اتفاق روسي - تركي على وقف النار بسورية وبدء مفاوضات أستانة

• هيئة المفاوضات مع الهدنة
• إردوغان: واشنطن تدعم «داعش»
• الأسد يفقد السيطرة على المياه

نشر في 29-12-2016
آخر تحديث 29-12-2016 | 00:05
جرار يزيل الأنقاض كما تبدأ الحكومة السورية لتنظيف المناطق التي يسيطر عليها سابقا من قبل قوى المعارضة في مدينة حلب
جرار يزيل الأنقاض كما تبدأ الحكومة السورية لتنظيف المناطق التي يسيطر عليها سابقا من قبل قوى المعارضة في مدينة حلب
على وقع دعوة وجهتها الهيئة العليا للمفاوضات لمقاتلي المعارضة للتعاون لإعلان هدنة شاملة، توصلت تركيا وروسيا إلى مقترح لتوسيع نطاق وقف إطلاق النار وإجلاء السكان من حلب ليشمل عموم الأراضي السورية اعتباراً من الليلة المقبلة.
مع تكثيف تعاونهما للتوصل إلى حل نهائي للأزمة، اتفقت تركيا وروسيا على خطة لوقف إطلاق النار في كل أنحاء سورية تدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة- السبت بعد عرضها على فصائل المعارضة وموافقتها عليه.

وتهدف الخطة، بحسب وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية، إلى توسيع نطاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه البلدان في وقت سابق هذا الشهر وأتاح عمليات إجلاء من حلب، ليشمل كل الأنحاء باستثناء «المجموعات الإرهابية».

ووفق «الأناضول»، فإن تركيا وروسيا تعملان لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار عند منتصف الليل، والخطة في حال نجاحها ستشكل أساساً لمفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة تريد موسكو وأنقرة تنظيمها في أستانا بكازاخستان.

ولم يصدر تأكيد رسمي بعد على الخطة من موسكو أو أنقرة. ولم يتضح أين ومتى تم الاتفاق على هذه الخطة لكن جرت محادثات خلال الأسابيع الماضية في أنقرة بين تركيا وروسيا وممثلين عن المعارضة السورية. وأكدت قناة الجزيرة القطرية أن لقاء جديداً عقد أمس في انقرة، وهذه المرة بين ممثلين عسكريين عن فصائل المعارضة وروسيا.

وإذ أكد وزير الخارجية التركي مولود أوغلو إعداد اتفاق وقف إطلاق النار واعتبر أن أي عملية انتقال نحو السلام في سورية تضم الرئيس بشار الأسد ستكون «مستحيلة» لأن المعارضة لن تقبلها، لم يستطع المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التعليق على الاتفاق، مبيناً أنه ليست لديه معلومات كافية عنه، لكنه قال: «نحن على اتصال دائم بزملائنا الأتراك لبحث التفاصيل المختلفة المتعلقة بالمحادثات المحتملة المقرر إجراؤها في استانة».

لكن وزارة الخارجية الروسية أشارت إلى أن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا يدعم نتائج اجتماع وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران في 20 ديسمبر ومحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وترتيب محادثات كازاخستان، موضحة أنه تحدث هاتفياً إلى وزير الخارجية سيرغي لافروف وشدد على استعداده للمساهمة في تنفيذ تفاهمات الدول الثلاث وتشجيع المباحثات المرتقبة في أستانة لتحقيق التسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254.

هيئة المفاوضات

وفي وقت سابق، حث منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب أمس الأول مقاتلي المعارضة السورية على التعاون مع «الجهود الإقليمية المخلصة» للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال حجاب إن الهيئة العليا للمفاوضات لم تبلغ بأي ترتيبات رسمية، لكنه أضاف «ولا شك في أن تحديد أجندة واضحة سيساهم في تحديد مواقف القوى الفاعلة»، مؤكداً أن هناك حاجة «لإجراءات بناء الثقة» لتوفير الأجواء المناسبة، تمهيداً لمحادثات للانتقال السياسي في جنيف برعاية الأمم المتحدة.

