مع اقتراب الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول لطلبة جامعة الكويت يلجأ العديد من الطلبة إلى «المدرسين الخصوصين» الذين تنتشر إعلاناتهم، خلال هذه الفترة على جدران وأعمدة المواقف الخارجية لمركبات الطلبة، والتي تدعي «تقديم الشروحات والدروس الخصوصية المهمة»، مما يؤدي إلى إغراء طلبة الجامعة بأخذ موعد مع الأستاذ الذي يقدم الدرس الخصوصي، مقابل مبالغ نقدية هائلة تتراوح ما بين 30 و40 ديناراً للساعة.

«الجريدة» بحثت أسباب لجوء طلبة جامعة الكويت إلى الدروس الخصوصية، وذلك بالتواصل مع أعضاء هيئة التدريس في الجامعة... وفيما يلي التفاصيل:

Ad

في البداية، قال رئيس قسم المحاسبة في كلية العلوم الإدارية في جامعة الكويت

د. صادق البسام إن الطالب في جامعة الكويت يحصل على ٥٠ في المئة من الإجابات الصحيحة، وذلك عن طريق كتب مصاحبة يقدمها المدرسون الخصوصيون، تتمثل في اختبارات سابقة، والإجابات عنها، الأمر الذي يؤدي الى لجوء طلبة الجامعة إلى أخذ دروس خصوصية لدى المدرسين خارج جامعة الكويت، وذلك عن طريق أخذ مقرر دراسي بالكامل تصل قيمتة الإجمالية إلى ١٠٠٠ دينار.

وأضاف البسام، لـ «الجريدة»، أن «الخجل الذي يسود معظم طلبة جامعة الكويت في الاستفسار عن الشرح أو الاجابة على السوال أمام عضو هيئة التدريس يجعل العديد من الطلبة يقررون أخذ دروس خصوصية تصل قيمة الساعة فيها إلى ٣٠ ديناراً»، لافتاً إلى أن «من الأسباب الاخرى التي نلتمسها في اخذ الدروس الخصوصية لدى الطلبة هو عدم حضور الدارسين الى التطبيقات العلمية، ويعتمد على المدرس الخصوصي أكثر من استاذ المقرر».

وتساءل عن دور وزارة الداخلية في محاربة هذه الظاهرة، وذلك بمحاسبة «المدرس الخصوصي» بالسجن أو الإبعاد الفوري، لأن البعض منهم يأتي من بلاده بكرت زيارة من قبل عائلته، وتبلغ المدة ٣ أشهر فيستثمرها في تقديم الدروس الخصوصية لطلبة الجامعة، مقابل مبالغ مادية كبيرة، مدعياً أنه يقدم كل الأسئلة والأجوبة، ويعطي الطلبة أسئلة الاختبارات، مع اختلاف الصيغة والطريقة المختصرة للحل.

وذكر البسام أن طرق الحل ومحاربة هذه الظاهرة هي تغيير الاختبارات في الجامعة، من خلال حرص أعضاء هيئة التدريس في مختلف الاقسام العلمية في الكليات على تغيير نمط الأسئلة والمسائل العلمية، مشيراً الى أنه «خلال الفصل الدراسي القادم لن يكون هناك لجوء الى المدرسين الخصوصين، لأننا نعمل على محاربة هذه الظاهر بطرق أكاديمية تحمي مستقبل طلبتنا، وتزيل الخطر الذي يعانيه تعلمينا».

ومن جانبه، قال عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت د. عماد خورشيد إن نقص المعيدين في كلية الهندسة والبترول يحفز الطلبة على أخذ حصص اضافية لدى المدرسين الخصوصين خارج أسوار جامعة الكويت، وذلك لعدم توفير من يدلي لهم بالمعلومات والشروحات التي تساعدهم على إيجاد الحلول الصحيحة للأسئلة التي تواجههم في الاختبارات، مشيرا إلى أن هناك مدرسين خصوصين مشهورين ولهم «اسم لامع» ومتداول لدى طلبة الجامعة يذهبون إليهم لاعطائهم الدرس مقابل مبالغ مادية هائلة.

وتابع خورشيد، لـ «الجريدة»، أن ظاهره الدروس الخصوصية موجودة، ليس فقط على مستوى الكويت، بل على مستوى دول الخليج وعلى مستويات جامعية أيضاً، لأن الطلبة يلجؤون الى الطرق المختصرة والسهلة والبسيطة في أخذ الإجابات التي تنافس الحلول التي يقدمها عضو هيئة التدريس في جامعة الكويت.

وبين أن العديد من الطلبة لا يحضرون إلى الساعات المكتبية والتي يقدمها الأستاذ لإعادة شرح المسائل غير المفهومة لدى الطالب، وهذا أحد الاسباب التي أدت الى لجوء الطلبة لأخذ الدروس الخصوصية.

وأضاف أن توافر المادة بيد الطلبة يساعدهم على خوض دروس خصوصية بالمبالغ التي يحددها المدرس الخصوصي لوجود ولي أمر يزوده بالاموال التي يطلبها، لافتا إلى أن ما يقدمه المدرس للطلبة هو مجرد نماذج اختبارات قديمة وطرق حلها، ويسهّل لهم عملية الاجابة عنها فقط.

وأشار خورشيد إلى أن الطرق الصحيحة لعلاج تلك الظاهرة ومحاربتها في جامعة الكويت هو أن يكون هناك معيدون للمقررات الدراسية، وأن يكون الطلبة على وعي تام بضرورة عدم استنزاف أموالهم مع المدرسين الخصوصين، وذلك بالاعتماد على أستاذ المقرر وحضور المحاضرات الدراسية، وفي حال عدم فهم الأسئلة أو الخجل من طلب إعادتها فعليهم الذهاب الى المواعيد المقررة للساعات المكتبية التي يحددها اعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت.