أثارت رؤية وزير الخارجية الأميركية جون كيري حول سبل إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني التي طرحها في خطاب، مساء أمس الأول، ردود فعل غاضبة في إسرائيل، فيما رحبت بها عواصم عربية ودولية عدة، من بينها القاهرة وعمان والرياض والجزائر وبرلين، واعتبرتها موافقة لرؤيتها.

وندد اليمين اليهودي المتشدد في إسرائيل بخطاب كيري، وبدأ يعد الأيام في انتظار تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه، على أمل أن يسمح لهم بدفن فكرة إقامة دولة فلسطينية.

Ad

وازدادت حدة التوتر بين واشنطن واسرائيل أمس الأول، بعد خطاب كيري الذي ألقاه بعد أيام من مهاجمة مسؤولين إسرائيليين له وللرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، إثر امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن على قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما مكن المجلس من تبني القرار.

وبعد دقائق فقط من كلمة كيري الذي عرض رؤية إدارة أوباما حول الشرق الأوسط وضرورة إقامة دولة فلسطينية إلى جوار إسرائيل، دان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطاب، وأكد أنه «منحاز ضد إسرائيل». وحمل بعنف على كيري، ووصفه بأنه «مهووس» بقضية المستوطنات الإسرائيلية. ودان الوزير الأميركي بشدة البناء الاستيطاني في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين في خطابه، محذرا من أن حل الدولتين بات في «خطر كبير».

لكن الجناح المتشدد في حكومة نتنياهو، الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، والمؤلف من صقور حزب «ليكود» ووزراء حزب «البيت اليهودي القومي» المتطرف، اعتبر أن الأفكار التي طرحها كيري عفا عنها الزمن.

وأعلن التيار اليميني المتشدد في إسرائيل بوضوح أنه يعول على وصول ترامب إلى البيت الأبيض لتحقيق خطته بضم الجزء الأكبر من الضفة الغربية، وإزالة فكرة إقامة دولة فلسطينية من جدول أعمال الإدارة الأميركية.

وقبيل خطاب كيري، أكد ترامب في «تغريدة» على «تويتر» أنه «لا يمكننا الاستمرار بالسماح بمعاملة إسرائيل بازدراء تام وعدم احترام».

وأضاف في «تغريدة» أخرى «ليس بعد الآن. بداية النهاية لصداقة الولايات المتحدة وإسرائيل كانت الاتفاق الرهيب مع إيران، والآن تمرير قرار الامم المتحدة ضد إسرائيل! إسرائيل ابق قوية، 20 من يناير يقترب بسرعة»، في إشارة إلى موعد تسلمه رسميا مهام الرئاسة.