بعد وقت قصير على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية، أكد جيش الرئيس بشار الأسد أن وقفاً شاملاً للعمليات القتالية على جميع الأراضي السورية بدأ اعتباراً من منتصف ليل الخميس- الجمعة، يستثني تنظيم "داعش" وجبهة "فتح الشام".

وقال بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) "تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وقفاً شاملاً للاعمال القتالية على جميع أراضي الجمهورية العربية السورية، اعتباراً من الساعة صفر من يوم 30/12/2016"، على ان "يُستثنى" من القرار "تنظيما داعش وجبهة النصرة الإرهابيان والمجموعات المرتبطة بهما".

Ad

ووفق الرئيس الروسي فإنه "تم توقيع 3 وثائق الأولى بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة حول وقف لإطلاق النار على مجمل الأراضي السورية"، موضحا ان وثيقة أخرى تشمل مفاوضات السلام في أستانا في كازاخستان.

وأعلن الرئيس الروسي أيضاً "خفض" الوجود العسكري الروسي في سورية، حيث تشن قواته حملة غارات جوية لدعم النظام في دمشق منذ سبتمبر 2015.

وصرح في لقاء مع وزيري الخارجية والدفاع: "أنا أؤيد اقتراح وزارة الدفاع بخفض وجودنا العسكري في سورية". وأكد "لكننا سنواصل بدون شك مكافحة الإرهاب الدولي".

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية التركية مولود تشاوش اوغلو أنه في حال نجاح وقف اطلاق النار فإن مفاوضات سياسية بين السلطات السورية والمعارضة ستجري في أستانا، موضحاً أنها "لا تنافس المباحثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف بل مرحلة تكميلية لها تحت اشرافنا"، والقوى التي ستشارك فيها لاتزال موضع نقاش".

ائتلاف المعارضة

وأعرب ائتلاف المعارضه أمس دعمه لاتفاق وقف اطلاق النار الشامل وحث "كل الأطراف على التقيد به"، متوقعاً بعد سريانه إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة بإشراف الأمم المتحدة.

وأكد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف أحمد رمضان أن فصائل المعارضة "ستلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، وسترد في حال حصول انتهاكات"، لافتا الى ان من بين الفصائل الموقعة على الاتفاق "حركة احرار الشام، وجيش الإسلام، وفيلق الشام، ونور الدين الزنكي".

لكن رمضان اعتبر ان "الاتفاق يستثني تنظيم الدولة الاسلامية والتنظيمات الارهابية الأخرى"، لكنه "لا يسمح بمس المدنيين"، مؤكدا انه "يسري كذلك على محافظة إدلب"، التي يسيطر عليها ائتلاف "جيش الفتح" بقيادة "فتح الشام".

الغوطة الشرقية

وفي ضواحي دمشق، التي شملها الاتفاق على مضد، قتل 15 مدنياً على الأقل واصيب العشرات بجروح أمس، في غارات شنتها طائرات مجهولة وقصف مدفعي لقوات النظام على مدن دوما، وحرستا، وعربين، وزملكا، وسقبا بالغوطة الشرقية.

وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، فإنه "يبدو ان قوات النظام وروسيا ستركزان عمليتهما العسكرية بعد مدينة حلب على الغوطة الشرقية، من أجل تأمين السيطرة على دمشق وريفها".

وقبل ساعات، أعلنت وزارة الخارجية الروسية ان قذائف عدة استهدفت سفارتها في دمشق مرتين، أمس الأول، دون وقوع اصابات او اضرار في الممتلكات، منددة بعمل "استفزازي".

وردت الفصائل بدورها باستهداف دمشق بقذائف عدة، ونقل التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل "سبع إصابات بقذيفة سقطت بمحيط مدرسة جودت الهاشمي في منطقة التجهيز في دمشق".

على جبهة درعا، التي تتقاسم قوات النظام وفصائل المعارضة السيطرة عليها، أفاد المرصد بمقتل "خمسة مدنيين بينهم طفلة من جراء قصف صاروخي من النظام.

سرطان دولي

دولياً، اعتبر الأمين العام القادم للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، أمس الأول، أن النزاع في سورية "تحول إلى سرطان على نطاق دولي"، آملا أن تتمكن روسيا والولايات المتحدة من "تجاوز خلافاتهما" لوضع حد لذلك.

وقال غوتيريس، في مقابلة حصرية للتلفزيون البرتغالي، إن هذه الحرب "لا تتسبب في معاناة للشعب السوري فحسب"، لكنها تؤدي أيضا الى "ردود فعل عنيفة تقود في بعض الحالات إلى أعمال إرهابية"، مضيفاً أنه في مواجهة هذا "التهديد العالمي" يجب على القوى الكبرى "أن تقرر وضع حد للنزاع، "لأنه" من دون دعم خارجي لن يستطيع السوريون مواصلة الحرب "الى الأبد".

وأعرب البرتغالي الذي يخلف بان كي مون في منصب الأمين العام للمنظمة الدولية في يناير عن "استعداده لتقديم المساعدة"، و"خلق جسور وآليات حوار" للسماح بتحسين علاقات تشوبها حالات من "عدم الثقة".

اجتماع الأكراد

في موازاة ذلك، اختتم الاجتماع التأسيسي لنظام الاتحاد الديمقراطي الكردي أمس بمدينة رميلان في محافظة الحسكة غداة التصويت "بالإجماع على تغيير اسم الفدرالية إلى النظام الاتحادي الديمقراطي لشمال سورية، بدلا من النظام الاتحادي الديمقراطي الفدرالي لروج آفا- شمال سورية.

وقالت مصادر إعلامية إن المجتمعين ناقشوا بنود مسودة العقد الاجتماعي وصوتوا عليها، إضافة إلى إعداد وإصدار وثيقة سياسية تعبر عن وجهة نظر المجلس حول مجمل التطورات في سورية، مضيفة أن "من بين القرارات الصادرة عن المؤتمر ضم مناطق من محافظة دير الزور والرقة ومنبج في ريف حلب الشرقي إلى الكيان الحالي".

وكانت وسائل إعلام كردية هاجمت المؤتمر، واعتبرت تغيير اسم روج آفا (كردستان سورية) جاء بطلب من قاعدة حميميم العسكرية الروسية في محافظة اللاذقية، ووصفت المؤتمر بأنه يشكل انتكاسة وخطراً على الشعب الكردي.