كيف اختير فيلم «أخضر يابس» للمشاركة في مهرجان دبي؟

Ad

اختار القيمون على مهرجان دبي الفيلم من دون تردد بعد عرضه الأول في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، وهو أحد أقدم المهرجانات السينمائية الدولية. أعتبر نفسي محظوظاً بأنه كان أول عمل مصري يشارك في مسابقة «صناع الحاضر» منذ 69 عاماً، وهي إحدى المسابقات الرسمية في المهرجان.

ثمة أخبار متباينة عن تفضيلك عرضه في مهرجان دبي وليس القاهرة، ما ألحق انتقادات عدة بفريق العمل.

اعتذرنا عن عدم المشاركة في مهرجان القاهرة كي لا يتضرّر الفيلم تجارياً بوجود فارق زمني بين هذا العرض والعرض التجاري، إذ سيعتبره الجمهور قديماً نسبياً، مع قناعتي الشخصية بأن السينما لا تعترف بمكان العرض بقدر أهمية العمل. إدارة المهرجان بدورها تفهمت هذا الأمر لكننا تعرضنا لمزايدات عدة في وسائل الإعلام. كذلك لا ننسى أن «دبي السينمائي» جاء هذا العام ضمن أهم 10 مهرجانات سينمائية دولية بحسب مجلة «فاريتي» المتخصصة في السينما، وأن «القاهرة السينمائي» ضحى في دورته الأخيرة بـ«آخر أيام المدينة» وهو فيلم مهم، وربما تعرضنا للموقف نفسه لو أننا وافقنا على المشاركة.

العرض التجاري

هل ترى أن مشاركة الفيلم في مهرجانات دولية عدة تمنحه فرصة العرض الخارجي؟

ليست لدي مشكلة في التوزيع الخارجي، فالفيلم حظي برد فعل جيد في أوروبا ولدينا أكثر من فرصة للعرض في مدن أوروبية فيها جاليات عربية كبيرة، فضلاً عن أن طريقة تقديم «أخضر يابس» يفهمها الجميع. لكن ما يهمني العرض للجمهور المصري والعربي عموماً الذي يخاطبه العمل بلغته.

ماذا بالنسبة إلى العرض التجاري في مصر؟

قلق من سياسات التوزيع الداخلي. لا أطلب أكثر من تكافؤ الفرص مع بقية الأعمال السينمائية وألا يُذبح «أخضر يابس» تجارياً لأن الدعاية تتحكّم بمصير الأفلام في مصر، وثمة أعمال كثيرة في تاريخ السينما المصرية رُفعت سريعاً من الصالات رغم جودتها. أعطي مثالاً «عرق البلح» الذي ودّع دور العرض بعد أيام قليلة من طرحه بداعي أن الجمهور لا يجيد فهم اللهجة الصعيدية، رغم أن أعمالاً ناجحة درامياً وسينمائياً عدة تفيض بها.

لكن ربما يرى البعض أن اختلاف الفيلم عن نوعية السينما التجارية سيكون سبباً في عدم إقبال الجمهور عليه؟

أعتقد أن التفاهة استنفدت أغراضها. صحيح أن الجمهور بحاجة إلى الترفيه والضحك ولكن ليس بالضرورة أن يتحقق ذلك بأعمال تافهة، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة. بالنسبة إلى «أخضر يابس» فإنه يحمل مكاشفة مع الذات، ومراجعة لنفسنا ولا يحاكم أحداً بل يعري الشخصيات، وتقوم فكرته على السؤال ماذا ستفعل بعدما تكتشف عيوبك؟

الإنتاج

هل تخشى من الخسارة المادية عند طرح العمل تجارياً؟

الفيلم محدود التكلفة ومن الأعمال التي لا تخسر إنتاجياً، لكن ما يهمني أن يشاهده الجمهور، وهو الأمر الذي يشغلني راهناً.

هل واجهت مشاكل إنتاجية؟

الفيلم تمويل ذاتي بنسبة كبيرة. لم يدخل المنتج محمد حفظي شريكاً في الإنتاج إلا بالجزء الخاص بالمكساج والألوان وغيرها من تفاصيل فنية مرتبطة بمرحلة ما بعد التصوير، ذات التكلفة المالية الكبيرة. ورغم عروض عدة من شركات إنتاجية أخرى فضلت التعاون معه كونه صاحب رؤية مختلفة ودم جديد في هذه الصناعة، وهو ليس منتجاً يقدم أفلاماً جديدة فحسب، بل أيضاً سيناريست ولديه رؤية سينمائية يطمح إلى تقديمها.

ألم تقلق من أن يتوقف الفيلم بسبب تعثر الاتفاق على منتج بعد الانتهاء من تصويره؟

على الإطلاق. كانت لدي قناعة تامة بأننا سننتهي منه تحت أية ظروف، وهي اللغة التي تحدثت بها مع كل الذين ساهموا معي في الفيلم. إنها تجربتي الأولى وعملت بحماسة شديدة لإتمامها ولم أرغب في اللجوء إلى أي تمويل من صناديق التنمية لأن ذلك قد يجعلني أضطر إلى التقارب مع فكر الجهة الممولة، فيما أردت أن أقدّم المشروع بطريقتي ووجهة نظري.

اسم الفيلم

يرى البعض أن «أخضر يابس» ليس اسماً تجارياً. يقول محمد حماد في هذا المجال إن اسم الفيلم ليس غريباً، لكنه أيضاً ليس تجارياً بالنسبة إلى الأفلام السائدة خلال الفترة الراهنة.

ويتابع: «لم يزعجني هذا الأمر لأن السينما المصرية على مدار تاريخها شهدت أفلاماً عدة تحمل أسماء غير تجارية، لكنها ناجحة مثل «أنف وثلاث عيون» وغيرها، فضلاً عن أن «أخضر يابس» مفهوم وليس غامضاً».