قُتِلَ 27 شخصاً على الأقل السبت في اعتداءين انتحاريين متزامنين في سوق مزدحم في بغداد هما الأسوأ منذ شهرين في العاصمة العراقية ويأتيان قبل ساعات على نهاية العام، حسبما أفادت مصادر من الشرطة العراقية.

Ad

ووقع الاعتداء الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه في الوقت الحاضر، صباح السبت في سوق السنك في قلب بغداد، حيث تباع مجموعة كبيرة من البضائع تتراوح من قطع التبديل للسيارات إلى الملابس.

وقام انتحاريان بتفجير نفسيهما بشكل شبه متزامن في ساعة مبكرة يكون السوق خلالها مكتظاً بالباعة والزبائن، وأدى الانفجاران إلى تحطم الواجهات ورفوف عرض البضائع وتناثر الحطام على الأرض الملطخة بالدماء.

وقال عقيد في الشرطة لوكالة فرانس برس «هناك 27 قتيلاً و53 جريحاً»، وأكد مسؤول كبير في وزارة الداخلية ومصدر طبي هذه الحصيلة.

وقال أحد التجار يدعى ابراهيم محمد علي إن «العديد من الضحايا كانوا موظفين في محلات تبيع قطع تبديل، كانوا متجمعين حول رفوف عرض لتناول الفطور حين وقع الانفجاران».

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في آخر يوم من عام 2016، وجاء بعد يومين على إعلان السلطات العراقية انطلاق المرحلة الثانية من عملية استعادة الموصل من قبضة التنظيم المتشدد.

ويلقي هذا الاعتداء المزدوج بظله على عيد رأس السنة في بغداد، حيث يعتزم السكان الاحتفال في الشوارع بالرغم من الوضع الأمني المتوتر.

كما يأتي في فترة من الهدوء النسبي في العاصمة العراقية.

الوضع الأمني

ووقع آخر اعتداء ضخم في بغداد في أواسط أكتوبر عندما فجّر انتحاري حزامه الناسف خلال مجلس عزاء في حي الشعب الشيعي موقعاً 34 قتيلاً على الأقل.

ويكشف الاعتداء السبت عن مدى هشاشة الوضع الأمني في العراق، حتى في المناطق التي استعادتها القوات العراقية من المتطرفين خلال هجومها العسكري الواسع النطاق في شمال البلاد.

والأسبوع الماضي، قُتِلَ 23 شخصاً على الأقل بتفجير ثلاث سيارات مفخخة استهدفت سوقاً شعبياً في بلدة كوكجلي الواقعة شرق مدينة الموصل، وهي منطقة استعادتها القوات العراقية من الجهاديين في مطلع نوفمبر.

وعلى مسافة بضعة كيلومترات إلى الغرب، داخل مدينة الموصل، باشرت قوات الشرطة والجيش وجهاز مكافحة الإرهاب الخميس المرحلة الثانية من هجومها الواسع النطاق لاستعادة السيطرة على الجانب الشرقي لمدينة الموصل من تنظيم داعش الذي يحتلها منذ يونيو 2014.

واستعادت القوات العراقية منذ اطلاق المرحلة الأولى من عملياتها في 17 أكتوبر الكثير من أحياء شرق المدينة التي يقسمها نهر دجلة إلى قسمين، لكن التنظيم الجهادي ما زال يسيطر تماماً على قطاعها الغربي.

وفي شرق الموصل، تواجه قوات الجيش والشرطة المدعومة من ضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مقاومة شديدة في المدينة التي يسكنها عدد كبير من المدنيين.

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي وعد باستعادة الموصل قبل نهاية السنة، غير أن ذلك لم يتحقق، وأعلن هذا الأسبوع عن مهلة جديدة لتحقيق هذا الهدف.

وقال العبادي خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء إن المعلومات المتوافرة تفيد بأن العراق بحاجة إلى «ثلاثة أشهر للقضاء» على تنظيم داعش.