حكم الأقلية على الأكثرية
عندما أسقطت أميركا نظام صدام حسين عينت بول بريمر حاكما مدنيا على العراق، وأصبح هو الذي يملك القرار في الشأن العراقي، وكانت الأحزاب الشيعية المعارضة تتحين الفرص لتضع قدما لها لتحكم العراق، وبعد حل الحاكم بريمر الجيش العراقي أصبحت الميليشيات الشيعية نواة الجيش الجديد. وفِي عهد جورج بوش الابن كانت وزيرة خارجيته كونداليزا رايس صرحت بخطة "الشرق الأوسط الجديد"، الذي اتضحت معالمه في ٢٠١١، وكان هدفها تمكين الأقلية الشيعية من حكم الأكثرية العرب السنّة في العراق وسورية ولبنان واليمن، أي تمكين الأقلية الشيعية من حكم الأكثرية وهم العرب السنّة.
ودليل كلامي هذا تصريح أكثر من مسؤول إيراني بأنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، وكان أول تصريح هو للرئيس الإيراني روحاني لوفد برلماني كويتي لمجلس 1992م، عندما قال: "كلكم على الضفة الأخرى من الخليج ستعودون للوطن الأم (إيران) من الكويت إلى مسقط"، وبخطة أميركا ليتم وضع دول الخليج بين فكي كماشة: إسرائيل غرباً وإيران شرقا. وهذا يشكل خريطة الشرق الأوسط الجديد الأميركية ونظرية أم القرى للدكتور محمد جواد الأرجاني مستشار خامنئي والأستاذ بجامعة طهران الحكومية، وهو شقيق علي جواد لاريجاني، ونظرية "أم القرى" هي "جعل مدينة قم عاصمة القرار الإسلامي وقبلة المسلمين"، بدأت بأحداث البحرين. وقد سلم الخطة لمكتب خامنئي للتنفيذ وصرح بذلك لطلبته بجامعة طهران، وتم سجنه عامين بسبب إفشائه للسر. لكي تسلم دول الخليج من مخططات إيران وأميركا، عليها تشكيل اتحاد كونفدرالي، ولو في الاقتصاد والسياسة والجيش والأمن، وإلا فلتردد المثل القائل: "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".