سنة العراق ينتظرون ترامب وعيون الشيعة على «عمّان والقاهرة»

نشر في 26-12-2016
آخر تحديث 26-12-2016 | 00:10
 نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي
نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي
بينما تنشغل الأوساط السياسية العراقية بمناقشة مشروع أطلقه التحالف الشيعي تحت عنوان «التسوية التاريخية» كمبادرة للسلم، تتعرض القوى السنية لضغوط متنوعة من إيران، وتمر بأزمة ثقة تتصاعد مع النجف وتفقدها رصيد عمل مشترك كان واعداً، فضلاً عن أن صقور السُّنة يتعرضون لتجاهل أميركي تحت شعار أن كل شيء يجب أن يتأجّل إلى ما بعد معركة الموصل.

ورفض أعضاء فريق الصقور الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، تسلم ورقة التسوية التي تبنتها أيضاً بعثة الأمم المتحدة، ويُفترَض أن تلقى دعماً من الجامعة العربية، وطالبوا بضمانات وتعديلات، لكن ذلك قد يجعل فريقاً سنياً آخر متهماً بتنازله لطهران، يتسلم الورقة، وهو ما يمهد لشرخ جديد، وينقض محاولات فض الخلاف حول مستقبل الإدارة السياسية والأمنية لمحافظات غرب وشمال العراق.

والتقى النجيفي، يرافقه رئيس البرلمان سليم الجبوري، عاهل الأردن الملك عبدالله بن الحسين في عمان الاثنين الماضي، وفي اليوم ذاته كان نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي ضيفاً على الملك لبحث الأمر، وجاء ذلك بعد أسبوعين من ذهاب رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم لعرض المشروع في عمان ثم طهران لاحقاً.

وتحدث مصدر سني رفيع، بتفاؤل عن زيارة النجيفي للأردن، وقال إنها كانت تتعلق برؤية القيادات العراقية لمستقبل البلاد، مشيراً إلى أنها تحصل في ظل ترقب لدخول المنطقة مرحلة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لذلك جاءت الزيارة مباشرة قبل سفر العاهل الأردني إلى واشنطن للقاء الرئيس الجديد.

وتشكو قيادات سنية غياب الحوار العراقي الداخلي حول مستقبل البلاد، إذ توقف عملياً خلال العامين الأخيرين، ويقول هؤلاء إن ذلك «سيفرض واقعاً جديداً، وقد يرجح سيناريوهات تدخل دولي في المنطقة السنية بانتظار التوافق العراقي» في إشارة إلى قلق بشأن مرحلة ما بعد تحرير الموصل وإدارة النزاعات القومية والدينية هناك. لكن المراقبين يشيرون إلى غياب الدور العربي في العراق، ويتساءلون عن إمكانية ظهور مبادرة عربية عن طريق مقترحات من الأردن قد تخفف مستوى الاحتقان بين العرب وحكومة العراق.

وترجح مصادر مقربة من النجيفي «أن هناك نواة لمبادرة مشتركة لدول الجوار العراقي، ولكنها بانتظار مباركة الإدارة الأميركية الجديدة».

لكن المشكلة هي استمرار الأزمة مع القادة السُّنة الأكثر نفوذاً، كما هو الحال مع وزير المال الأسبق رافع العيساوي الذي لم يعد إلى بغداد منذ ثلاثة أعوام، وتلاحقه أحكام قضائية متعددة، وهناك مذكرة اعتقال بحق أثيل النجيفي شقيق نائب رئيس الجمهورية يقول إنها تهدف إلى إخراجه من المشهد السياسي لفسح المجال أمام قيادات سنية «ضعيفة تخضع لطهران».

وبينما يحاول صقور السُّنة التعويل على رعاية دولية والتقرب مرة أخرى من واشنطن في عهد ترامب، يتحدث الشيعة باهتمام عن دور جديد للأردن كرئيس لجامعة الدول العربية حالياً، وعن تعزيز الشراكة الاقتصادية مع عمّان بعد الاتفاق على أنبوب لنقل النفط بين البصرة والعقبة.

وترى أوساط مقربة من رئيس التحالف الوطني الشيعي عمار الحكيم، أنهم يراهنون على دور رئيس البرلمان سليم الجبوري (الطامح إلى تزعم السُّنة وإزالة نفوذ الفريق المنافس خصوصاً النجيفي).

ووعد الأردن حسب المصادر الشيعية بالتدخل «لبناء موقف سني عراقي موحد» داخل تحالف هش تجتاحه الانقسامات، وبكسب دعم عربي لعمار الحكيم، حيث ينوي أيضاً زيارة مصر التي يمكن أن تحظى بامتيازات استثمارية ومالية من العراق، وترى أوساط شيعية أن هذا يمكن أن يصبح نهجاً فاعلاً إذا حظي بدعم أميركي. لكن الفريق الشيعي يتحاشى مناقشة ما سيحصل عليه السُّنة في التسوية هذه، لأن متشددي الشيعة يطعنون بالمعتدلين في النجف ويتهمونهم بالخيانة ومحاولة «الحوار مع البعث»، وهي تهمة تقليدية تلاحق معظم صقور السُّنة، وجاء ذلك عبر حملة مبكرة تنظمها الفصائل المسلحة ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

back to top