2016 عام السينما اللبنانية بلا منازع... ورحيل «الكبار»

نشر في 31-12-2016
آخر تحديث 31-12-2016 | 00:00
محطات كثيرة يجدر التوقّف عندها مع قرب أفول نجم 2016، منها ما يبكي ويترك حسرة في القلب ومنها ما يفرح ويعطي أملاً بمستقبل فني أكثر ازدهاراً وقوة. دمعة وغصة وفرحة وانطلاق، هكذا يمكن اختصار 2016 التي شهدت غياب فنانين كبار في لبنان والعالم العربي. في المقابل، احتضنت السنة نشاطات مضيئة من مهرجانات وأفلام سينمائية ساهمت في إدارة عجلة السينما بشكل لم يسبق له مثيل في لبنان، إذ توالت الأفلام اللبنانية الجديدة والمهرجانات وحصد السينمائيون اللبنانيون جوائز في مهرجانات عالمية.
2016 سنة الرحيل من دون منازع في لبنان، ففيها رحل عمالقة ينتمون إلى زمن الكبار من بينهم: الفنان الكبير سمير يزبك، والموسيقار ملحم بركات، والفنانة القديرة منى مرعشلي، والمخرج نقولا أبو سمح، والممثل جوزيف نانو. كذلك فُجع فنانون برحيل أقربائهم، من بينهم ماجدة الرومي التي فقدت والدتها وراغب علامة الذي فقد والديه...

جوائز ومهرجانات

في خطوة غير متوقعة، تقدّمت السينما اللبنانية في 2016 أشواطاً إلى الأمام، واحتلت الأفلام اللبنانية الصدارة في مهرجانات عربية وأجنبية، وكان لها الفضل في تعريف العالم إلى الفن السابع في لبنان الذي يشهد نمواً وازدهاراً رغم الإمكانات المحدودة لديه.

ضمن الدورة الثالثة عشرة من «مهرجان دبي السينمائي الدولي» (7-13 ديسمبر 2016)، فاز المخرج اللبناني ماهر أبي سمرا بجائزة أفضل فيلم غير روائي» عن فيلمه الوثائقي «مخدومين» الذي يتمحور حول العاملات الأجنبيات في لبنان، فيما حصدت المخرجة اللبنانية إليان الراهب جائزة لجنة التحكيم عن الفئة نفسها من خلال شريطها الوثائقي «ميّل يا غزيّل» الذي يتناول العيش المشترك في مرتفعات محافظة عكّار (شمال لبنان).

كذلك حازت الممثلة جوليا قصار جائزة «أفضل ممثلة»، عن دورَيْها في فيلمَيْ «محبس» من إخراج اللبنانية صوفي بطرس (شارك في فئة «الليالي العربية») و«ربيع» من إخراج اللبنانية فاتشي بولجورجيان (شارك في مسابقة «المهر الطويل»). بدورها، حصدت المخرجة مونيا عقل جائزة لجنة التحكيم عن فئة «المهر القصير» بفيلمها القصير «صبمارين».

في مهرجان «أيّام قرطاج السينمائية» (28 أكتوبر- 5 نوفمبر)، حصل فيلم «سكون» لشادي عون على «التانيت الفضّي للأفلام القصيرة»، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة العمل الأوّل إلى شريط «إمبراطورية النمسا» لمراد سليم. أما «بيت البحر» لروي ديب فحصد تنويهاً خاصاً من لجنة تحكيم «شبكة الشاشات العربية البديلة».

شهد عام 2016 أيضاً مشاركة السينما اللبنانية للمرة الأولى في البرنامج الرسمي في مهرجان «كان السينمائي الدولي» عبر ثلاثة أفلام لمخرجين شباب لبنانيين: «ربيع» إخراج فاتشي بولغورجيان، «صبمارين» إخراج مونيا عقل، و«من السماء» إخراج وسام شرف.

أما الفيلم الاجتماعي اللبناني «بالحلال» فسجل انطلاقة قوية في يوليو في الصالات اللبنانية وفي صالات عدّة في ألمانيا، وهو من إخراج أسد فولادكار، وإنتاج مشترك بين «شركة صبّاح للإعلام و«ريزور فيلم» الألمانية، بالتعاون مع «إيغل فيلمز» و«جينجر بيروت برودكشن». يشارك في البطولة: دارين حمزة، رودريغ سليمان، ميرنا مكرزل، علي سمّوري، حسين مقدّم، زينب هند خضرا، فاديا أبي شاهين، برلين بدر، وكريستي بارد.

