كابدَ اليمنيون أوضاعاً صعبة عام 2016 مع استمرار القتال بين قوات حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وميليشيات جماعة «أنصار الله» الحوثية وحليفها الرئيس السابق علي صالح.

ومع تواصل الصراع، الذي اندلع عقب سيطرة الميليشيات الحوثية، القادمة من صعدة، على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، زادت المعاناة، التي يعيشها اليمنيون وظهرت مشكلات جديدة تمثلت في الجرحى والمعاقين والنازحين وزيادة العاطلين عن العمل، إضافة إلى انتشار الأوبئة وارتفاع نسبة سوء التغذية إلى درجة «المجاعة» في بعض المناطق.

Ad

ورغم أن التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية سعى إلى تخفيف حدة معاناة اليمن عبر إرسال المساعدات الإغاثية وتقديم الدعم العيني والمادي للمناطق المتضررة بموازاة الدعم العسكري لقوات هادي في مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران، فإن الأوضاع المعيشية في البلد العربي، الذي يعد أحد أكثر بلدان العالم فقراً تدهورت نتيجة العراقيل، التي واجهت التجارة والاستيراد بسبب انقلاب الميليشيات الحوثية وجناح صالح بحزب «المؤتمر الشعبي» على شرعية هادي.

وشهد عام 2016 إعفاء الرئيس هادي لرئيس الحكومة خالد بحاح من منصبه وتعيين أحمد عبيد بن دغر بدلاً منه وتعيين الفريق علي محسن الأحمر نائباً لرئيس الجمهورية.

وتسبب تعنت طرفي الانقلاب في إفشال اتفاق سلام، سعت إليه الأمم المتحدة خلال جولة من المشاورات استضافتها الكويت على مدار 3 أشهر، وكان من الممكن أن يضع حداً للصراع المسلح، الذي تسبب في سقوط 10 آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين فضلاً عن نزوح مئات الآلاف.

وشهد العام أيضاً عودة هادي وحكومته إلى العاصمة المؤقتة عدن بشكل نهائي بعد حملة أمنية موسعة دعمتها الإمارات لتطهير المدينة من عناصر التنظيم المتشددة، التي شنت عدة هجمات ضد المسؤولين الأمنيين.

في المقابل، شكل الحوثيون وصالح حكومة، غير معترف بها دولياً، لإدارة شؤون البلاد برئاسة عبدالعزيز بن حبتور، وكثفوا من هجماتهم الصاروخية ومحاولات التسلل عند الحدود اليمنية السعودية مع تواصل المعارك عقب فشل هدنة سعت لها الولايات المتحدة في إطلاق جولة جديدة من مشاورات السلام في 21 أكتوبر الماضي، وفيما يلي لقطات لأبرز الأحداث التي شهدها اليمن في 2016:

شبكتا تمويل

31 يناير: تمكن فريق خبراء تابع للجنة العقوبات الدولية الخاصة باليمن من تحديد شبكتين ماليتين تابعتين للرئيس السابق علي صالح ونجله أحمد تستخدمان للالتفاف على العقوبات الدولية. وأكد الفريق أنه تتبّع أصولاً مالية قيمتها نحو خمسين مليون دولار تابعة لصالح ونجله.

تمديد عقوبات

25 فبراير: اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع مشروع قرار بريطاني يدعو إلى التنفيذ الكامل لعملية الانتقال السياسي في اليمن، وتمديد العقوبات المفروضة على الأشخاص والكيانات المهددة للسلم والاستقرار في البلاد. ومن بينهم صالح ونجله وزعيم جماعة «أنصار الله» عبدالملك الحوثي.

نقل يهود

21 مارس: كشف عملية سرية، بمساعدة وزارة الخارجية الأميركية ودولة ثالثة، لنقل 17 يهوديا يمنيا إلى إسرائيل من بينهم الحاخام سليمان دهاري الذي وصل إلى تل أبيب مع والديه وزوجته وبصحبته نسخة قديمة من التوراة تعود إلى ثمانمئة عام، مكتوبة على جلد حيوان.

ذكرى «الحزم»

25 مارس: مرور عام كامل على إطلاق عمليات «عاصفة الحزم» العسكرية، التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية دعماً للشرعية في اليمن ضد انقلاب الحوثيين وحلفائهم من قوات صالح، فيما يتحدث المسؤولون اليمنيون والتحالف عن سيطرة المقاومة والجيش الوطني على نحو 80 في المئة من الأراضي اليمنية.

إعفاء بحاح

4 أبريل: أصدر الرئيس اليمني قرارات جمهورية تقضي بإعفاء رئيس الحكومة خالد بحاح من منصبه، وتعيين أحمد عبيد بن دغر خلفاً له. كما عين هادي بموجب القرارات نائبه في قيادة الجيش الفريق علي محسن الأحمر نائباً لرئيس البلاد.

«داعش» في عدن

29 أغسطس: تفجير انتحاري بسيارة شنه تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش» يوقع 71 قتيلاً ويصيب 98 بعدن.

