غارات واشتباكات في دمشق وحلب... وانفجارات بطرطوس

• هدوء بوادي بردى في ثالث أيام وقف النار
• مجلس الأمن اكتفى بالعلم بخطة روسيا وتركيا

نشر في 02-01-2017
آخر تحديث 02-01-2017 | 00:04
سوري يلتقط صورة لنجليه مع رجال يرتدون ملابس سانتا كلوز في حي العزيزية بحلب أمس الأول (أ ف ب)
سوري يلتقط صورة لنجليه مع رجال يرتدون ملابس سانتا كلوز في حي العزيزية بحلب أمس الأول (أ ف ب)
غداة تقديم مجلس الأمن دعماً خجولاً للخطة الروسية التركية لوقف إطلاق النار في سورية، واكتفائه بأخذ العلم بها دون المصادقة على تفاصيلها، دخلت هدنة سورية يومها الثالث بغارات واشتباكات دون الوصول إلى حد تهديد صمودها بشكل عام.
في يومه الثالث، تمكن اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، من الصمود بشكل عام أمس أمام اشتباكات على مستوى منخفض في بعض المناطق، وتحليق مكثف لطائرات النظام، وتوجيه عدة ضربات خصوصاً في ريف حلب الجنوبي.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن قوات النظام تقدمت أيضاً خلال الليل في الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق، وسيطرت على عشر مزارع قرب بلدة دوما.

وأفاد المرصد بمقتل 15 بينهم طفلان منذ سريان الهدنة، موضحاً أن أربعة مدنيين قتلوا في أطراف مدينة دوما، وطفلان في قصف مدفعي لقوات النظام على بلدة كفر داعل في ريف حلب الغربي، بالإضافة إلى تسعة مقاتلين في غوطة دمشق الشرقية وريف دمشق ودرعا.

وأشار المرصد، الذي أحصى مع نهاية العام مقتل نحو ستين ألف شخص، بينهم 13617 مدنياً خلال عام 2016، إلى أن عدة انفجارات هزَّت عند منتصف ليل السبت- الأحد، منطقة الكورنيش البحري في مدينة طرطوس، ناجمة عن تفجير آلية مفخخة وتفجير شخصين على الأقل نفسيهما بأحزمة ناسفة قرب المقر القديم لفرع حزب البعث العربي الاشتراكي، قتل على إثرها عنصران على الأقل من قوات النظام ومنفذي التفجيرات، وعدد من الجرحى.

إيران والفصائل

بدورها، أكدت وكالة أنباء «فارس» عن مقتل العميد غلام علي قلي زادة، أحد قادة الحرس الثوري الإيراني في سورية، موضحة أن زادة «كان في سورية في إطار المهام الاستشارية للحرس الثوري في مكافحة الجماعات الإرهابية».

ولم تنفذ فصائل المعارضة تهديدات بالتخلي عن الهدنة بالكامل، بعد توقف قوات الرئيس بشار الأسد والميليشيات الموالية لها عن القصف، وشن ضربات جوية على منطقة وادي بردى، التي تعد مصدر المياه الرئيسي للعاصمة.

وساد الهدوء في مناطق أخرى. وقال محمد رشيد، المتحدث باسم جماعة «جيش النصر» الناشطة في محافظة حماة، إن المنطقة اتسمت بالهدوء في أغلب الأماكن.

مجلس الأمن

وفي وقت سابق، أصدر مجلس الأمن، أمس الأول، قراراً بالإجماع يدعم الخطة الروسية التركية لوقف إطلاق النار، والدخول في مفاوضات لحل النزاع، لكنه لم يصادق على تفاصيل الخطة، في حين لاتزال الهدنة صامدة رغم خروقات محدودة.

ونص القرار، الذي تم تبنيه، إثر مشاورات مغلقة، على أن المجلس «يرحب ويدعم جهود روسيا وتركيا لوضع حد للعنف في سورية، والبدء بعملية سياسية لتسوية النزاع»، مكتفياً «بأخذ العلم» بالاتفاق الذي قدمه البلدان في 29 ديسمبر، ومذكراً بضرورة تطبيق «كل قرارات» الأمم المتحدة ذات الصلة.

وصنف القرار المفاوضات المقررة في أستانا في يناير «مرحلة أساسية، استعداداً لاستئناف المفاوضات (بين النظام والمعارضة) برعاية الأمم المتحدة» في الثامن من فبراير 2017 في جنيف.

وأسف سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لعدم إبلاغهم بعض تفاصيل الاتفاق الروسي- التركي مثل اللائحة الكاملة للمجموعات المسلحة المعنية بوقف إطلاق النار.

لكن نظيرهم الروسي فيتالي تشوركين اتهمهم بـ»تعقيد الأمور، والسعي إلى زرع الشكوك، واستعادة شعارات من زمن آخر». وقال: «فلنعمل معاً للتوصل في 2017 إلى تسوية سياسية للازمة في سورية».

تعديل روسي

وحيال تردد العديد من أعضاء مجلس الأمن، عدلت روسيا بشكل كبير نص مشروعها الأول، الذي طلب أن «يصادق المجلس على الوثائق التي وضعت بوساطة روسيا وتركيا في 29 ديسمبر، وأن يتم تطبيقها بشكل كامل وفوري»، مع الإشارة في شكل مقتضب الى دور الأمم المتحدة.

وقف النار

وبينما عبرت فرنسا عن «أملها» بـ»احترام كامل» لوقف اطلاق النار، داعية الى استئناف سريع «للمفاوضات السياسية برعاية الأمم المتحدة»، بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس استمرار التنسيق العسكري في سورية، بحسب ما أعلن مكتب نتنياهو.

وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار، الذي سيمهد لمفاوضات السلام المقررة نهاية يناير في كازاخستان برعاية موسكو وطهران وتركيا، منتصف ليل الخميس- الجمعة، مستثنياً تنظيم «داعش» ووحدات الحماية الكردية وجبهة «فتح الشام»، التي من الصعب جداً تحييدها وتثبيت الهدنة بسبب وجودها ضمن تحالفات مع فصائل أخرى في مناطق عدة، لاسيما في محافظة إدلب، المعقل الأساسي المتبقي للمعارضة بعد سقوط حلب مؤخراً.

دمشق واللاذقية تستقبلان العام الجديد بالرصاص

اشتعلت سماء العاصمة السورية دمشق ومدن عدة على الساحل السوري ليلة رأس السنة، بأضواء مختلف أنواع الرصاص، والقذائف الخطاطة، احتفالاً بقدوم العام الجديد.

وفي الوقت الذي تحتفل فيه أغلب مدن العالم بإطلالة العام الجديد بإطلاق الألعاب النارية، جاء الرصاص الحي بمختلف عياراته ليضيء الليل السوري.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي إطلاقا كثيفا للرصاص بشكل غير طبيعي، خصوصا في مدينتي دمشق واللاذقية.

وأثارت هذه الظاهرة ردود فعل متباينة أغلبها يندد بهذه الظاهرة الغريبة التي ازدادت في السنوات الأخيرة مع انتشار السلاح بشكل كبير، والتي خلفت الكثير من الضحايا والإصابات والأضرار المادية.

إيران تخسر قيادياً بالحرس الثوري ونتنياهو وبوتين يبحثان التنسيق العسكري
back to top