مع دخوله حملته الهادفة لتأمين إمدادات العاصمة من المياه، صعّد جيش الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، قصفه الجوي على وادي بردى على بعد نحو 18 كلم شمال غربي دمشق في إطار هجوم كبير تمكنت خلاله قوات الحرس الجمهوري وميليشيا «حزب الله» اللبنانية من السيطرة على الطرق المؤدية إلى بلدات المنطقة ومنحدرات الجبال المحيطة بها.

ووفق مقاتلي المعارضة وسكان، فإن القتال تركز على قرية بسيمة على طرف الوادي حيث يسعى الجيش وحلفاؤه للتوغل أكثر في جيب يضم عشر قرى يقطنها نحو 100 ألف شخص، موضحين أن القصف تسبب في خروج محطة ضخ المياه الرئيسية لينبوع عين الفيجة عن الخدمة وأسفر أيضاً عن مقتل 14 مدنياً وأصاب مركزاً طبياً ووحدة للدفاع المدني.

Ad

وأشار القيادي في حركة «أحرار الشام» أبو البراء إلى أن الجيش اكتسب قوة بإحكام سيطرته على مدينة حلب ويسعى لإجبارهم على الرحيل وإلا سيواجهون حرباً شاملة، وقال: «النظام وحلفاؤه يصعدون حتى يدفعوننا لاتفاق استسلام واحنا ما راح نسلم أرضنا».

سياسياً، بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود جاويش أوغلو أمس، خطوات عملية لوقف إطلاق النار في سورية وعزل التنظيمات الإرهابية عن المعارضة المعتدلة والتحضيرات للاجتماع في أستانة.

وغداة إطلاع الرئيس فلاديمير بوتين زعماء منظمة معاهدة الأمن الجماعي، روسيا البيضاء وأرمينيا وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان، على خطواته لتطبيع الموقف في سورية وتعاونه مع تركيا وإيران للإيجاد حل سياسي، أكد لافروف أن الحكومة السورية تجري محادثات مع المعارضة قبل الاجتماع الأوسع في «أستانة».

ونفى عضو الهيئة العليا للمفاوضات جورج صبرا علم المعارضة السياسية بوجود محادثات في «أستانة»، قائلاً: «لا علم لنا بوجود اتصالات بين المعارضة والنظام، وبالتأكيد ليس لنا علاقة بهذا الموضوع».

وفي تطور لافت، اعتبرت المتحدثة وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أمس، أن قرار واشنطن الخاص بتزويد المعارضة بالأسلحة «خطوة عدوانية تهدد الطائرات والقوات الروسية والسفارة الروسية في سورية لأنها ستقع في أيدي الجهاديين»، مشددة على أن «إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعول على ذلك في الحقيقة لأنها تشرف على تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المتفرع عن القاعدة وتحاول تعقيد الوضع في العالم قبل أن يتولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في يناير».

ورفع أوباما بعض القيود على إرسال الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية هذا الشهر، في خطوة اعتبرها الكرملين تنطوي على مجازفة وأن الأسلحة قد تسقط في أيدي «إرهابيين».

على صعيد ذي صلة، أتاحت عمليات البحث الواسعة النطاق الجارية في البحر الأسود العثور على الصندوق الأسود الرئيسي للطائرة العسكرية الروسية المنكوبة، وهو العنصر الأساسي لتحديد أسباب الكارثة، التي دفعت موسكو لوقف استخدام طراز طائرات «توبوليف-154» مؤقتاً إلى حين انتهاء التحقيقات.

وأعلنت وزارة الدفاع أن «المسجل الرئيسي للرحلة عثر عليه على مسافة 1600 متر من الساحل وعلى عمق 17 متراً».