارجية وغيرها من المواضيع مثل التصريح الضريبي لترامب أو الرسائل الإلكترونية لكلينتون.المناظرة الثانية
على الرغم من وضعه الصعب داخل الحزب الجمهوري، وكمية الفضائح التي كانت تلاحقه، تمكنت هيلاري كلينتون بالكاد من التقدم على منافسها دونالد ترامب، في المناظرة الثانية التي تميزت بقليل من التماسك، برغم حدة الهجمات الشخصية التي تبادلها المتنافسان.وكان المرشح الجمهوري بحاجة ماسة إلى إنقاذ وضعه بعد نهاية أسبوع كارثية سببها الكشف عن مواقف مهينة بحق النساء أدلى بها في عام 2005 ووقف تلاشي الدعم الحزبي له، لكن هذه المعجزة لم تتحقق.وعلى مدى ساعة ونصف الساعة من المناقشات الحادة، أظهر ترامب انضباطا أكبر مقارنة مع المناظرة الأولى قبل أسبوعين، وهاجم كلينتون من دون هوادة، باعتبارها تمثل الوضع القائم الخاضع لسيطرة مجموعات مصالح.زلزال فوز ترامب
مخالفاً كل استطلاعات الرأي، تمكن دونالد ترامب من الإطاحة بمنافسته القادمة من حياة مهنية حافلة في السياسة الديمقراطية هيلاري كلينتون، والفوز برئاسة أقوى قوة عسكرية وسياسية واقتصادية في العالم.وخلافا لخطاباته الاستفزازية خلال الحملة الانتخابية، دعا ترامب في خطاب النصر إلى التوحد والمصالحة لتحقيق شعاره، وهو «لنجعل أميركا عظيمة مجددا»، وإلى تعزيز العلاقات مع دول العالم، واعدا الأميركيين بتحسين الاقتصاد.وبذلك يكون ترامب الرئيس الخامس والأربعين الذي حاز تأييدا عبر كافة الولايات من أناس ضاقوا ذرعا من المؤسسة الحاكمة ووسائل الإعلام والسياسيين. وقد لا ينسى الأميركيون هذا اليوم الذي صادف 9 /11، ويشابه إلى حد كبير ذكرى اعتداءات 11/ 9.