وفي بيان مكتوب، ذكر حجاب أن الهيئة، التي ترغب في هدنة تشمل جميع الأراضي وتحقق بنود قرارات سابقة للأمم المتحدة تنص على الامتناع عن استخدام الأسلحة المحظورة وأخرى تدعو إلى فك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ووقف الضربات الجوية وعمليات التهجير القسري، مشيراً إلى أنها لم تبلغ بأي ترتيبات رسمية للمشاركة في محادثات أستانة».

هجوم إردوغان

وتقف أنقرة وموسكو على طرفي نقيض في النزاع السوري، حيث طالبت الأولى مراراً برحيل الأسد في حين تقدم له الثانية مع إيران الدعم.

لكن التدخل المباشر الروسي والتركي يأتي، حسبما عبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بشكل متزايد عن نفاد صبره من دور الولايات المتحدة في سورية وشنه أمس الأول إحدى أشد هجماته عليها والسياسة الغربية، مؤكداً أنها تقطع وعوداً بدون تنفيذها.

واتهم الغرب ليس فقط بدعم وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي، اللذين يحظيان بدعم الولايات المتحدة على الأرض في سورية، لكن أيضا تنظيم «داعش». وقال: «إنهم يدعمون كل التنظيمات الإرهابية، وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي، وأيضاً داعش».

صواريخ وقتلى

ولاحقاً، رفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر اتهامات إردوغان ووصفها بأنها «لا أساس لها ومضحكة»، لكنه شدد على أن واشنطن لا تقدم أي صواريخ مضادة للطائرات محمولة إلى المعارضة اعتبرتها روسيا تهديداً مباشراً لقواتها في سورية.

ميدانياً، قتل 22 مدنياً بينهم عشرة أطفال من عائلتين في قرية الحجنة الواقعة بالريف الشرقي لمحافظة دير الزور الخاضعة بمعظمها لسيطرة تنظيم «داعش» وتستهدفها بانتظام طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي إطار عملية «درع الفرات» بمدينة الباب، اعلن الجيش التركي أمس أنه قام «بتحييد» 44 من عناصر تنظيم داعش وأصاب 117 آخرين في اشتباكات خلال الـ24 ساعة الأخيرة، مشيراً إلى انه قصف 157 هدفاً بالمدفعية وأسلحة أخرى.

دمشق بلا ماء

وفي دمشق، التي تعاني انقطاع المياه لليوم السادس على التولي بسبب معارك عنيفة جداً، أعنت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) خروج الوضع في العاصمة وضواحيها عن السيطرة، مشيرة إلى أن مجلس الوزراء بعد مناقشات كبيرة أمس قرر الاستعانة بصهاريج من المحافظات الاخرى لتأمين مياه الشرب.

وفي تصريح عقب جلسة الحكومة، أوضح وزير الموارد المائية نبيل الحسن أن «مصادر المياه الرئيسية المغذية لدمشق والتي خرجت عن الخدمة نتيجة الاعتداءات الإرهابية كانت تؤمن 550 ألف متر مكعب يوميا من مياه الشرب»، مبيناً أنه «تم اعتماد خطة طوارئ لتلبية جزء من احتياجات دمشق وضواحيها وبحدود 30 في المئة منها».

أكراد سورية لإقرار دستور وتشكيل حكومة

توقع مسؤولون أكراد أمس أن توافق الجماعات الكردية السورية وحلفاؤها على خطة مفصلة لإقامة نظام حكم اتحادي في شمال البلاد، ليجددوا تأكيد خططهم للحكم الذاتي التي تزعج تركيا، وسبق أن رفضتها الولايات المتحدة عندما أعلنت لأول مرة في مارس الماضي.

وقالت هدية يوسف، التي ترأس مجلسا مؤلفا من 151 عضوا، أمس، إن «الخطة التفصيلية ترقى إلى مستوى دستور، وتعرف باسم العقد الاجتماعي، ومن المتوقع أن يقر المجلس الخطة في اجتماع بمدينة رميلان اليوم أو غدا». وأضافت يوسف: «سنوضح من خلال العقد كيفية البدء في تشكيل مؤسساتنا ونظامنا الإداري، وسنبدأ بالتحضير للانتخابات». وفي البداية ستجرى انتخابات لاختيار إدارات إقليمية تعقبها انتخابات لاختيار هيئة مركزية.

«الخارجية» الأميركية تسخر من اتهامات الرئيس التركي وتنفي تزويد المعارضة بمضادات الطيران
back to top