اللواء المصري نصر سالم لـ الجريدة•: سحارة «سرابيوم» لن تنقل مياه النيل لإسرائيل
المستشار بأكاديمية ناصر: مدن القناة ستدر 100 مليار دولار سنوياً... وتعديل «الإجراءات الجنائية» ضروري
نفى المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية اللواء نصر سالم ما تردد عن إمكانية استخدام سحارة سرابيوم، التي ينفذها الجيش المصري حالياً أسفل قناة السويس، في نقل مياه نهر النيل إلى إسرائيل، واصفاً هذه الأحاديث بـ«الشائعات»، وقال في حوار مع «الجريدة»، إن مدن شرق القناة الجديدة التي تشيدها الدولة حالياً ستدر على مصر نحو مئة مليار دولار سنوياً، مثمناً السعي إلى تعديل قانون الإجراءات الجنائية، بما يضمن سرعة إصدار الأحكام في قضايا الإرهاب... وفيما يلي تفاصيل الحوار.
• ما حقيقة ما تردد عن أن سحارة «سرابيوم» التي يتم تنفيذها حالياً أسفل قناة السويس، ستنقل جزءاً من مياه النيل إلى إسرائيل؟
- سحارة «سرابيوم» هي عبارة عن نفق يشكل رافداً من روافد النيل، يمتد بعمق 50 متراً تحت سطح الأرض لنقل مياه النيل إلى شرق قناة السويس، بهدف ري 400 ألف فدان، بما يمنح الحياة لسيناء، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى حتى الآن، وتمت زراعة جزء كبير من الأراضي التي استفادت من وصول المياه إليها، أما ما يتردد بشأن أن تنفيذ هذا المشروع يهدف إلى نقل جزء من المياه إلى إسرائيل فهذه مجرد شائعة، وحتى من الناحية الجغرافية فإن هذا الأمر غير وارد مطلقاً.
• هل تتوقع القضاء تماماً على الإرهاب في سيناء قريباً في ظل تواصل العمليات العسكرية ضد العناصر الإرهابية هناك؟
- لا أتوقع توقف العمليات الإرهابية في سيناء قريباً، على الرغم من تمكن القوات المسلحة المصرية من التصدي لها وتقليلها خلال الفترة الأخيرة، وأرى أن استمرار وجود هذه العمليات الإرهابية الهدف من ورائه تشكيل قوة ضغط على مصر لتحويل شبه جزيرة سيناء إلى منطقة خالية من السكان، وبالتالي تحقيق هدف إسرائيل في جعلها أرضا بديلة لأهالي فلسطين.• كيف برأيك يمكن مواجهة الإرهاب بأسلوب صحيح؟
- تنمية سيناء هي الحل الوحيد للتصدي للإرهاب إلى جانب مقاومته عسكرياً وأمنياً وثقافياً، وهذه التنمية تتم من خلال استصلاح آلاف الأفدنة وإنشاء شبكة طرق متطورة، وفي هذا الإطار أشير إلى قيام الدولة بإنشاء ثلاث مدن مليونية في منطقة شرق القناة، هي «بورسعيد شرق» و«الإسماعيلية شرق» و«السويس شرق»، وسيسكنها العاملون في محور قناة السويس، وهذا المشروع سيدر على مصر أرباحاً خيالية تصل إلى نحو مئة مليار دولار سنوياً.• ما السبب وراء تغيير قيادة الجيش في سيناء رغم النجاحات التي تحققت على الأرض؟
- على الرغم من النجاحات التي حققها، فإن نقل قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة، الفريق أسامة عسكر، من منطقة سيناء، يأتي بسبب إيمان الجيش المصري بضرورة الدفع بدماء جديدة، إلى جانب تكريم الفريق عسكر، من خلال ترقيته إلى مساعد وزير الدفاع، ويجب أن نعرف أن معايير القوات المسلحة في اختيار القيادات هي أولاً قدرة الفرد وتأهيله علمياً للمكانة الجديدة التي اختير لأجلها، بالإضافة إلى خبرته العملية، وكذلك مدى قدرته على إفادة غيره، كما أن الأمر يعتمد أيضاً على مبدأ الكفاءة لا الأقدمية، والدليل على ذلك أن كفاءة رجال الجيش هي التي ساعدت على تقليل العمليات الإرهابية.• كيف تقيم الاتجاه الحالي إلى إجراء تعديلات على قانون الإجراءات الجنائية؟
- خطوة جيدة وضرورية أن يقوم مجلس النواب بإجراء تعديلات على قانون الإجراءات الجنائية، فأنا شخصياً أرفض القانون القديم الذي يتأخر فيه صدور الأحكام نتيجة طول إجراءات التقاضي أمام المحاكم، ومثال ذلك الإرهابي عادل حبّارة، فعلى الرغم من أنه معترف بقتل الجنود المصريين في القضية المعروفة إعلامياً بـ «مذبحة رفح الثانية» وقام بتكفير هيئة المحكمة على الملأ، فإن إجراءات التقاضي سمحت له بالاستمرار في تداول القضية ثلاثة أعوام حتى تم تنفيذ الحكم أخيراً بإعدامه شنقاً، وبوجه عام أرى أن سرعة تنفيذ الأحكام في قضايا الإرهاب، من شأنها أن تمنع هذه الجرائم أو تحد منها على أقل تقدير.