نشاطاتك سينمائية وتلفزيونية ومسرحية، أخبرنا عن تفاصيلها.

Ad

أنهينا طلال الجردي وأنا أخيراً عرض مسرحية «فرضاً إنّو» للمخرج جاك مارون، اقتبست فكرتها من مسرحية أميركية. كذلك كتبت مسرحية جديدة للممثلة ندى بو فرحات تنطلق في الأشهر الأولى من السنة، فضلا عن مسرحية جديدة من تأليفي قد أمثّل فيها أيضاً، إضافة إلى مشاركتي في مسرح «كركلا» . على الصعيد السينمائي، سيُعرض مطلع العام الفيلم الضخم Nuts أو "ورقا بيضا” للمنتج اللبناني طارق غبريال سكياس والمخرج الفرنسي هنري بارجيس. فضلا عن تصوير فيلم قصير "تصريح” لإحدى الطالبات الجامعيات للمشاركة في المهرجانات.

ما المعايير التي اعتمدت في مسرحية «فرضاً إنو» ومهّدت الطريق لنجاحها الكبير؟

إنها باختصار مسرحية حقيقية.

لكنهم يعتمدون الوجه النسائي لتسويق أي عمل فنّي فيما شكلتما ثنائية ذكورية؟

لم نعتمد المعيار التجاري الذي يقول بضرورة إدخال عنصر نسائي بهدف التسويق، ورغم ذلك شكّلنا طلال وأنا ثنائية قويّة ناجحة نالت إعجاب الجمهور.

تقدّم المسرحين الاستعراضي والجدّي، أي منهما يهمّ الجمهور أكثر؟

طالما ألا ثقافة مسرحية لدى الجمهور لن يشكّل المسرح الجدّي بالنسبة إليه حاجة، فارتياد المسرح الجدّي لا يدخل ضمن ثقافة المجتمع أسوة بثقافة المطاعم والحفلات والمسرحيات الاستعراضية أي كل ما يتعلّق بالترفيه.

ألم تنشط حركة روّاد المسرح في السنوات الأخيرة؟

بل على العكس نلحظ تراجعاً مخيفاً مقارنة مع حركة المسرح في مرحلة ما قبل الحرب وخلالها. وذلك لأن اهتمامات الجمهور اختلفت ولا يشعر بالحاجة إلى المسرح.

ألا يؤدي التسويق دوراً في هذا الإطار أسوة بما يحصل مع ترويج الأفلام السينمائية اللبنانية؟

من ينتج فيلماً سينمائياً بكلفة مرتفعة يضطر إلى تسويق فيلمه، بينما يدفع منتجو المسرح مالا من لحمهم الحيّ، لذا لا يملكون رأسمالاً كافياً للتسويق، والذي برأيي لن ينفع طالما أن أرباب الفنّ يعتبرون أن المسرح الجدّي مقتصر على الحكي فيفضلون المسرح الاستعراضي الترفيهي.

لماذا تعمد إلى إقتباس أعمالك المسرحية؟

قدّمت هذه الأعمال بناء على طلب المنتج والمخرج جاك مارون. بالنسبة إلى «فرضاً إنّو» إقتبسنا الفكرة فحسب، بينما مسرحية «حُبلى» من تأليفي الخاص.

ما تفاصيل هذه المسرحية؟

أحبّت الممثلة ندى بو فرحات أن تقف على خشبة المسرح في فترة حملها، لذا كتبت لها هذه المسرحية التي تحكي إحساس المرأة قبل الحمل وخلاله وبعده بقالب إنساني كوميدي.

شخصية بشعة

أي شخصية تقدّم في فيلم «ورقا بيضا» أو Nuts؟

أقدّم شخصية لم يعتد أن يراني الجمهور بصورتها، صورة رجل بشع في أخلاقه ونفسيته.

أخبرنا عن التعاون مع المخرج الفرنسي هنري بارجيس.

الفنّ لغة عالمية مثل الموسيقى، وحين يكون الفنان حقيقياً يشعر بكل اللغات، وهكذا حال المخرج هنري بارجيس. صحيح أن الفنان يتأثر ببيئته التي تحفّزه، إنما تحرّك فكره الحالات الإنسانية في أي بلد. ما يؤكد رأيي أن بارجيس شعر بالنص وحالاته الإنسانية إلى درجة أنه كان يوقف التصوير لتكرار المشهد رغم أنه لا يفهم اللغة العربية.

كيف كانت أصداء الفيلم في مهرجان دبي السينمائي؟

أشارك للمرة الأولى في مهرجان سينمائي دولي، بعدما كنت أشارك دائماً في مهرجانات مسرحية عالمية، لذا شعرت بقليل من الضياع وفوجئت بما كان يدور حولي. صحيح أنني لم أسمع الأصداء إنما يمكن القول إن الصالة كانت مكتظّة وتجاوب الجمهور كثيراً مع أحداث الفيلم، وأجرينا كفريق عمل مقابلات إعلامية.

