مع وصول البيت الأبيض والكرملين إلى طريق مسدود، انشغل العالم بانطلاق حرب باردة جديدة بين القوتين العظميين، دقت طبولها إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بطردها 35 دبلوماسياً روسياً، ولم يمنع تأجيجها تمهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرد بالمثل.

وقبل ساعات من اقتراح وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قيام موسكو بإجراء مماثل، رداً على اتخاذ إدارة أوباما سلسلة عقوبات تشمل ٩٦ دبلوماسياً روسياً وتتضمن أيضاً إغلاق مجمعين روسيين في نيويورك وميريلاند، وأيضاً اغلاق ومعاقبة أجهزة الاستخبارات الروسية، أكد بوتين أنه لن يطرد أحداً، مشدداً على أن روسيا تحتفظ لنفسها "بحق الرد بإجراءات مماثلة، وستقرر خطواتها المقبلة لإعادة العلاقات الروسية- الأميركية بالنظر إلى سياسة إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب".

Ad

واتهمت إدارة أوباما، روسيا بالقرصنة الإلكترونية، والتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولم تأتِ على ذكر أن بوتين أصدر أمراً بالقرصنة، التي يعتقد عدد من الديمقراطيين أنها أضرت بحظوظ هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية في مواجهة ترامب نوفمبر الماضي.

وتوصلت الاستخبارات الأميركية إلى نتيجة مفادها أن عملية القرصنة، التي استهدفت الحزب الديمقراطي والبريد الإلكتروني لفريق كلينتون، كان هدفها إيصال ترامب إلى البيت الأبيض.

ومن المؤكد أن التدابير المتخذة ستثير توتراً مع موسكو، خصوصاً أنها تأتي قبل ثلاثة أسابيع فقط من تنصيب ترامب خلفاً لأوباما.

وقال أوباما في بيان: "أمرت بعدد من التدابير رداً على المضايقات العدائية من الحكومة الروسية لمسؤولين أميركيين وعمليات القرصنة التي استهدفت الانتخابات الأميركية".

وأضاف أن هذه الإجراءات تأتي "بعد تحذيرات متكررة خاصة وعلنية أرسلناها للحكومة الروسية، وهي رد ضروري ومناسب على الجهود الرامية إلى الإضرار بالمصالح الأميركية في انتهاك للمعايير الدولية للسلوك المعمول بها، وعلاوة على ذلك، اختبر دبلوماسيونا مستوى غير مقبول من المضايقات في موسكو من أجهزة الأمن الروسية والشرطة خلال العام الماضي".

أما ترامب، فاعتبر أن الوقت قد حان للمضي قدماً "نحو أشياء أخرى أكثر أهمية" بعد إعلان إدارة أوباما عقوبات ضد روسيا.

وعن قضية القرصنة الروسية، قال ترامب في بيان مقتضب: "من أجل مصلحة بلادنا وشعبنا الكبير، سألتقي الأسبوع المقبل المسؤولين عن الاستخبارات لإطلاعي" على التفاصيل.

وفي حين رحب الرئيس الجمهوري لمجلس النواب بول راين بتدابير أوباما معتبراً أنها "تأخرت كثيراً"، اتهم الكرملين واشنطن بأنها تريد أن "تدمّر نهائياً" العلاقات مع موسكو، ووعد باتخاذ خطوات انتقامية "مناسبة" رداً على العقوبات الأميركية التي اعتبرت موسكو "أنه لا أساس لها".

وفي تطور لافت، أعلن إيلنور تشيفيك مستشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن واشنطن ترغب في معاقبة موسكو وأنقرة لنجاحهما في التسوية السورية.

وقال تشيفيك لوكالة "سبوتنيك"، إن الأميركيين قلقون لإبعادهم من الوضع السوري، مضيفاً أنهم اخترعوا مبرراً وتحدثوا عن تورط روسيا في هجمات إلكترونية ضد بلادهم، وطلبوا من 35 دبلوماسياً روسياً مغادرة أراضيهم.