شهد العالم ليلة طويلة من الاحتفالات بحلول العام الجديد، وسط أجراءات أمنية مشددة بعد عام شهد سلسلة من الاعتداءات الدموية ضد مدنيين.ومن واغادوغو إلى إسطنبول وأورلاندو وبروكسل وبغداد وغيرها، قائمة طويلة من المدن التي استهدفتها الاعتداءات في 2016.
وفي نيس حيث سقط 86 قتيلا وفي برلين 12 قتيلا في اعتداءات تمت بواسطة شاحنة قامت بدهس مدنيين يشاركون في تجمع، تخشى أجهزة الأمن بشكل خاص عمليات مماثلة تستهدف المحتفلين بنهاية العام.أما باريس، التي شهدت اعتداء مروعا في 13 نوفمبر 2016، عادت أجواء الفرح باحتشاد نحو نصف مليون شخص مساء أمس الأول في جادة الشانزليزيه، وسط إجراءات أمنية وصلت لأقصى حد، مع تعبئة نحو مئة ألف شرطي ودركي وعسكري في مختلف أنحاء فرنسا.وفي برلين، وضعت السلطات كتلا إسمنتية وعربات مصفحة على الطرق الرئيسية المؤدية إلى بوابة براندبورغ. وفي كولونيا، زادت السلطات عدد الشرطيين المنتشرين بأكثر من الضعف، وذلك بعد عام على موجة الاعتداءات الجنسية التي أثارت صدمة بين سكان المدينة.وتم أيضا تعزيز الإجراءات الأمنية في روما حول ساحة القديس بطرس، حيث ترأس البابا فرنسيس قداس منتصف الليل.
حشود وتجمعات
ورغم كل شيء، شهد مساء أمس حشودا وتجمعات في شوارع آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا ومن بعدها القارة الأميركية للاحتفال بالعام الجديد الذي يحمل معه غموضا سياسيا كبيرا.وبسبب فارق التوقيت، كانت سيدني عند الساعة 16.00 (13.00 ت غ) أولى كبرى المدن التي ينطلق فيها العد العكسي قبل حلول السنة الجديدة، مع عرض للألعاب النارية استمر 12 دقيقة في خليجها الشهير.ونشرت السلطات ألفي شرطي إضافي في سيدني، بعد توقيف رجل "أطلق تهديدات مرتبطة بعيد رأس السنة". وقبل أسبوع، أعلنت كانبيرا كشف "مخطط إرهابي" ليوم عيد الميلاد في ملبورن.وفي محاولة لطمأنة الحشد الذي قارب عدده مليونا ونصف مليون شخص في سيدني، قال رئيس وزراء ساوث ويلز الأسترالية مايك بيرد: "أشجع الجميع على الاستمتاع بالسهر، مع العلم أن الشرطة ستبذل كل الجهود لضمان الأمن".وقدم مليون ونصف مليون شخص مساء أمس الى سيدني لحضور عرض الالعاب النارية، وهذا العدد الكبير مرده ارتفاع الحرارة، إضافة الى أن رأس السنة يصادف في نهاية الأسبوع.وفي كل القارات، يبدو الأمن في صلب الاهتمامات. فقد أعلنت جاكرتا أيضا أنها أفشلت مخططا لمجموعة مرتبطة بتنظيم "داعش" يهدف إلى تنفيذ اعتداء ليلة عيد الميلاد. وقتل عشرات الأشخاص في الأيام الاخيرة في الفلبين في هجمات نسبت إلى مجموعات إسلامية. ووجهت إسرائيل أمس الأول تحذيرا من مخاطر "وشيكة" بوقوع هجمات يمكن أن تستهدف سياحا، وخصوصا إسرائيليين في الهند.وبدأ اليوم الأخير من عام 2016 باعتداء انتحاري مزدوج استهدف سوقا مزدحما في وسط بغداد، وأوقع 27 قتيلا و53 جريحا.ليلة الإمارات
وفي الإمارات، التي شهدت ليلة رأس السنة العام الماضي حريقا كبيرا اندلع في فندق فخم، استقبل العام الجديد بالألعاب النارية في دبي وإمارات أخرى، وكذلك بالحفلات الصاخبة والباهظة لفنانين أجانب ومن العالم العربي، بينهم فرقة "كولدبلاي" البريطانية والمغني المصري عمرو دياب، والمطرب العراقي كاظم الساهر.وفي دبي، أعدت الشرطة "خططا استباقية" لتأمين الاحتفالات، موضحة أنها قررت إعلان حالة "الجاهزية القصوى" وتوزيع الدوريات والفرق الميدانية المتخصصة، وعددها 470 دورية، لتغطي جميع مناطق الفعاليات الخاصة بالاحتفال بالسنة الجديدة.القارة الأميركية
وستكون القارة الأميركية هي الأخيرة التي يحل فيها العام الجديد الذي سيشهد خصوصا دخول دونالد ترامب إلى البيت الابيض، وهو أمر لم يكن أحد يتوقعه في 31 ديسمبر 2015.ففي غواتيمالا، أعلن ممثل عن السفارة الأميركية إغلاق أبوابها، بعد تلقي تهديدات دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل. وقال: "كل شيء طبيعي ولم يحدث أي شيء خطير، فقط نأخذ على محمل الجد أمن العاملين في السفارة والمترددين عليها".وفي نيويورك، نشرت السلطات 165 عربة "عازلة"، من بينها شاحنات التنظيف في "مواقع استراتيجية"، خصوصا على مشارف ساحة "تايمز سكوير"، حيث من المتوقع أن يحتشد أكثر من مليون شخص لحضور الاحتفال التقليدي بحلول العام الجديد.وفي ريو دي جانيرو، من المتوقع أن يتجمع نحو مليوني شخص على شاطئ كوباكابانا. لكن، وبسبب الأزمة الاقتصادية في البلاد، تم اختصار مدة عرض الألعاب النارية من 16 الى 12 دقيقة، في هذه المدنية التي لاتزال تعاني كلفة استضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2014 والألعاب الأولمبية من بعدها.غموض وتساؤلات
العام الجديد يحمل العديد من الغموض والتساؤلات أيضا في ما يتعلق بالنزاع المستمر في سورية منذ 6 سنوات تقريبا. وحاليا يسود الهدوء الجبهات الرئيسة في البلاد بعد يوم من دخول الهدنة حيز التنفيذ بموجب اتفاق روسي - تركي.وتشمل التساؤلات حول ما سيحمله العام الجديد للأوروبيين، وشروط تطبيق خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وانتخاب خلف للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.إلا أن المحتفلين بالعام الجديد سيستفيدون من ثانية إضافية قبل الانتقال إلى السنة الجديدة، وعليه فإن الدقيقة بين 23.59 و00,00 ت غ ستدوم أطول من المعتاد "من أجل التوفيق بين الوقت الفلكي غير المنتظم الناجم عن حركة الأرض، والتوقيت الرسمي الثابت جدا، والمعتمد منذ عام 1967 بناء على ساعات ذرية".