أشاد خبراء وسياسيون بالمشروعات التي افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مدينة بورسعيد أمس الأول، واعتبروها بمنزلة محاولة لإنعاش المدينة، بعدما عانت من الإهمال لسنوات في أعقاب واقعة اعتبرها النظام الحاكم وقتذاك محاولة لاغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 1999، أثناء زيارته للمدينة، تبين لاحقا أن القتيل كان مجرد مواطن يسعى لتسليم رسالة تحمل شكوى لمبارك أثناء مرور موكبه الرئاسي في الشارع. واستمرت القطيعة بين الرئيس الأسبق، الذي أطاحته ثورة شعبية في يناير 2011، حتى عام 2009، حين زار المدينة لمرة أخيرة، لافتتاح مشفى تابع للقوات المسلحة، وتفقد مصنعين في المنطقة الصناعية وعدة منشآت بترولية، فيما تدهورت أوضاع المدينة اقتصادياً، بعد صدور قرار بإلغاء العمل بنظام المنطقة الحرة عام 2002. واعتبرت زيارة الرئيس السيسي لبورسعيد، أمس الأول، محاولة لإنعاش المدينة الباسلة، وهي الزيارة التي جاءت في إطار احتفالات المحافظة بعيدها القومي، وافتتح الرئيس خلالها عددا من المشروعات التنموية، بينها المزارع السمكية بمنطقة شرق، وكوبري الرسوة الذي يعتبر أول جسر عائم على مياه قناة السويس حيث يربط قارة إفريقيا بآسيا. وقال رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع اليساري، رفعت السعيد، لـ"الجريدة"، إن الاهتمام بمنطقة بورسعيد مهم، لأنه سيخلق حالة من الرواج الاقتصادي ليس للمدينة فقط بل للوطن كله، وسيسهم في تحقيق نهضة على المستوى الصناعي والإنتاج الزراعي والحيواني. وأكد أستاذ الاجتماع السياسي عمار علي حسن أن التقارب بين مؤسسة الرئاسة ومدينة بورسعيد سيتوقف على النتائج الملموسة من المشروعات التي أطلقها الرئيس في المدينة، وإذا أثبتت نجاحها فستخلق حالة من الرواج الاقتصادي، لافتا في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن الأمر يتطلب أيضا دمج أهالي بورسعيد في هذه المشروعات الجديدة. وعلى المستوى الاقتصادي، أشاد الخبير الاقتصادي وائل النحاس بالاهتمام الذي توليه الدولة حاليا لمدينة بورسعيد، والذي تجسد في قيام الرئيس السيسي بافتتاح عدد من المشروعات في المدينة، ما يعني رغبة حقيقية في تنمية مدن القناة عموما، وبث الحياة فيها من جديد، ضاربا المثل بمشروع الاستزراع السمكي الذي افتتح أمس الأول بمدينة الإسماعيلية، مؤكدا أن "هذا المشروع سيساعد على تعويض العجز في الثروة السمكية، وسيخلق مزيدا من فرص العمل وسينعش حركة التصدير".
Ad