في وقت تراوح مبادرة "التسوية التاريخية" التي أطلقها رئيس "التحالف الوطني" الشيعي عمار الحكيم، مكانها وسط خلافات واتهامات بين مكونات وطوائف العراق، هاجم "ائتلاف العربية" بزعامة نائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك، أمس، معرقلي التوصل إلى التسوية السياسية المنشدوة ممن يطالبون الفصائل السياسية المحسوبة على الطائفة السنية بـ"وقف هجمات السيارات المفخخة".

ودعا المطلك "التحالف الوطني" إلى إبرام "تسوية مباشرة" مع تنظيم "داعش" بدلاً من اتهام مكونات مجتمعية وأطرافاً في التسوية بمسؤوليتها عن الإرهاب.

Ad

وقال الائتلاف، في بيان، إنه "لطالما أكدنا أن التدهور الأمني كان نتاج البناء الخاطئ للأجهزة الأمنية والاستخبارية والسياسات الحكومية الخاطئة، التي جعلت المجتمع العراقي بيئة هشة استغلتها التنظيمات الإرهابية".

وأضاف، أن "رئاسة التحالف الوطني عندما تقول "ألا تسوية إلا بعد انتهاء المفخخات فإن ذلك يعد اتهاماً لمكونات مجتمعية ولأطراف في التسوية بمسؤوليتها عن الاٍرهاب، وهذا الأمر يعد دليلاً واضحاً أن منهجية الاتهامات والتشكيك بالآخر ما زالت هي التي تسيطر على عقول البعض".

ورأى الائتلاف أن "من يريد إيقاف المفخخات عليه أن يعتمد على ضباط أكفاء ومهنيين لضبط الأمن والاستقرار وانتهاج سياسة صحيحة تجاه بناء الأجهزة الأمنية وبخلاف ذلك فعلى من يريد التسوية لإنهاء المفخخات أن يتوجه إلى تنظيم داعش والعصابات الإرهابية ليتفق معها على تسوية".

وأكد البيان، أن "إرهاب داعش استهدف المحافظات ذات الغالبية السنية دون غيرها من المحافظات، وأدى ذلك إلى تدمير الأرض ونزوح ما يقارب الأربعة ملايين إنسان، وبدلاً من توجيه أصابع الاتهام لمكوّن مجتمعي كان الأجدر الحديث عن السياسات الحكومية الخاطئة، التي تسببت بكل الأحداث الأمنية التي شهدتها الساحة العراقية".

في الأثناء، حذر عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان عباس البياتي من الضغوط الخارجية التي تمارسها دول إقليمية على أطراف التسوية العراقية.

ورأى أن التسوية العراقية ستتحول إلى تسوية إقليمية ودولية على غرار ما تشهده سورية من تدخل دولي إقليمي وعالمي، وطالب مكونات المجتمع العراقي بإنتاج تسويتهم الداخلية بأنفسهم قبل أن يكونوا أمام أمر واقع يفرض عليهم بتدخل دولي.

معركة الموصل

إلى ذلك، واصلت القوات العراقية المشتركة تقدمها أمس، لليوم الثاني على التوالي ضمن المرحلة الثانية لاستعادة السيطرة على أحياء الجزء الشرقي لمدينة الموصل بعد فترة توقف لأسابيع.

وحققت القوات المشتركة خلال اليوم الأول، تقدماً ملحوظاً على حساب تنظيم "داعش" في ثلاثة محاور تضم أحياءً مهمة تمثل خطوط دفاعاته ومنطلقاً لهجماته الانتحارية، فيما دمرت طائرات التحالف تجمعات للتنظيم المتشدد قريبة من نهر دجلة.

وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، أمس، إن "قطعات المحور الشمالي من الموصل حررت معمل أدوية الحكماء، ومجزرة بعويزة جنوب تلكيف، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات، ومازالت القطعات مستمرة بالتقدم".

وتستعد القوات العراقية حالياً لاقتحام حي الكرامة بعد محاصرتها له.

في سياق قريب، صرح مسؤول كبير في قوات "البيشمركة" الكردية، بأن 1152 من عناصر "داعش" قتلوا في مناطق متفرقة خلال العام الحالي في مدينة كركوك.

ولاتزال مناطق جنوب وغربي مدينة كركوك تخضع لسيطرة "داعش" في الحويجة والرياض والعباسية منذ يونيو عام 2014.

تعليم الفارسية

في شأن آخر، دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي، عبدالرزاق العيسى، إلى تعليم اللغة الفارسية في عموم العراق من خلال إقامة دورات، في خطوة اعتبرت "سياسية" رغم أن الوزير اختير على أساس أنه من "التكنوقراط" من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، أن "العيسى دعا خلال لقائه المستشار الثقافي الإيراني في العراق، إلى عدم التركيز على العاصمة بغداد فقط في تعليم اللغة الفارسية وإقامة دورات في كل مدن العراق، خصوصاً المحافظات الجنوبية".

وبحسب مراقبون، يحاول العيسى، ذو التاريخ العلمي الحافل بالإنجازات والمناصب العلمية المهمة كأفضل رئيس جامعة عراقية وغيرها، "تلميع ذاته أمام الإيرانيين"، من أجل دعمه في المراحل السياسية المقبلة، خصوصاً مع قرب الانتخابات البرلمانية التي ستشهد تغييرات كبيرة على مستوى المناصب السيادية في كل مفاصل الدولة.

ولاحقاً، نفت وزارة التعليم أن تكون لديها مخططات لتعميم تدريس الفارسية.

مسيحيو العراق

في سياق منفصل، ألقت الأوضاع الأمنية المتدهورة في عموم العراق بظلالها على ساحات وكنائس المسيحيين التي تكاد تخلو من زائريها رغم الاحتفالات بأعياد الميلاد.

وأكد مسؤول الكنائس بمحافظة بابل، حميد منصور، أن "الظروف التي شهدتها البلاد أجبرت غالبية المسيحيين على الهجرة لدول أخرى أو لمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق".

وقال إن "الحكومة المركزية لم تهتم منذ 2006 حيث كان هناك نحو 200 عائلة مسيحية بينما اليوم لم يعد هناك سوى 8 عائلات فقط".

تغيير كردستان

من جهة أخرى، دعت "كتلة التغيير الكردية"، أمس، رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني للايفاء بوعوده والإسراع بالتنحي عن رئاسة الإقليم.

وقال رئيس الكتلة كاوه محمد، إن "المشكلة الأساسية في الإقليم لا تتعلق بمطالبات الديمقراطي الكردستاني بتغيير رئيس برلمان الإقليم بل هي ترتكز على ضرورة ترك البارزاني رئاسة الاقليم لإنهاء الأزمات الاقتصادية والسياسية".

يذكر أن البارزاني دعا، في نوفمبر الماضي، الأحزاب السياسية الكردستانية إلى الإتفاق لتشكيل حكومة جديدة واختيار شخص آخر لرئاسة الإقليم لحين إجراء انتخابات.