عملات الأسواق الناشئة الأكثر معاناة
يرصد جدول أعدته «أرقام» وفقاً لبيانات جمعتها من «بلومبرغ» العملات العشر الأعلى ارتفاعاً، وكذلك الأكثر انخفاضاً خلال عام 2016 حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
رغم الضغط الذي تعرضت له عملات الأسواق الناشئة، تمكن الريال البرازيلي من تصدر قائمة عملات العالم الأعلى ارتفاعا، تلاه الروبل الروسي المدعوم بصعود النفط.ويرصد الجدول الذي أعدته «أرقام» وفقاً لبيانات جمعتها من «بلومبرغ» العملات العشر الأعلى ارتفاعا، وكذلك الأكثر انخفاضا خلال عام 2016 حتى الثامن والعشرين من ديسمبر.اللافت للنظر أن عملات الأسواق المتقدمة لم تعان التذبذب الذي شهدته نظيرتها من عملات الأسواق الناشئة والمبتدئة، حيث تتابع «بلومبرغ» عملات الدول المرصود تحرك مؤشرات بورصات الأسهم فيها على مؤشر «مورغان ستانلي»، وهي نحو 80، فمع استثناء الين الياباني والدولار الكندي اللذين شهدا ارتفاعا حول 2 في المئة، وكذلك الكرونة السويدية التي تراجعت 8.4 في المئة، فإن باقي العملات بالجدول تنتمي للأسواق الناشئة والمبتدئة تقريباً.
فاليورو تراجع أمام الدولار بحوالي 4.5 في المئة خلال 2016، في حين دعّم ارتفاع النفط أداء الكرونة النرويجية التي محت خسائرها هذا العام أمام العملة الخضراء وحولتها إلى ارتفاع طفيف نسبته 1.2 في المئة.ويخلو التقرير من عملة فنزويلا «البوليفار»، التي شهدت هبوطا مدوياً مع تفاقم أزمتها الاقتصادية، وكذلك الريال الإيراني الذي تراجع لمستويات قياسية مؤخرا رصدتها «أرقام» في تحليل لها.اللافت للنظر، وهي «قضية» ستكون ذات أولوية على أجندة ترامب الاقتصادية، تراجع اليوان الصيني بنسبة 6.7 في المئة عند مستوى 6.961 أمام الدولار، مما يعني دعما للمصدرين الصينيين على حساب نظرائهم في أميركا ودول أخرى تتنافس منتجاتها في الأسواق العالمية لاسيما ألمانيا واليابان.ومع النظر للهبوط الحاد الذي تعرض له الجنيه المصري بنسبة 59 في المئة، فإن عملية تعويمه أو تداوله الحر بشكل كامل أمام الدولار في الثالث من نوفمبر كان لها بالغ الأثر، فالربط بينه وبين الدولار كان «شكليا»، حيث ضعفت الاحتياطيات الأجنبية، وضعف الوضع الاقتصادي الذي يعانيه أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان، وثاني أكبر اقتصاد بعد السعودية.ويوضح تحرك «النيرة» النيجيرية قرب مستوى 316 أمام الدولار أيضا اثر فك الربط مع العملة الخضراء، مع عدم وجود استقرار سياسي وأمني وبيئة اقتصادية مواتية، رغم أن نيجيريا أكبر منتج للنفط في افريقيا، لكن ارتفاع أسعاره مؤخرا لم يسهم بشكل كاف في محو الآثار السلبية لتراجعها عامين بدءاً من منتصف 2014.ويبدو من بعيد أثر الاضطراب الأمني والتدخل العسكري التركي في العراق وسورية على تحرك الليرة التركية، التي تتداول قرب أدنى مستوياتها على الإطلاق، فضلا عن آثار سلبية لتخارج رؤوس أموال من الأسواق الناشئة.