موسكو «تدوّل» وقف إطلاق النار بسورية والفصائل تهدد بإلغائه
• «الحر» تسلم نسخة مختلفة عن النظام... وأنقرة تتهم دولاً بمحاولة ضرب الاتفاق
• خرق رئيسي لوقف إطلاق النار في درعا ومقتل 7 بوادي بردى والغوطة
وسط ترقب لإقرار مجلس الأمن مشروع قرار يدعم وقف إطلاق النار في سورية، ومفاوضات السلام المحتملة في أستانة، شهدت معظم المناطق هدوءاً في اليوم الثاني من الهدنة رغم تسجيل انتهاكات، دفعت فصائل المعارضة إلى التهديد بإلغائها.ومع رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروقات عدة تخللتها اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، وبينها جبهة "فتح الشام" في منطقة وادي بردى"، أمهلت فصائل الجيش الحر موسكو ساعات لفرض وقف إطلاق النار في المنطقة، التي تعد مصدر المياه الرئيس للعاصمة، معتبرة أن عدم الالتزام بالمهلة يعفيها من الالتزام بالهدنة، داعية جميع عناصرها للاستعداد لأي عمليات جدية. وإذ أكد المرصد تنفيذ قوات النظام نحو عشر ضربات جوية، إضافة إلى قصف مدفعي على منطقة الاشتباك، وأحصى مقتل مدنيين اثنين، أحدهما برصاص قناص في دوما، والآخر جراء القصف على وادي بردى، كما قتل خمسة مقاتلين من الفصائل في الوادي نفسه والغوطة الشرقية.
وتحدث عن تسجيل خرق رئيسي آخر في مدينة درعا، التي تعرضت لقصف من قوات النظام شمل مناطق عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، تزامناً مع اشتباكات عنيفة تسببت في مقتل عنصر من الفصائل. وفي إدلب، استمر الهدوء أمس في المنطقة، مع توقف الغارات الجوية المكثفة التي سجلت خلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت الهدنة، وحصدت مئات الضحايا، مشيراً إلى توجه الطلبة لمدارسهم بشكل كثيف في اليوم الأخير من السنة الحالية.وبينما تأمل موسكو وأنقرة أن يمهد وقف إطلاق النار لمفاوضات سلام أواخر الشهر المقبل في أستانة، عاصمة كازاخستان، أعلن السفير الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين، أمس، أنه قدم «مشروعاً مقتضباً» لتدويل الخطة الروسية التركية والمصادقة عليها، مطالباً شركاءهم بتبني مشروع القرار، الذي عدلت روسيا نصه بطلب من عدد من الدول الأعضاء، ليتطرق إلى مفاوضات جنيف، وأن محادثات أستانة «تشكل جزءاً مهماً من العملية السياسية التي يديرها السوريون وتيسرها الأمم المتحدة».ولاحقاً طالب الجيش السوري الحر، أمس، مجلس الأمن بـ»التمهل في تبني الاتفاق حتى التزام روسيا بوعودها كضامن لحلفائها في سورية». وأكد «الحر»، في بيان، أن «استمرار النظام في خروقاته وقصفه ومحاولات اقتحامه لمناطق تحت سيطرة الفصائل يجعل الاتفاق لاغياً»، محذراً من «مجزرة يحضر لها النظام وحزب الله في منطقة وادي بردى».وبينما شدد على أن استمرار الانتهاكات سيؤدي إلى «إنهاء الاتفاق فوراً»، كاشفاً أن نسخة الاتفاق حول وقف إطلاق النار الشامل، التي وقعها، مختلفة عن التي وقعها النظام، بيّن أنه تم حذف عدة نقاط جوهرية من الاتفاق غير قابلة للتفاوض»، مطالباً مجلس الأمن بـ»التمهل في تبني الاتفاق حتى التزام روسيا بوعودها».بدوره، اتهم وزير الخارجية التركي مولود أوغلو «دولاً ومجموعات بالسعي إلى انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار لتأزيم الوضع»، كاشفاً أنه عقد مباحثات هاتفية مكثفة مع نظيره الإيراني في الأيام الماضية «حول الملف السوري».