«مكافحة الفساد»... واقع أم مجرد عنوان؟!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
ثم جاءت الطامة الأكبر، وهي إلحاق هيئة مكافحة الفساد بوزير في الحكومة من المفروض أنه تحت رقابتها! بينما المفروض أن تكون هيئة مستقلة تماماً، يتم، سنوياً، تعيين لجنة رباعية أو سداسية من مستشاري المحكمة الدستورية لمراجعة أدائها الإداري والمالي، وتصدر تقريراً بهذا الشأن واجب التنفيذ، توصياته ترفع إلى رئيس الدولة، على أن يتغيير أعضاء هذه اللجنة سنوياً، ويتم تعيين أعضاء الهيئة عن طريق ترشيح مباشر من السلطة القضائية، وهو التعديل الذي نتمنى أن يتبناه نواب الأمة.ما يحدث الآن بالنسبة لهذه الهيئة الهامة لتحقيق الإصلاح الحقيقي على جميع المستويات السياسية والاقتصادية هو ضعضعتها، وولادة جهاز مشوه بخلافاته التي تؤثر على آلية عمله وشفافيته، فها نحن لا نعلم شيئاً عن أعضاء مجلس الأمة والحكومة السابقين؛ هل قدموا إقراراتهم المالية؟ وكذلك الجدد منهم، وهل تلك الإقرارات سليمة؟ كل هذه الأسئلة يجب أن ترد عليها الهيئة لتكرس الشفافية المطلوبة، وعلى النواب الجدد الذين تعهدوا بالإصلاح ومحاربة الفساد أن يتابعوا تلك الأمور، ويتحروا معوقات عمل هيئة مكافحة الفساد وتقويمها عبر تعديل القانون وتطويره، ومن دون ذلك فإن الثقة الشعبية في مصداقية محاربة الفساد والتكسب من المناصب ستُفقد، وسيكون لذلك عواقب بالغة السوء على أي جهد لتحقيق إصلاح اقتصادي جاد في البلد.