وفي 9 ديسمبر قتل 50 جندياً وأصيب العشرات بتفجير انتحاري تبناه «داعش» وطال معسكر الصولبان بعدن.

حوثيون بالسعودية

6 أبريل: وفد من الميليشيات الحوثية يدخل إلى ظهران الجنوب بوساطة قبلية تنجح في إبرام اتفاق لتهدئة حدودية تمهد لهدنة بين قوات هادي والمتمردين لتهيئة الأجواء من أجل انطلاق مشاورات سلام استضافتها الكويت لاحقاً.

وسبق الاتفاق إفراج الميليشيات الحوثية عن جنديين سعوديين وإطلاق الرياض لعدد من أسرى «أنصار الله».

مطاردة «القاعدة»

24 أبريل: أطلق التحالف العربي حملة لملاحقة تنظيم «القاعدة» في المحافظات الجنوبية، وتمكن طرده من عدة مناطق وانتزعت قوات يمنية بمعاونة قوات خاصة إماراتية وسعودية مدينة المكلا الساحلية، عاصمة محافظة حضرموت، من التنظيم المتشدد الذي سيطر عليها في أبريل 2015. وشملت الحملة استعادة السيطرة على مدينتي جعار وزنجبار بأبين.

مفاوضات ماراثونية

21 أبريل: استضافت الكويت جولة جديدة من مشاورات السلام بين الأطراف اليمنية وامتدت على مدار نحو 3 أشهر، حتى 6 أغسطس، لكنها أخفقت في التوصل إلى أي اتفاق يذكر بعد رفض وفد الحوثيين وحزب صالح التوقيع على مشروع اتفاق سلام كان يقضى بـ«انسحاب المتمردين من العاصمة ونطاقها الأمني، وكذلك الانسحاب من تعز والحديدة، تمهيداً لحوار سياسي يبدأ بعد 45 يوماً من التوقيع على هذا الاتفاق».

استهداف مكة المكرمة

28 أكتوبر: اعترضت قوات التحالف صاروخاً بالستياً أطلقته الميليشيات الحوثية من محافظة صعدة اليمنية باتجاه منطقة مكة المكرمة. وتم تدمير الصاروخ على بعد 65 كيلومتراً من المدينة المقدسة من دون أن يخلف أي أضرار.

وتسبب الحادث في ردود فعل منددة من عدة عواصم إسلامية وعربية وعالمية.

غارة عزاء صنعاء

8 أكتوبر: 140 قتيلاً في غارة لمقاتلات التحالف على مجلس عزاء تابع لوزير الداخلية الموالي للانقلابيين بصنعاء.

وأقرت السعودية بأن إحدى طائرات التحالف العسكري الذي تقوده قصفت المجلس عن طريق تحليل خاطئ للمعلومات من قيادة أركان الجيش اليمني.

ضربة أميركية

13 أكتوبر: الجيش الأميركي يوجه ثلاث ضربات على مواقع تضم أنظمة رادار في مناطق يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين، رداً على قصف متكرر للمدمرة الأميركية «ماسون» قبالة مضيق باب المندب من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين. وأكد الجيش الأميركي أن الضربات محدودة للدفاع عن النفس، وبهدف حماية السفن وحرية الملاحة.

انهيار الهدنة

20 أكتوبر: أعلن التحالف العربي، انهيار هدنة بعد أقل من 24 ساعة على بدئها بوساطة أميركية لتهيئة الأجواء أمام استئناف جولة جديدة من مشاورات السلام برعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري والمبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ.

نقل البنك المركزي

19 سبتمبر: أجرى الرئيس هادي تعديلاً وزارياً شمل حقائب عدة في حكومة أحمد بن دغر.

وقرر إعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي، ونقل مقره من صنعاء إلى عدن، وتعيين منصر صالح القعيطي محافظاً له. وجاء نقل مقر البنك بعد اتهامات للحوثيين بالسيطرة عليه وإهدار الاحتياطي النقدي الأجنبي لصالح عملياتهم العسكرية.

شبح مجاعة

16 ديسمبر: أظهرت وثائق مسربة أن أكبر تجار اليمن أوقفوا واردات القمح الجديدة بسبب أزمة في التمويل من قبل البنك المركزي الخاضع لسيطرة الحوثيين في صنعاء. في غضون ذلك، حذرت وكالات الإغاثة من أن اليمن على حافة مجاعة.

شرعنة الانقلاب

7 ديسمبر: انتقدت حكومة هادي، المعترف بها دولياً، خطة أممية جديدة لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد، واعتبرتها «سابقة دولية خطيرة تضفي الشرعية على التمرد على الحكومة المعترف بها دولياً». وأكد هادي أنه لن يُسلّم الحكم إلا لرئيس منتخب.

حكومة الحبتور

28 نوفمبر: أعلن ما يُسمى «المجلس السياسي» الذي شكله الحوثيون وصالح في صنعاء تشكيل حكومة برئاسة عبدالعزيز بن صالح الحبتور وعضوية 42 وزيراً.

ونددت الأمم المتحدة بالخطوة الأحادية التي لم تلق اعترافاً دولياً.