قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في كلمة للأمة بمناسبة العام الجديد تم بثها اليوم السبت (31 ديسمبر) إن الإرهاب الذي يمارسه إسلاميون متشددون يمثل أكبر اختبار تواجهه ألمانيا وتعهدت بسن قوانين من شأنها تحسين الأمن بعد هجوم دام قبل عيد الميلاد في برلين.

Ad

وأضافت أن عام 2016 أعطى الكثيرين انطباعا بأن العالم "انقلب رأسا على عقب" وحثت الألمان على التخلي عن الشعبوية وقالت إن ألمانيا يجب أن تضطلع بدور قيادي في التصدي لكثير من التحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي.

وقالت ميركل "يربط كثيرون عام 2016 بشعور أن العالم انقلب رأسا على عقب أو أن ما كان ينظر إليه طويلا على أنه إنجاز بات الآن موضع تساؤل. الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال."

وأضافت "أو الديمقراطية البرلمانية التي يزعم أنها لا ترعى مصالح المواطنين لكنها تخدم مصالح قلة قليلة فحسب. يا له من تشويه" في إشارة ضمنية إلى مزاعم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتشدد الذي يكسب أصوات الناخبين على حساب المحافظين.

وقبل الانتخابات المقررة في 2017 أشارت استطلاعات الرأي إلى أن تكتل المحافظين الذي تنتمي له المستشارة الألمانية في الصدارة بفارق كبير عن منافسيه لكن المشهد الانتخابي شديد الانقسام ينذر بتعقيد حسابات الائتلاف الحاكم.

ونشرت صحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار اليوم السبت عنوانا يقول "2017 عام الانتخابات: بالنسبة لميركل لا شيء مؤكدا بعد الآن."

وكتبت الصحيفة أن بالنسبة لعدد متزايد من الناخبين فالمستشارة البالغة من العمر 62 عاما لم تعد محصنة من الانتقاد.

وأشاد الليبراليون على جانبي الأطلسي بميركل كمرساة للاستقرار والعقلانية في عام شهد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وتصويت بريطانيا بالموافقة على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وتدهور العلاقات الأمريكية الروسية إلى مستويات الحرب الباردة.

وقارنت ميركل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بجرح عميق" وقالت إنه برغم أن الاتحاد الأوروبي كان "بطيئا ومرهقا" يتعين على الدول الأعضاء التركيز على المصالح المشتركة التي تتجاوز المصالح الوطنية.

وقالت ميركل "نعم لا بد أن تركز أوروبا على ما يمكن أن يكون حقا أفضل من الدولة الوطنية... لكن نحن الألمان لا يجب أن نُدفع للاعتقاد بأنه قد يكون أمام كل منا مستقبل أفضل من خلال المضي قدما بمفرده."

وكانت هذه إشارتها الثانية لحزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي الذي يريد أن تنسحب ألمانيا من الاتحاد الأوروبي وأن تغلق حدودها في وجه طالبي اللجوء بعد وصول ما يربو على مليون منهم إلى البلاد خلال العامين المنصرمين.

وأضر العدد القياسي للمهاجرين بشعبية ميركل وغذى أيضا تأييد حزب البديل من أجل ألمانيا الذي يقول إن الإسلام لا يتفق مع الدستور الألماني. لكن لا يزال من المتوقع أن يفوز حزبها المحافظ في الانتخابات العامة المقبلة.

وجعلت ميركل من الأمن المحور الرئيسي للحملة الانتخابية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه.

وفي كلمتها قالت ميركل إن الحكومة ستتخذ إجراءات لتحسين الأمن بعد أن اقتحم تونسي لم يتمكن من الحصول على حق اللجوء سوقا لعيد الميلاد بشاحنة في العاصمة يوم 19 ديسمبر مما أدى إلى مقتل 12 شخصا. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد مسؤوليته عن الهجوم.

وقتلت الشرطة الإيطالية منفذ الهجوم في ميلانو يوم 23 ديسمبر ويحاول المحققون تحديد ما إذا كان لديه شركاء.