يرى الناقد رامي عبد الرازق أن إحدى أبرز ظواهر السينما هذا العام تصدر الأفلام الكوميدية التجارية المشهد، وأبرزها «جحيم في الهند» و«لف ودوران»، إذ حققت إقبالاً جماهيرياً كبيراً رغم أنها متواضعة جداً وساذجة. بل إنها أقل مستوى من الأعمال التي شهدتها السنوات الماضية، ما يعني تراجعاً في الضحك والكوميديا، بعدما صارت التجارب أكثر ضحالة وسطحية.أما عن التجارب الأبرز فنياً والتي يحصرها البعض ويحجمها على مستويي العرض والتوزيع، كما يؤكد عبد الرازق، فهي «آخر أيام المدينة» (عرض في مهرجان برلين)، و»اشتباك» (عرض في افتتاح برنامج «نظرة خاصة» في «كان»)، و»نوارة» (إحدى أنضج تجارب السينما المصرية هذا العام)، وأخيراً «أخضر يابس» (حصل على جائزة أفضل مخرج في مهرجان دبي الأخير).
ويرى أن أبرز الظواهر تراجع الإقبال على الأفلام ذات المستوى الفني الجيد، على عكس الأعوام السابقة التي استطاعت الأعمال خلالها جذب الجمهور ومن بينها «لا مؤاخذة» و«فتاة المصنع»، إذ لم تحقق أفلام عدة، أبرزها «اشتباك» أو «نوارة» إقبالاً جماهيرياً معقولاً رغم رقي مستواها الفني، ذلك نتيجة لضعف التوزيع والدعاية الخاصين بها.ويضيف الناقد رامي عبد الرازق أن من ضمن أسوأ أفلام 2016 «كلب بلدي» و«حملة فريزر» للثلاثي الذي خذل الجمهور هذا العام، بعد تحقيقه نجاحاً كبيراً في «الحرب العالمية الثالثة».
إخفاق ونجاح
من جانبها، أوضحت الناقدة ماجدة موريس أن من ضمن أفضل أفلام 2016 وأبرزها «نوارة» و«اشتباك» و«هيبتا» و«30 سنة»، موضحة أن أسوأ الأعمال هذا العام التي لم تحصد أي نجاح كانت «تحت الترابيزة» و«جحيم تحت الهند» و«البر التاني»، مضيفة أن 2016 شهد سقوطاً مدوياً وحاسماً لمحمد سعد فلم يعد يملك أي فرصة للعودة السينمائية وتحقيق النجاح إلا بمعجزة. كذلك انهارت شعبية ياسمين عبد العزيز في مقابل صعود شعبية الشقيقتين إيمي ودنيا سمير غانم، واسترداد أحمد حلمي مكانته مع «لف ودوران».أما عن أهم ظواهر العام فتؤكد موريس أنه بدا لافتاً ظهور جيل جديد من المُضحكين، و«صحيح أنهم ليسوا أفضل من سابقيهم ولكن من المفيد ظهورهم»، مشيرة إلى أن غياب الاهتمام بالنص السينمائي برز كإحدى المشكلات، في مقابل صعود جيل جديد من المخرجين يمكن أن يثروا الساحة السينمائية في السنوت المقبلة، خصوصاً بعدما نجحوا في رفع راياتهم على الساحات الدولية في «اشتباك»، و«آخر أيام المدينة» للمخرج تامر السعيد الذي شارك في «برلين» وأكثر من مهرجان دولي، كذلك «أخضر يابس» للمخرج محمد حمّاد الذي لم يعرض في مصر تجارياً ولكنه حصد جائزة في «دبي»، وشارك في مهرجانات أخرى. أما الناقدة ماجدة خير الله فتشير إلى أن أفضل الأفلام السينمائية خلال عام 2016 هي: «نوارة، اشتباك، قبل زحمة الضيف، الماء والخضرة والوجه الحسن، يوم للستات، هيبتا»، فيما أحد أسوأ الأعمال «تحت الترابيزة» ولم يحصل على نجاح يُذكر. وتؤكد خير الله أن المخرجين الجدد نالوا أكبر نصيب من النجاح هذا العام، متوقعة أن تكون السينما المصرية أفضل في 2017. بدوره يقول الناقد السينمائي كمال رمزي إنه رغم الميزانية العالية لكثير من الأفلام فإنها فشلت في تحقيق إيرادات كبيرة تغطي تكلفتها، لذلك فإن على بعض المنتجين تغيير محتوى أعمالهم مستقبلاً كي يتمكنوا من تحقيق إيرادات أفضل، لا سيما محمـد سعد بعد إخفاق تجربته «تحت التربيزة».«كان» و«برلين» و«أخضر يابس»
يشير الناقد طارق الشناوي إلى أن إحدى أبرز الظواهر خلال عام 2016 أن مصر شاركت في مهرجان برلين بفيلم «آخر أيام المدينة»، وفي «كان» بـ»اشتباك». كذلك حصدت جوائز مهمة، من خلال «أخضر يابس» الذي عرض في مهرجان لوكارنو، وحصد جائزة أحسن مخرج في مهرجان دبي.