اعتبر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنّ "علينا كسياسيين أن نضحي من أجل البلد ونحافظ على الاستقرار، لأن الاستقرار هو الأساس في تقدم البلد وتطويره". وقال: "هناك مشروع خطير في المنطقة وعلينا أن نحافظ على لبنان ونبقيه بعيدا عن الحروب والحرائق المجاورة".

وقال خلال استقباله، أمس، في مكتبه في السراي الحكومي حشدا من ممثلي عائلات وشخصيات بيروتية، "تعلمون أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان حريصا على إعادة إعمار هذه السراي، لأنها كانت مستهدفة في مرحلة من المراحل بشكل دائم، وعلينا أن نبني على التوافق الموجود اليوم في البلد لكي نستطيع أن نعيد لبنان إلى ما يتمناه اللبنانيون، وأنا هنا في خدمة هذا المشروع".

Ad

وأضاف: "نحن السياسيين يجب أن نضحي من أجل البلد، حتى ولو بالسياسة، فالاستقرار هو الأساس ويجب ألا نوقف البلد من أجل الخلافات السياسية القائمة بين الفرقاء، ولا نضع العصي في الدواليب، لأنه تبين أن الخلافات السياسية الجذرية ليست طائفية ولا مذهبية، بل سياسية بحتة. هناك من أراد أن يحول هذه الخلافات إلى طائفية أو مذهبية، لكنني لست كذلك على الإطلاق، وأنا مستمر على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما كان يفعل باستمرار على تدوير الزوايا من أجل مصلحة البلد. فلو كان الرئيس الشهيد يقف عند كل كلمة تقال بحقه أو كل عمل ضده لما أنجز شيئا. المهم أن نعيد بيروت متألقة كما كانت في السابق، ولا تكون تحت رحمة أحد، لا في موضوع النفايات ولا الكهرباء ولا في بقية المرافق. والمهم أيضا أن نعيد السياحة إلى سابق عهدها، وأن نخلق فرص عمل جديدة للشباب لكي يبقوا في أرضهم. وسترون إن شاء الله في الأسابيع المقبلة، أن بلدية بيروت ستطلق عددا من المشاريع سواء بالنسبة إلى النفايات أو الكهرباء لتلبية حاجات العاصمة ومتطلباتها".

وختم: "هناك مشروع خطير في المنطقة، وعلي أن أحافظ على لبنان، ويجب القيام بكل ما يمكن القيام به لإبقاء وطننا بعيدا عن حروب المنطقة وحرائقها. إن التزامنا نهج الاعتدال أثبت جدواه في تجنيب لبنان الكثير من المنزلقات. فالاعتدال هو القوة وليس التطرف، علما أن هذا التطرف ليس له دين أو مذهب، وليس حكرا على المسلمين وحدهم. هناك محاولات دائمة لإلصاق تهمة الإرهاب بأهل طرابلس أو عكار أو غيرهم، على عكس الحقيقة تماما، وكل هذه المحاولات أثبتت عدم جدواها وفشلت. من هنا فإن واجبي أن أنهض بالبلد من جديد، معكم ولكم ولأولادكم وأولادنا جميعاً".

من جانبه، أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أمس، أنه "أصبح لدينا رئيس للجمهورية وعادت الحركة السياسية الناشطة إلى قصر بعبدا، وبات لدينا حكومة أخذت الثقة، ولو أنها ليست على قدر تطلعاتنا، ولكن يمكننا محاسبتها ويمكننا إسقاطها أيضا، إذ يمكن لرئيس الجمهورية أن يجري استشارات مجدداً لتكليف رئيس حكومة جديد، وقد عادت الحياة إلى المجلس النيابي، وأنا أدعوكم لتكونوا جاهزين لانتخابات نيابية على أساس قانون انتخابي جديد".

وحيا جعجع "الوزير الحليف ميشال فرعون"، مشيراً إلى أن "اختيار الوزراء القواتيين في الحكومة جاء وفقاً للمواصفات التي يملكونها، وهم يعطون أفضل صورة عن القوات لأنهم وزراء ينبثقون من الفئة الشعبية، وقد وصلوا إلى هذه المناصب نتيجة نضالهم وتعبهم وعملهم ومثابرتهم"، مشدداً على أن "مقياس الوصول إلى هذه المراكز في حزب القوات اللبنانية معروف تماماً ألا وهو الكفاءة".

في سياق منفصل، نشر رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط على "تويتر" صورةً له من مراكش، وإلى جانبه "ساحر" بحسب قوله، وعلَّق عليها قائلاً: "وفي ساحة الفناء في مراكش أكد لنا ساحر معروف أن اللقاء الديمقراطي أعطى الثقة بالاجماع".