بكل الآلام والعذابات المبرحة التي تجرعتها أمتي العربية، توارى عام 2016، ذهب بكل أحداثه المدلهمة ولحظاته المرعبة!وبقلوب واجفة ولَجنا إلى عام جديد... قلوب حزينة، نفوس تائهة، مستقبل مجهول، شعوب أعرق الحضارات الإنسانية تعيش حاضراً هو الأتعس فوق الكوكب!
وساساتنا وقياداتنا وزعماؤنا، ميولهم شتى، وأهواؤهم متضاربة، ولا ندري متى يتفقون ومتى يختلفون! فقد عانينا عدم اتفاقهم منذ أن تأسست دولنا الوطنية!• كمواطن عربي أنظر لما سيأتي به العام الجديد؛ فينخلع قلبي مما تحمله ترسبات ومخلفات الأعوام الماضية، والدلائل كلها لا تشير إلى ما يدعو للتفاؤل!فالجزء الأكبر من وطني العربي يرزح تحت نير وهيمنة الحروب والكوارث والدمار... فضلاً عن شيوع أمراض فتاكة، جهل، تخلف! يضاف إلى كل هذا وذاك موروث العداوات التاريخية التي أضرمت سعير نيران الطائفية على أيدي أناس جعلوا من أنفسهم وكلاء السماء على عباد الله في الأرض، وليس لهم غير إثبات هذا الزعم وتأكيده، فيتفانون بكل ما لديهم من معطيات لصب الزيت على النار، عبر أجهزة إعلامية تبث كراهيتها على الناس ليل نهار!* * *• وكلما أمعنت النظر في ما يجري في وطني العربي، يستنفر بداخلي صوت يهزني من كل خلاياي، كل شرايين مجرى الدماء في عروقي، يهيب بي أن أسحق تحت كل موطئ قدم من أقدامي أفاعي التمنيات المشوهة الكاذبة التي كثيراً ما نرددها في مثل هذه المناسبات: "كل سنة وأنت طيب"، "كل عام وأنت بخير"!.. يا له من كذب جمعي نردده دون تفكير! كيف أكون طيباً وأنا أعيش هذه الأمراض الفتاكة التي امتدت رياحها في معظم أجزاء وطني العربي؟! ومن أين يأتي الخير، وكل خيرات الوطن العربي نهبٌ بأيدي لصوص، وتجار حروب، ومحترفي فساد... وهذا الذي نراه على خريطة مساحة الوطن العربي بكل أسف!• أفبعد هذا يأتي من يقول لي: "كل سنة وأنت طيب"؟!بذلت جهدي ألا أكتب هذه السطور، فلم أتمكن فاعذروني!
أخر كلام
مضى عام الدمار... ماذا عن القادم؟!
31-12-2016