أول العمود:

Ad

التعميم الإداري الصادر عن وزارة الداخلية بشأن عدم نشر صور المتهمين قبل الإدانة موجه إليها في نهاية الأمر، لأن مصدر المعلومات يأتي من إدارة العلاقات العامة فيها، وكل نشر قبل الإدانة يخالف الماده 34 من الدستور.

***

أكد دستور دولة الكويت في المادة 35 أن "حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان طبقاً للعادات المرعية، على ألا يخل ذلك بالنظام العام أو ينافي الآداب".

نذكّر هنا بهذه المادة تماشياً مع مناسبة حلول الأعياد الدينية للمواطنين الكويتيين المسيحيين الذين يتراوح عددهم بين 270 و300 نسمة، إلى جانب مقيمين يفوق عددهم 700 ألف يمثلون أكثر من 100 جنسية بحسب إحصاءات غير رسمية.

في العموم يعيش أتباع الديانة المسيحية بسلام واطمئنان في الكويت منذ بدء تواجدهم في الكويت من بدايات القرن الماضي، حيث تم تشييد الكنيسة الإنجيلية الوطنية عام 19831 م، لكن بواكير ذلك الاهتمام والتواجد كان في عام 1895 عندما زار القس صموئيل زويمر الكويت كمؤسس للإرسالية الأميركية العربية، وقيام الشيخ مبارك الصباح عام 1909 بطلب أطباء من إرسالية البصرة، حيث تم بناء المستشفى الأمريكاني عام 1914 ، الذي ساهم في تطبيب جرحى معركة الجهراء عام 1920.

وفي منتصف الخمسينيات بدأ تعداد المسيحيين العرب يتزايد، ما دعا مجلس الكنيسة إلى دعوة القس يوسف عبدالنور إلى رعاية الكنيسة الإنجيلية عام 1959 ، واستمر فيها حتى 1980 ، وتم بعد ذلك انتخاب عدد من الكويتيين لتمثيل مجلس الكنيسة، ومنهم يعقوب وسليمان شماس في الستينيات، وحبيب شماس في السبعينيات، وعمانويل غريب منذ التسعينيات وحتى اليوم، والذي يعد الأول في الخليج كراعٍ للكنيسة ومواطن في ذات الوقت.

توجد في الكويت اليوم 8 كنائس رسمية ترعاها الدولة، ويحضر مسؤولوها أعيادهم في جو ودي، إلا أنه ينبغي الإشارة إلى أن مجلس الأمة في عام 1981 ذا الأغلبية الإسلامية المتشددة والمحافظة، أصدر قانون يمنع تجنيس غير المسلم، وهو قانون مخالف للدستور لأنه ربط الهوية الوطنية بالديانة، ولو طُعِن في هذا القانون أمام المحكمة الدستورية فربما سيكون الموقف مختلفاً تماماً. ونذكر هنا بأن مملكة البحرين، كدولة مجاورة، لا تمنع الجنسية لغير المسلمين، وسبق أن تم تعيين سيدتين من الديانتين اليهودية والمسيحية عضوين في مجلس الشورى.

وجود تنوع ديني في أي بلد يشكل غنى له، خصوصاً في وطن صغير كالكويت، يملك رصيداً قديماً ومتأصلاً من التسامح، ولا يمكن اعتبار الأصوات الصاخبة التي ترتفع في نهاية ديسمبر من كل عام سوى استثناء من ذلك التاريخ الذي يتسم به المجتمع الكويتي.