ما أهمية هكذا مشاركة لفيلم لبناني على صعيد التسويق؟

عُرض 11 فيلماً لبنانياً قصيراً وطويلا اختيروا من ضمن مجموعة كبيرة من الأفلام، وهذا عدد لا يُستهان به، يؤكد أن ثمة من يقدّم لحمه الحيّ كرمى للسينما اللبنانية بشوق كبير ويشعر بحاجة للتعبير بصورة وقصّة وأداء. برأيي لو وجد اللبنانيون من يدعمهم وينطلق بهم ويساعدهم لاستطاعوا تقديم مئة فيلم في أي مهرجان سينمائي لأن ثمة طاقات لبنانية كبيرة على صعد الأداء والإخراج والتأليف.

ما الذي يميّز هذا الفيلم عن الأفلام اللبنانية الأخرى؟

نُفّذ هذا الفيلم برأسمال ضخم جداً تأليفاً وإخراجاً وأداءً، مع أن سكياس يدرك أنه لن يستردّ أمواله من شباك التذاكر في لبنان. سيشاهد الجمهور اللبناني فيلماً لم يشاهد مثله سابقاً. وأسوة بأي عمل فنّي سيكون عرضة للانتقادات إنما هو فريد من نوعه.

ألا ترى أن السينما اللبنانية مقتصرة على قالب الكوميديا اللايت والكوميديا الرومانسية؟

هذه الأنواع معروفة في كل مكان وتطغى راهناً بسبب إنتاجها القليل الكلفة وقدرتها على توفير جماهيرية تؤمن الاستمرار للمنتج.

هل يمكن أن تلتقي مع الهوية الاجتماعية في لبنان؟

لا، لأن الأفلام والمسلسلات والمسرحيات لا تفتشّ عن هوية البلد بحد ذاته لعرضها أمام الناس بل على العكس، يبحث الناس عن الهوية في العمل الفنيّ. فحين يتطرّق الفنّان لحال إنسانية معيّنة يعبّر عنها بعمله، يرى الناس من خلالها هويتهم. وفي هذا الإطار تكمن صعوبة مسرحية «فرضاً إنّو» التي رأى الجمهور هويته اللبنانية فيها رغم أنها مقتبسة عن مسرحية أميركية.

مسرح وتلفزيون

ما جديد التعاون مع مسرح «كركلا»؟

سنعرض مجدداً العمل الضخم «إبحار في الزمن» الذي قدّمناه أخيراً في مهرجانات بعلبك الدولية وشاركت فيه فرق رقص عالمية متنوعة.

هل التنويع بين المسرحين الاستعراضي والجدّي يكسر روتين العمل الفنّي بشكل أو بآخر؟

لا أجد فارقاً بين المسرحين سوى على صعيد التسويق، أي أن مسرح «كركلا» مثلا الذي هو استعراضي نجول من خلاله على بلدان عربية وأجنبية، ما يتيح المجال أمام انتشاري فيها، إلا أنني كممثل محترف أقوم بواجبي على أكمل وجه سواء شاركت في مسرحية جامعية أو في مسرحية استعراضية ضخمة. ربما يجدني الجمهور بإطار مختلف إنما شخصياً لا أميّز بين أعمالي.

علاقتك بالتلفزيون متأرجحة، ما السبب؟

لا يهمّني أمره كثيراً، صحيح أن بعضهم يراه ضرورة وأجد أحياناً أنه يجب المشاركة في حال عُرض عليّ عمل ما، لئلا يشعر الجمهور بأنني اختفيت عن الساحة الفنيّة، إلا أنني لم أتلق عرضاً يرضيني كثيراً. ثمة مشروع رمضاني مرتقب لم أطلع إلى تفاصيله بعد أتمنى أن يكون عند المستوى المطلوب.

ولكنه أمّن لك في مرحلة معيّنة انتشاراً كبيراً.

قدّمت الكثير للتلفزيون لا العكس. لو أعطاني التلفزيون شيئاً لكان احتاج إليّ لما قدّمته له في السابق، لكننا في الماضي قدّمنا رفاقي وأنا الكثير له، إنما يرى هؤلاء أن الجمهور الراهن يحتاج إلى بعض الترفيه والأشجان والنحيب عبر الشاشة. ثمة محدودية ولا ابتكاراً، فإذا سوّقوا لأمر معيّن ونجح لا يحاولون ابتكار جديد بل يخشون على مراكزهم ومحطاتهم، فيشترون البرامج الأجنبية من محطات كبيرة، ما يدلّ إلى محدودية في الفكر والابتكار الفنّي. قدّمت مشاريع كثيرة شبيهة بأعمال ماضية أحبّها الجمهور وعاش معها إنما لا أحد يكترث.

طغيان الكوميديا

رداً على سؤال حول طغيان الكوميديا على المسرح والسينما فيما هي غائبة عن الشاشة الصغيرة يقول غبريال يمين: «يعتبر أصحاب المحطات أن الكوميديا مقتصرة على برامج الـ «توك شو» والانتقادات الساخرة والتقليد، ولا يرونها في قالب نظيف خفيف أسوة بما قدّمناه سابقاً، فضلا عن أن تصوير الأعمال الكوميدية يحتاج إلى استديو خاص، من هنا يتحججون ألا رأسمال لإنتاجها، فيما يدفعون الملايين لشراء format برنامج أجنبي”.

وحول إمكان لقاء بين الواقع والدراما التلفزيونية، يتساءل: أي واقع هذا؟ منذ زمن لدي مسلسلات تليق بالجمهور تدخل القلب والعقل والبيوت من دون سفاهة وتفاهة واستدرار عواطف، لكنها في أدراج الانتظار.