وثيقة لها تاريخ : وثيقة نادرة تؤكد ملكية إبراهيم بن مشعل لأرض مجاورة لـ «الأمريكاني»
لعب المستشفى الأمريكاني دوراً أساسياً في توفير العلاج الحديث في الكويت، وكان لمن أشرف عليه من أطباء وممرضين وممرضات الفضل الكبير، بعد فضل الله تعالى، في إنقاذ حياة كثيرين من أهل الكويت في فترة مبكرة لم يكن يتوافر فيها علاج سوى العلاج الشعبي.وقد كتب المؤرخون الكويتيون حول تاريخ المستشفى، بل إن بعض الممرضات كالممرضة خاتون كتبت مذكراتها التي طبعت في كتاب "كنت أول ممرضة في الكويت"، ووثقت فيه كثيراً من المعلومات التاريخية حول هذا المستشفى.
واليوم أمامنا وثيقة لم تنشر من قبل (كما أعتقد)، تتعلق بشراء أرض لضمها إلى أرض المستشفى الأمريكاني للتوسعة، كما يبدو لي. الوثيقة وقعها الشيخ أحمد الجابر الصباح، رحمه الله، وتعود إلى عام 1348هـ الموافق عام 1929م. وتوضح الوثيقة أن ورقة الأرض التي هي محل النظر قد ضاعت، وأن شاهدين تقدما إلى الشيخ أحمد الجابر ليشهدا أن الأرض هي ملك إبراهيم بن مشعل، اشتراها من الشيخ مبارك الصباح، ثم بنى حولها سوراً، ثم قسمها نصفين، نصف باعه على السيد ياسين بن السيد عبدالوهاب، وربع منحه لعبدالعزيز بن محمد السهلي، وربع بقي معه لم يبعه على أحد.وتصف الوثيقة حدود الأرض بشكل واضح، وتشير إلى الأملاك التي حولها، وإليكم نص الوثيقة التي عثرت عليها في الأرشيف البريطاني:"السبب الداعي الى تحرير هذه الاحرف الشرعية هو انه قد حضر السيد ياسين بن السيد عبدالوهاب الرفاعي والحاج عبدالله بن ساير الشحنان وشهدا لله تعالى بالشهادة الجازمة بأن الحوطة الواقعة في محلة النفود المحدودة قبلة الطريق العام وشمالا حوطة المعوشريكي وشرقا الوادي وجنوبا حوطة الفلاح انها ملك ابراهيم بن مشعل اشتراها ارض من المرحوم مبارك الصباح عن مبلغ ثلاثماية ربية وبناها من ماله وصارت حوطة كاملة ثم باع نصفها الشمالي على السيد ياسين بن السيد عبدالوهاب في 14 ذوالحجة سنة 1334 واوهب ربعها الشرقي الى عبدالعزيز بن محمد السهلي في 25 رمضان سنة.... وبقي ربعها القبلي المحدود قبلة ملك جمعية المريكانيين والجدار يخص الجمعية وشمالا بيت عبدالمحسن بن ناصر الخرافي والجدار لعبدالمحسن وشرقا بيت عبدالعزيز بن محمد السهلي والجدار لعبدالعزيز إلّا قدر الباب وجنوبا حوطة الفلاح والدار للفلاح باقي في ملك ابراهيم بن مشعل المذكور ربع يتصرف فيه بما شاء وهذه الحوطة لها ورقة ضائعة فاذا وجدت لا تعتبر مشيا بل تعطى الى مشتري هذه الحوطة حتى لا يخفى تحريرا في 10 ذالقعدة سنة 1348".هذه الوثيقة توضح أن الجمعية الأميركية (التي تمتلك المستشفى الأمريكاني) لها مبنى وملكية مجاورة لأرض بن مشعل، ويبدو أنه تمت كتابة هذه الوثيقة لتمكين إبراهيم بن مشعل (الذي ضاعت ورقة ملكيته للأرض) من بيع الربع المتبقي من الأرض لتوسعة المستشفى الأمريكاني. في الأسبوع المقبل سأنشر وثيقة أخرى توضح أن إبراهيم بن مشعل باع المتبقي من الأرض على الأمريكان، ليضموها إلى مبنى المستشفى الأمريكاني.