كيف خطفت «أوبك» الأضواء خلال 2016 وجعلته عاماً مميزاً ؟

نشر في 31-12-2016
آخر تحديث 31-12-2016 | 00:02
No Image Caption
بعد أشهر من المحادثات، أخيراً نجحت «أوبك» بقيادة السعودية وبالاتفاق مع عدد من المنتجين المستقلين على رأسهم روسيا، في إقرار خطة لخفض إمداداتهم النفطية للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية، وبمقدار 1.8 مليون برميل يومياً.
كان ما شهدته أسواق النفط العالمية على مدار أكثر من عامين من انهيار أسعار الخام كافياً ليدفع كبار المنتجين خلال 2016 للتعاون معاً من أجل معالجة أزمة تخمة المعروض.

وبعد أشهر من المحادثات، أخيراً نجحت "أوبك" بقيادة السعودية وبالاتفاق مع عدد من المنتجين المستقلين على رأسهم روسيا، في إقرار خطة لخفض إمداداتهم النفطية للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية، وبمقدار 1.8 مليون برميل يومياً.

وبفضل هذه المجهودات تتجه أسعار النفط لإنهاء عام 2016 أعلى مستوى 50 دولاراً للبرميل، أي ضعف مستواها المسجل في يناير الماضي البالغ 27.10 دولاراً للبرميل.

ومع إبرام الاتفاق يتوقع المنتجون والمحللون انخفاض المخزونات خلال العام المقبل، وتوازن العرض والطلب في الأسواق، وبشكل أو بآخر أسهمت هذه التحركات ونتائجها في إعادة "أوبك" مجدداً إلى صدارة المشهد في سوق النفط العالمي، بحسب ما رصدته "فايننشال تايمز".

أهم حدث خلال 2016

• تضررت ميزانيات الدول المنتجة بشدة جراء انهيار أسعار النفط وقلصت الشركات العاملة في القطاع مليارات الدولارات من استثماراتها المستقبلية في محاولة بدت "يائسة" للحفاظ على تحقيق الأرباح.

• حتى السعودية، التي دافعت في السابق عن ضرورة تلبية أى طلب، مهدت للانضمام لاتفاق من شأنه كبح الإنتاج، وهو ما مهد للوصول إلى الخطة المتفق عليها حالياً.

• بعد رفع العقوبات عنها استعدت إيران لزيادة إمداداتها إلى الأسواق العالمية، تزامناً مع تحذيرات وكالة الطاقة الدولية من تفاقم تخمة المعروض النفطي، بينما كانت روسيا أكثر انفتاحاً على خطة "أوبك".

• يرى محللون أن أول خطوة على طريق تحقيق الانتعاش بالأسواق كانت الاعتراف بوجود مشكلة، لذا فأهم حدث خلال 2016 كان قدرة السعودية وروسيا على "تجاوز" الخلافات وتحييد السياسة من أجل مصلحة الجميع.

مراحل صياغة الخطة

• في فبراير، توصلت روسيا والسعودية إلى اتفاق مبدئي لتجميد إنتاجهما النفطي، لكن كان من الضروري انضمام كبار المنتجين الآخرين، لكنه بدا هدفاً بعيد المنال حتى خرج تماماً عن مساره في محادثات الدوحة.

• كانت العقبة الأساسية في محادثات قطر خلال أبريل، عدم استعداد إيران للتوقيع على الاتفاق حيث ركزت على رفع الإنتاج والصادرات إلى مستويات ما قبل فرض العقوبات الدولية، مما عرقل مجهودات "أوبك" للتصدي لكبح جماح الفائض العالمي.

• قبل الاجتماع التالي في يونيو، ظلت المنظمة منقسمة حول كيفية التعامل مع سوق النفط، تزامناً مع إعلان السعودية عن تولي المهندس خالد الفالح لمهام وزارة الطاقة الذي صرح علنا بضرورة إدارة السوق مجدداً.

توظيف المحادثات لدعم الأسعار

• نجحت "أوبك" وروسيا في توظيف التدخل اللفظي لرفع أسعار النفط، من خلال الحديث عن تجميد الإنتاج وخفضه من المستويات القياسية، في حين زادت إمدادات النفط العالمية بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً.

• خلال اجتماع الجزائر في سبتمبر الماضي تمكنت "أوبك" من التوصل لاتفاق مبدئي لخفض الإنتاج، مع استثناء ليبيا ونيجيريا وإقرار وضع خاص لإيران.

• أبدت موسكو استعداداها للانضمام إلى المجهودات الرامية لرفع أسعار النفط وتحقيق التوازن بالسوق، شريطة أن ترى التزام "أوبك" أولاً بخطة محددة لتحقيق ذلك.

• رغم ذلك، بقى هناك المزيد من العمل لتحقيق الهدف، حيث استغرق الأمر أكثر من شهر لتوزيع حصص خفض الإنتاج، وهي عملية صعبة وتطلبت محادثات فنية مكثفة وتدخلات من أعلى المستويات في روسيا والسعودية وإيران.

السعودية قادت «أوبك» لقيادة السوق

• في نهاية المطاف، ما كان سيتم التوصل للاتفاق ما لم تدفع السعودية الأمور في ذلك الاتجاه لتعود لإدارة دفة التحرك، وفي المقابل تحمّلت الحصة الأكبر من خفض الإنتاج رغم تساوي النسبة لدول "أوبك" عدا المستثناة.

• طالبت السعودية بوضع حد أقصى للإنتاج الإيراني، والتوافق حول كيفية حساب حجم الخفض، الذي طرأ على إنتاج باقي الدول لضمان امتثال جميع الأطراف للخطة وتحقيق التعاون مع المنتجين الآخرين.

• تفاجأت الأسواق بنجاح "أوبك" في إقرار الخطة بعدما تزايدت الادعاءات بعدم قدرة المنظمة على ممارسة العمل الجماعي، وعلى الرغم من أن المحللين لا يتوقعون امتثالاً بنسبة 100 في المئة لكنهم يؤكدون أن "أوبك" عادت مجدداً.

الأسعار ستبقى دون 60 دولاراً في 2017

أظهر استطلاع لـ"رويترز" نشر أمس الأول أن أسعار النفط سترتفع تدريجيا صوب 60 دولاراً للبرميل بحلول نهاية 2017، وأن المزيد من الصعود تكبحه قوة الدولار، وانتعاش مرجح لإنتاج النفط الأميركي، وعدم تقيد محتمل لـ"أوبك" بالتخفيضات الإنتاجية المتفق عليها.

وتوقع 29 محللا وخبيرا اقتصاديا استطلعت "رويترز" آراءهم أن عقود خام القياس العالمي مزيج برنت ستبلغ في المتوسط 56.90 دولارا للبرميل في 2017. والتقدير الحالي منخفض بشكل طفيف عن المتوسط في الاستطلاع السابق والبالغ 57.01 دولارا.

لكن متوسط أسعار برنت من المتوقع أن يتحسن من فصل لآخر بدءاً من 53.67 دولارا في الربع الأول إلى 56.51 دولارا في الربع الثاني، و58.69 دولارا في الربع الثالث، و59.78 دولارا في الربع الرابع. وبلغ متوسط سعر عقود خام القياس العالمي منذ بداية العام الحالي حتى الآن حوالي 45 دولارا للبرميل.

وتوقع الاستطلاع أن متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف سيبلغ 55.18 دولارا للبرميل في 2017، وبلغ متوسط سعر النفط الأميركي 43.38 دولارا منذ بداية العام الحالي.

back to top