تنفس المصريون الصعداء مع انتهاء عام 2016، رغم أن مؤشرات العام الجديد تحمل لهم المزيد من المصاعب، لكن العام المنصرم شهد أزمات متتالية، أنهكت جيوب المصريين جميعا، مع اتساع فجوة الأزمة الاقتصادية، فأسعار السلع الأساسية ارتفعت ارتفاعا صاروخيا طوال شهور العام، مع تراجع سعر صرف الجنيه الدراماتيكي أمام الدولار، قبل أن تقرر القاهرة تبني سياسة التعويم الكامل للجنيه، ليقترب الدولار من تخطي حاجز العشرين جنيها في الأيام الأخيرة من العام.وكانت أزمة الدولار هي الأبرز في العام الفائت، لكنها لم تكن الوحيدة، إذ ميز العام نقص حاد في سلع أساسية، مثل السكر والأرز والأدوية، ما ساعد في انخفاض شعبية حكومة شريف إسماعيل، وسط مطالبات بضرورة تغييرها، خاصة أن النظام ساعد في تقليص عدد مؤيديه بدخوله في صدامات مع نقابة الأطباء، بسبب اعتداء أمناء شرطة على أطباء أثناء تأدية مهام وظيفتهم، ثم نقابة الصحافيين، التي قادت تظاهرات المصريين المنددة بتنازل نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، أبريل الماضي.
وشهدت البلاد استمرارا للكساد السياحي، أحد أهم قطاعات الاقتصاد المصري الموفرة للعمالة والعملة الصعبة، وتلقى القطاع ضربات موجعة ضاعفت من خسائره، بداية من مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في يناير الماضي، ثم سقوط طائرة شركة «مصر للطيران» القادمة من باريس، فور دخولها المياه الإقليمية المصرية، في مايو الماضي، ما أسفر عن مقتل 66 شخصا، فضلا عن استمرار العمليات الإرهابية في سيناء، التي امتدت إلى العمق المصري، وكان أبرزها انفجار استهدف الكنيسة البطرسية في 11 ديسمبر، وأدى إلى مقتل 27 شخصا.
زيارة الملك سلمان
شكلت زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة في 7 أبريل الماضي، ذروة العلاقات بين الرياض والنظام المصري بعد فترة شهدت مساعدات بالمليارات، وتضمنت توقيع اتفاقية الحدود البحرية، لكنها سرعان ما تراجعت في الربع الأخير من العام إثر تباين المواقف من الأزمة السورية.دفء السلام وسحب مشروع الاستيطان
وسط جمود في ملف القضية الفلسطينية، فاجأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الجميع، وأعلن في 18 مايو الماضي، ربطه بين تطوير علاقات بلاده مع إسرائيل لتصبح أكثر دفئاً، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وأبدى استعداده للمساهمة في الجهود الرامية لإيجاد حل للصراع.وفي 22 ديسمبر، سحبت مصر مشروع قرار ضد الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن الدولي، بعد اتصال تلقاه الرئيس السيسي من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.وأرجعت القاهرة سبب سحبها لمشروع القرار، على الرغم من التصويت لصالحه بعد إعادة طرحه من 4 دول أخرى، إلى أنها تريد الحفاظ على «التوازن المطلوب» في موقفها، لضمان تأثيرها على الأطراف في أي مفاوضات مستقبلية.مؤتمر الشباب
مع اتساع الفجوة بين الشباب المصريين، الذين قاطعوا الانتخابات الرئاسية، حاول الرئيس عبدالفتاح السيسي تضييق الفجوة، بإعلان تبنيه المؤتمر الوطني الأول للشباب، الذي استضافه منتجع شرم الشيخ في الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر الماضي، بحضور عدة آلاف من الشباب المحسوبين على النظام والطبقات الأعلى دخلا، في حين غاب معظم شباب الطبقة الوسطى، والطبقات الأقل دخلا.إفراج محدود
أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي في 17 نوفمبر الماضي، قراراً جمهورياً بالعفو عن 82 سجيناً ممن صدر بحقهم أحكام نهائية في قضايا ذات طابع سياسي، وجاء القرار بعد دراسة قوائم تقدم بها أعضاء اللجنة المكلفة فحصَ ومراجعة ملفات الشباب المحتجزين.انطلاق البرلمان
في حين انتظر المصريون تجربة تضيف إلى ميراث برلماني يمتد إلى نحو 150 عاما، جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فمع انطلاق الجلسة الأولى للبرلمان المصري الحالي في 10 يناير من العام الجاري، تكشّف للجميع ضعف التكوين السياسي لأغلبية النواب، الذين ميزهم تأييدهم الصريح وانحيازهم الصريح للسلطة التنفيذية.تعذيب ريجيني
شكلت قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، واحدة من أكبر الأزمات في وجه النظام المصري في عام 2016، فالشاب الإيطالي الذي جاء إلى القاهرة لمواصلة دراسته الأكاديمية والحصول على شهادة الدكتوراه، اختفى في وسط القاهرة في 25 يناير بالتوازي مع الذكرى الخامسة لثورة يناير 2011، قبل أن يتم العثور على جثته وعليها آثار تعذيب بشعة وانتهاكات، في منطقة صحراوية غرب العاصمة المصرية في 3 فبراير.«الميسترال» تدخل الخدمة
عرفت العلاقات الفرنسية- المصرية زخماً في عام 2016 قلما يتكرر، تمثل في تسلّم القوات البحرية المصرية لحاملتي الطائرات من طراز "ميسترال"، وأطلق على الأولى اسم "جمال عبدالناصر"، ووصلت إلى الشواطئ المصرية في 23 يونيو الماضي، بينما دخلت الثانية، التي أطلق عليها اسم "أنور السادات"، الخدمة في 6 أكتوبر الماضي.تظاهرات تيران وصنافير
شكّل تنازل الحكومة عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، بموجب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، نقطة فاصلة في علاقة النظام المصري بالتيارات المدنية، إذ دعت الأخيرة لتظاهرات رافضة خرج الآلاف فيها يوم 15 أبريل.اقتحام نقابة الصحافيين
حمل عام 2016 الكثير من الضربات للصحافيين المصريين، ففي سابقة هي الأولى من نوعها، اقتحمت قوات الشرطة مقر نقابتهم، بالتزامن مع عيد العمال، الأول من مايو الماضي، بحجة القبض على صحافيين اثنين بحجة تحريضهما على تظاهرات.الاعتداء على الأطباء
شهد عام 2016 مواجهة مفتوحة متعددة الفصول بين الحكومة ونقابة الأطباء (دار الحكمة)، بدأت عندما اعتدى أمناء شرطة بالضرب على أطباء في مستشفى المطرية، مطلع فبراير الماضي.غرق مركب رشيد
في كارثة إنسانية هي الأكبر في مصر خلال 2016، استيقظ أهالي مدينة رشيد الساحلية صباح يوم 21 سبتمبر الماضي، ليجدوا جثثا طافية فوق مياه البحر المتوسط، بعد غرق مركب هجرة غير شرعية يقل نحو 600 شخص، أثناء محاولة نقلهم إلى شواطئ القارة الأوروبية.