تحطمت طائرة حربية روسية كانت تقل 92 شخصا، وأفادت أنباء بأن بينهم قائد الشرطة العسكرية الجنرال فلاديمير إيفانوفسكي، وأكثر من 60 عضوا في فرقة الجيش الأحمر الموسيقية الشهيرة صباح أمس في البحر الأسود، بعد إقلاعها متجهة إلى سورية، للمشاركة في احتفالات رأس السنة.

وأقلعت الطائرة، وهي من طراز «توبوليف-154»، من مدينة إدلر في جنوب منتجع سوتشي في رحلة روتينية إلى قاعدة حميميم الجوية باللاذقية، التي تشن منها روسيا ضربات جوية، دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد، وتنشر فيها نظام «إس-400» الدفاعي الجوي، لتأمين 4300 جندي منتشرين في عموم سورية.

Ad

ووفق المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشنكوف، فإن فرق الإنقاذ عثرت على 7 جثث وأجزاء من الطائرة على بُعد 1.5 كلم من ساحل سوتشي، وعلى عمق 50 إلى 70 مترا.

وتبين من لائحة نشرتها الوزارة، أن الركاب عددهم 84، بينهم جنود روس كبار و9 صحافيين و64 من أعضاء فرقة ألكسندر الرسمية وقائدها فاليري خليلوف، إضافة إلى ثمانية من أفراد الطاقم، وثلاثة من قناة «بيرفي كنال» العامة.

تحقيق وحداد

ووسط استمرار أعمال البحث، أمر الرئيس فلاديمير بوتين رئيس وزرائه ديمتري مدفيديف، بتشكيل وترؤس لجنة حكومية للتحقيق في تحطم الطائرة، وقدم تعازيه الحارة لعائلات وأصدقاء الضحايا، وأُعلن اليوم للحداد الوطني.

ووفق المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، فإن الرئيس على اتصال دائم بوزير الدفاع سيرغي شويغو، حيث ينتظر اتضاح الصورة، فيما فتحت لجنة التحقيق الروسية تحقيقا جنائيا، لتحديد ما إذا كان الحادث ناجما عن انتهاكات لنظم السلامة الجوية، موضحة أنها بصدد استجواب الطاقم التقني المكلف إعداد الطائرة للاقلاع.

الأسد يعزي

وفي برقية فورية، أعرب الأسد لبوتين عن بالغ أسى وحزن الدولة السورية، قائلا: «تلقينا نبأ الطائرة المنكوبة التي كانت تقل أصدقاء أعزاء أتوا ليشاركونا وأهل حلب فرحتهم بالنصر والأعياد»، مضيفا: «نشد على أياديكم في هذا الحادث المؤلم، ونقدم تعازينا لكل الشعب الروسي، مع صلواتنا لكم بالصبر وتجاوز هذه المحنة، والاستمرار في حربنا على الإرهاب، كي نرسي أسس الاستقرار والأمان والسلام لبلدينا وللبشرية جمعاء».

إدلب وريف حلب

ولليوم الثاني على التوالي، كثفت الطائرات الروسية غاراتها على إدلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة، وريف حلب، بعد يومين من إجلاء مقاتلي المعارضة من آخر جيوبهم في حلب.

وأكد مقاتلون من المعارضة وسكان، أن ثماني ضربات على الأقل استهدفت بنش وسراقب وجسر الشغور، وهي بلدات رئيسية في محافظة إدلب، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، لا سيما في صفوف المدنيين.

وقال مقاتل في جماعة «جيش المجاهدين» إن الطائرات أغارت بقنابل عنقودية على بلدة خان العسل، على بُعد 14 كيلومترا إلى الغرب من حلب، كما تعرضت بلدة الأتارب القريبة أيضا للقصف، مشيرا إلى أن المعارضة صدت أمس الأول هجوما للنظام بدعم من ميليشيات إيران، للسيطرة على أراض في منطقة الراشدين إلى الغرب من مدينة حلب.

مصالحة بردى

وفي دمشق، أكد محافظ ريف العاصمة علاء إبراهيم، أن المصالحة في منطقة وادي بردى وعين الفيجة مستمرة، والمسلحون يحاولون المفاوضة على بعض الشروط، إلا أنه تم إبلاغهم بأن الشروط ذاتها التي طبقت بقدسيا والتل، وهي تأمين من يريد الخروج، وتسوية وضع من يبقى، ومهلة 6 أشهر للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية.

روحاني وبوتين

وفي وقت سابق، هاتف الرئيس الإيراني حسن روحاني ليل السبت- الأحد نظيره الروسي، مباركا «انتصار الجيش السوري على الإرهابيين في حلب».

ووفق موقع الرئاسة الإيرانية، فإن روحاني اعتبر «الانتصار رسالة مفادها أن الإرهابيين لا يمكن أن يبلغوا أهدافهم»، مشدداً على أنه «يجب منعهم من استغلال وقف اطلاق النار لالتقاط الأنفاس وإقامة قواعد جديدة في مناطق اخرى من سورية».

ووفق البيان الرسمي الإيراني، فإن بوتين «أشاد بالتعاون بين طهران وموسكو، وأكد أنه سيستمر»، منوها إلى أن «ثمرته تمثلت في نصر كبير على الإرهاب الدولي». كما أكد الطرفان أن مفاوضات السلام السورية ستنظم في كازاخستان دون المزيد من التفاصيل.

خط الثورة

إلى ذلك، أكد قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، أمس، أن «حلب تشكل الخط الأمامي للثورة الإسلامية» في بلاده، وأن طهران باتت تبحث عن أمنها خارج حدودها الجغرافية.

وفي إشارة إلى التدخلات العسكرية في أزمات المنطقة ومن بينها سورية واليمن، اعتبر جعفري، الذي تولّت الوكالات الإيرانية المعروفة مثل فارس نيوز وتسنيم، نشر وترجمة بعض فقرات تصريحاته إلى العربية، أن «تصدير الثورة» أحد منجزات بلاده، بزعامة المرشد الأعلى علي خامنئي.