مع ميلاد أول أيام العام الجديد 2017، غدا، تباينت المواقف مما قد يحمله العام الجديد على مصر والمصريين، فبين تفاؤل وتشاؤم، أمل ومخاوف، تباينت المشاعر واختلفت الآمال، لا يعكس حجم التباين إلا شخصية بحجم رئيس الحكومة شريف إسماعيل المتفائل بحدوث تحسن في أداء الاقتصاد المصري المتعثر، ومواطن بسيط يتوجس خيفة من العام الجديد خشية أن يحمل معه المزيد من ارتفاع الأسعار، وضغطا متزايدا على جنيهاته القليلة.

شريف إسماعيل أبدى تفاؤله غير الحذر بالعام الجديد، قائلا في تصريحات إعلامية له أمس الأول، إن العام الجديد سيكون "أفضل بكثير بإذن الله من هذه السنة"، وأشار إلى الإصلاحات الاقتصادية التي تجريها الحكومة، وأن هناك عدداً كبيراً من المشروعات الكبيرة والتشريعات الاقتصادية التي يتم العمل عليها خلال العام المقبل، كما ستدخل حقول غاز طبيعي جديدة الخدمة في مقدمتها حقل "ظهر".

Ad

ورغم ابتسامة واثقة اعتلت إسماعيل عندما وجه التحية إلى الشعب المصري، في فيديو بثه التلفزيون المصري عقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء، لتفهمه للظروف التي تمر بها مصر، فإنه اعترف بأن الأسعار قد تأثرت أخيراً بسبب فروق أسعار الصرف، وتحريره، لكنه أكد أن الحكومة تتابع الأسعار بدقة والسوق عرض وطلب، وأن الحكومة حريصة على توافر السلع الأساسية وتوفيرها بشكل دائم.

تفاؤل إسماعيل بعام جيد، لم يشاركه فيه معظم المصريين، ما لخصه المواطن "خالد. ع"، أربعيني يعمل في مجال العقارات، قائلا لـ"الجريدة": "مش متفائل بالسنة الجديدة، الأسعار نار نار، وعشان نكلف وجبة الغداء لي ولزوجتي وثلاثة أبناء نحتاج إلى ما لا يقل عن 100 جنيه في يوم واحد، والسكر مش موجود، واللي موجود بـ 15.25 جنيه للكيلو، مش عاوزين حاجة من الحكومة إلا أنها تنزل الأسعار، بقول لها ارحمينا يا حكومة"، مشددا على أن أغلبية من يعرفهم لديهم نفس حالة التشاؤم بسبب مخاوفهم من زيادات جديدة في الأسعار مع ثبات الرواتب التي تتناقص قيمتها الشرائية بصورة متزايدة.

وتواجه مصر أزمة اقتصادية خانقة منذ عدة سنوات، بسبب انخفاض عائدات السياحة وتحويلات المصريين في الخارج، وتوقف الاستثمارات الأجنبية، ما أثر على سعر صرف الجنيه، الذي قرر البنك المركزي تعويمه، ليصل سعر صرف الدولار الواحد لـ19.5 جنيها، ليزيد من كلفة فاتورة الاستيراد في ظل اعتماد مصر على الخارج لتوفير نحو ثلثي احتياجاتها من السلع الأساسية.