سفير جنوب السودان في مصر: لن نضر بمصالح مصر في نهر النيل

• ما موقفكم من أزمة سد النهضة الإثيوبي؟

- أريد أن أوضح أن أزمة سد النهضة تخص ثلاث دول هي مصر وجمهورية السودان وإثيوبيا، فهذا السد يقع على النيل الأزرق، ولا يمر في جنوب السودان، ومشكلة سد النهضة فنية وتتعلق بحجم السد وطبيعة تخزين المياه فيه.

ونحن لدينا موقف ثابت في هذا الشأن، هو أن أي مشكلة خاصة بالمياه لابد أن تُحل بالتوافق والطرق السلمية، وسعينا إلى لعب دور وساطة خاصة فيما يتعلق باتفاقية «عنتيبي»، لأننا نتمتع بعلاقات طيبة مع دول الجوار، لكن الظروف الأمنية التي حدثت في جنوب السودان حالت دون استكمال هذا الدور. كما أن حجم المياه، الذي يدور الخلاف حوله حاليا، يبلغ 100 مليار متر مكعب، في الوقت الذي تصل فيه مياه النيل المهدرة إلى نحو 1700 مليار متر مكعب.

• إلى أي مدى وصل مستوى التعاون بين جنوب السودان ومصر؟

- علاقتنا بالإخوة في مصر قوية وتاريخية، فهي ممتدة منذ آلاف السنين، عندما كانت الدولتان بلدا واحدا، ويربطهما نهر النيل الذي يمثل شريان الحياة للشعبين، والعلاقات بين البلدين مرت بمراحل كثيرة، وتطورت بشكل كبيـــر من خـــــلال الحركــــة الشعبية التي قادها د. جون قرنق، قبل استقلال جنوب السودان.

وبعد تعييني سفيرا في مصر توطدت العلاقات، وعملنا في تلك الفترة على تغيير الصورة السلبية الموجودة في أذهان بعض من كان يعتقد أن جنوب السودان يكره العرب والمسلمين، على الرغم من أن هناك نسبة كبيرة من مواطني جنوب السودان يعتنقون الإسلام.

• ما مستوى ونوع الدعم الذي تقدمه مصر لجنوب السودان في أزمتها الحالية؟

- الإخوة في مصر يقومون بدور مشرف جدا، والرئيس عبدالفتاح السيسي على اتصال دائم بالرئيس سيلفا كير، حيث تتم مناقشة سبل التوصل إلى توافق وسلام دائم في جنوب السودان، ومصر تقدم لنا دعما كبيرا على المستوى الإنساني، عبر تسيير القوافل الطبية، كما أنها تدعمنا بقوة على المستوى السياسي، من خلال موقفها المساند لنا في مجلس الأمن الدولي.

• هل ارتباطكم بعلاقات مع إسرائيل أحد أسباب هذه الصورة السلبية؟

- لا ننكر وجود علاقات تربطنا بإسرائيل، وهي علاقات تقوم على المصلحة المشتركة، لكنها لن تؤثر على علاقاتنا مع الدول العربية، التي تربطنا بها علاقات تاريخية وثقافة مشتركة، إضافة إلى العلاقات الاقتصادية المتميزة.

ونحن أكدنا لإخواننا المصريين مرارا أننا لم ولن نقوم بأي عمل يضر بمصالح مصر، لاسيما أن مصر يعيش بها عدد كبير من أبناء جنوب السودان، نحو 40 ألف شخص، بينهم نحو 7 آلاف طالب وطالبة في الجامعات المصرية.

• كم يبلغ حجم التبادل التجاري مع مصر؟

- لا توجد إحصاءات دقيقة، نظرا للأوضاع الأمنية الصعبة التي يمر بها جنوب السودان، لكن تجد البضاعة المصرية منتشرة في كل مكان، من خلال بعض «تجار الشنطة»، كما يوجد رجال أعمال مصريون يستثمرون في مجال الفنادق ومراكز التسوق والمقاولات والكهرباء والزراعة، منهم رجل الأعمال أحمد بهجت وأحمد السويدي، لكن الظروف الأمنية الحالية حالت دون زيادة حجم الاستثمارات في الوقت الراهن.

• هل هناك أي ترتيبات لعقد لقاء بين رئيسي البلدين قريبا؟

- تم في السابق توجيه دعوة لرئيس جنوب السودان سيلفا كير، إلا أنه لم يتمكن من تلبيتها، ومن المتوقع أن يقوم بزيارة لمصر قريبا خلال عام 2017، لكن لم يتم تحديد موعد الزيارة بعد.