بدوره عرض الفيلم الروائي الطويل «كتير كبير»، في مهرجانات عالمية من بينها «مهرجان تورنتو العالمي للأفلام السينمائية» الذي لا يقل شأناً عن مهرجاني «كان» و«برلين»، وعرض في حفلة الافتتاح مع الفيلم القصير «موج 98» لإيلي داغر. العمل من كتابة ميرجان بو شعيا وإخراجه، ومن إنتاج شركة «كبريت برودكشن»، وهو أول فيلم روائي للمخرج ولشركة الإنتاج، ومدته ساعة و45 دقيقة.

في ديسمبر 2016، شارك لبنان في المهرجان السينمائي الدولي «ياس»، في دورته الرابعة في مدينة رامسر شمالي إيران، عبر «الجارف» للمخرج بلال خريس، وهو كان الفيلم العربي الوحيد في الدورة.

نظراً إلى اعتبار 2016 عام السّينما الرّوسيّة، أطلقت الشّركة الرّوسيّة لإنتاج الأفلام Buta Films التي أسّستها المنتجة ماريا إيفانوفا منذ 10 سنوات، النسخة الأولى من المهرجان السّينمائي الرّوسيّ في لبنان بالتعاون مع المركز الثقافي في بيروت (28-24 أكتوبر2016). قدّم المهرجان تجربة ثقافية وتعليمية تقوّي العلاقات الروسيّة- اللبنانيّة، وتساعد الجمهور اللبنانيّ في الوصول إلى فهم أعمق للثّقافة والتّقاليد الرّوسيّة.

إقبال كثيف

وفق الإحصاءات، ورغم الظروف الاقتصادية والمعيشية في لبنان، سجلت الأفلام اللبنانية إقبالاً جماهيرياً لافتاً تخطى نسبة الإقبال على الأعمال العربية والأجنبية، ما شجع السينمائيين على المجازفة وخوض غمار هذه الصناعة. من أبرز الأفلام الجديدة:

«تلّتِت»، كتابة كلود أبو حيدر، إخراج كريستيان أبو عنّه وهو من إنتاج ID Production ويؤدي دور البطولة: طوني عيسى، جوي كرم، منال ملاط وكارمن بصيبص. ويظهر في إطلالة خاصة: سمارة نهرا، شربل زيادة ووليد العلايلي.

«زفاف يان»، تأليف شكري أنيس فاخوري وإخراج كارولين ميلان. يتحدث حول قصة حب تجمع بين شاب عربي وفتاة أرمنية تواجه رفض والدها تزويجها من «ابن عرب».

«ولعانة»، (كتابة كلود صليبا، إخراج ايلي ف. حبيب، وإنتاج ايغل فيلمز). يجمع بين التشويق والمغامرة والحب في قالب فكاهي. يتحدّث عن تطوّع الشباب في «الدفاع المدني» وعن منطق الذكورية الذي يسود المجتمع اللبناني.

«يلا عقبالكن شباب»، للمنتجة والكاتبة نيبال عرقجي. يتناول قصص أربعة رجال ومشاكلهم مع الجنس الآخر.

«بينغو»، وعنوانه العريض كيف تحدث ابنة السبع سنوات تغييراً في حياة ثنائي نحو الأفضل؟ تجري أحداثه في إطار كوميدي هادف، وهو من كتابة كلود صليبا، وإخراج إيلي حبيب، وإنتاج «إيغل فيلمز».  

مهرجانات فنية

عمت المهرجانات الفنية لبنان خلال صيف 2016 من أقصاه إلى أقصاه، واستضافت مطربين عرباً وعالميين. وكان الحدث اللافت عودة المهرجانات إلى صور وصيدا وطرابلس بعد طول توقف، إذ نفضت الأخيرة عنها غبار الحروب والمعارك، وأظهرت وجهها الحضاري الرائد باعتبارها عاصمة الشمال اللبناني، واستضافت مهرجاناتها نخبة من ألمع الوجوه الفنية اللبنانية، فغنت المدينة ورقصت على وقع أغانيهم.

كذلك استعادت صيدا مهرجاناتها التي توقفت بسبب الأحداث الأمنية التي مرت بها المدينة، ورغم أصوات عدة انطلقت بضرورة التصدي لهذه المهرجانات ووقفها، فإن إرادة المدينة للحياة خنقت هذه الدعوات في مهدها ولم تسمح لها بأن تؤثر فيها.

بدورها، استعادت صور مهرجاناتها بعد غياب قسري استمر خمس سنوات، فشارك فيها فنانون وشعراء من لبنان والعالم العربي في أكبر تظاهرة شعرية وثقافية شهدها لبنان والعالم العربي خلال عام 2016.

المهرجانات عمّت لبنان خلال صيف 2016 واستضافت مطربين عرباً وعالميين
back to top