تؤدي أصوات الشخصيات والأغاني في «مشبك شعر» كوكبة من ألمع فناني مصر، من بينهم الفنانان الراحلان سامي العدل وأحمد راتب، وريهام عبد الغفور، وإيناس مكي، ولطفي لبيب، وأحمد صلاح السعدني، وبيومي فؤاد، وسامي مغاوري، وعادل هاشم، وضياء الميرغني، وعهدي صادق. كتب السيناريو والحوار طارق مندور، وتولى الإخراج عطية عادل خيري، والغرافيك والرسوم المتحركة المتميزة ابنة نجم الكوميديا الراحل عادل خيري، والإنتاج شركة A Plus Cartoon، بدعم من وزارة الثقافة المصرية.

فكرة الفيلم مستوحاة من أحد نصوص الأدب المصري القديم، وتضمّ خمس قصص تتناول الأعاجيب التي يقوم بها الكهنة، مأخوذة عن بردية «وستكار» حول اختفاء الأمير «حور» أحد أشقاء الفرعون «سنفرو» من خلال مكيدة قام بها «ست» مع أفراد معبده والأميرة «تيموتي» وخادمها الثعبان «هيش».

Ad

في المقابل، نجد جانباً خيراً في الفيلم يتمثّل بأخت «تيموتي» غير الشقيقة الأميرة «تاينفر» ومعها صديقتها «كا»، والصقر الشجاع «حورس» الذي يحبط المؤامرة على الملك ويعيد الأمير المسحور الذي يتزوج في النهاية الأميرة الطيبة.

يبرز الفيلم أهمية القيم السامية كالتواضع والعدل والرحمة والولاء، في مقابل بشاعة المؤامرات الشريرة والخيانة والغرور والبطش، ويتضمن عدداً من الأغاني والرقصات، وهو حصل على جائزة «أفضل فيلم رسوم متحركة» في المهرجان القومي للسينما بمصر.

آراء

أكّدت المخرجة عطية عادل خيري سعادتها بالعمل الذي لاقى حفاوة كبيرة في الفعاليات التي شارك فيها، مشيرة إلى أن السيناريست طارق مندور قدّم لها سيناريو جديراً بالاحترام وأنهما تحملا المشقة إذ ظهر الفيلم إلى النور بعد فترة طويلة من كتابته نظراً إلى أن أعمال التحريك تحتاج إلى مجهود ووقت كبيرين.

قالت خيري: «لفن التحريك المصري تاريخ طويل، والمصريون رواد على مستوى العالم العربي في هذا المجال، وثمة تجارب مصرية كثيرة لكنها للأسف محاولات فردية لا تأتي أبداً في إطار خطة ممنهجة تتبناها الدولة أو الحكومة»، مشددة على أهمية أن نعمل بسرعة على تنمية هذا النوع من الفنون التي بإمكانها أن تضخ لنا أموالاً كثيرة، بالإضافة إلى مساهمتها في تنمية وعي الأطفال وعدم تركهم فريسة لأفلام الكارتون الأجنبية.

السيناريست طارق مندور أكّد بدوره أنه كتب سيناريو الفيلم وأغانيه لولعه الشديد بالحضارة المصرية، مشيراً إلى أنه أراد تبسيط وتيسير تراث مصر الحضاري العظيم وتقديمه في ثوب عصري يتناسب مع جيل اليوم، وأنه انتظر فترة طويلة حتى عثر على منتج لهذا العمل والتقى بالمخرجة الكبيرة عطية عادل خيري.

وتابع مندور: «رغم ضيقي من عدم ذكر اسم مؤلف الفيلم أو كاتب الأغاني بشكل جيد، فإن ثمة أموراً كثيرة أسعدتني أولها موافقة النجوم الكبار على العمل معنا. كذلك فرحت بالحصول على دعم من وزارة الثقافة، فضلاً عن أننا حصدنا جائزة من المهرجان القومي للسينما»، موضحاً أن كتابة السيناريو بالعامية كانت لإيصال الفكرة إلى المصريين بشكل سلس وسهل.

الفنان الكبير عهدي صادق أكّد أنه قرر المشاركة في الفيلم بصوته بمجرد أن عرضت عليه الفكرة، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بهذا النوع من الفن المعقد والصعب والمكلف الذي يحتاج إلى عدد كبير من رسامي ومتخصصي التحريك والغرافيك، وأضاف أن لهذه الأفلام جمهوراً كبيراً سواء من الأطفال أو الشباب.

رأى صادق أن الفيلم شكّل فرصة كبيرة للعودة إلى أعمال الأطفال، مشيراً إلى أن أحد أهم العوائق التي تواجه صناعة الرسوم المتحركة في مصر هو التمويل اللازم للإنتاج فنحن لدينا الفنانين والخبرة لكن تواجهنا أزمة الميزاني غالباً، مشدداً على أن قصة الفيلم شيقة وأنه يستحق الجوائز فعلاً.