واصل تنظيم داعش الإرهابي هجماته على مناطق آمنة في بغداد وأماكن أخرى، لليوم الثالث على التوالي، حيث قتل 35 شخصاً على الأقل وأصيب 67 آخرين بجروح أمس، في تفجير نفذه انتحاري يقود سيارة مفخخة في مدينة الصدر شمال شرق بغداد.واستهدف التفجير تجمعاً لعمال عند مدخل المدينة التي تتعرض بشكل مستمر إلى تفجيرات دامية، في وقت يقوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بزيارة لبغداد.
وبينما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، مؤكدا في بيان نشرته وكالة «أعماق»، أنه استهدف تجمعا للشيعة في مدينة الصدر، أعلنت قيادة عمليات بغداد، وقوع انفجارين جديدين باستخدام سيارتين مفخختين شرقي بغداد.وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن إن سيارة مفخخة انفجرت قرب مستشفى الكندي، في حين انفجرت الثانية قرب مستشفى الجوادر في مدينة الصدر القريبة، مشيرا إلى أن الانفجارين أسفرا عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين بدون تحديد عددهم.وفي مؤتمر صحافي مع الرئيس هولاند ببغداد، دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الحيطة والحذر على خلفية التفجير، مؤكداً أن «أذناب داعش سيحاولون ضرب العمق المدني للعراقيين، وأن خطر الإرهاب يداهم العراق ولا يهدده وحده بل المنطقة بأجمعها».وبيّن العبادي أن «التحالف الدولي ليس له قوات قتالية على الأرض، ودوره يقتصر على إسناد القوات العراقية»، مشددا على أن «الحديث عن وجود قوات قتالية دولية على الأرض كذب».وأشار إلى «أننا نواجه منظمة إرهابية عالمية، والتعاون الاستخباري مع فرنسا والدول الأخرى أمر ضروري للقضاء على مخططاتها الإجرامية»، لافتا إلى أن «العراق يتعاون مع الدول الصديقة لتوفير المعلومات الاستخبارية حول وجود الإرهابيين في بلدانهم».
هولاند
من جهته، قال الرئيس الفرنسي: «أعبر عن تضامني مع الشعب العراقي في حربه ضد الإرهاب والتقدم الذي تحقق ضد داعش»، مؤكدا وقوف فرنسا إلى جانب العراق في القضاء على الإرهاب من خلال دعمه الجوي وبطاريات المدفعية والتدريب.وأضاف: «نعمل على حماية المدنيين في الموصل، لأننا نريد تحرير المدينة واحترام حقوق الإنسان»، مضيفا أن «فرنسا ستذهب الى نهاية العملية ضد داعش في العراق وسورية، وسنربح الحرب».ورأى أن «المعركة في الموصل ستربحها القوات العراقية خلال أسابيع، وستتم السيطرة على الموصل، وعلينا تعزيز التعاون مع العراق»، مضيفا أن «هناك عددا من الإرهابيين الفرنسيين ضمن داعش يقاتلون في العراق وسورية، ونحن نقاتلهم مع الآخرين أيا كانت جنسيتهم لأنهم شنوا الحرب علينا».بعد ذلك، توجه هولاند إلى مدينة أربيل، وكان في استقباله رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني، وقام بتفقد الجنود الفرنسيين الموجودين هناك للمشاركة في حرب «داعش».تحرير مناطق
على صعيد متصل، أعلنت قوات مكافحة الإرهاب، أمس، سيطرتها على منطقة الكرامة في الجانب الشرقي من مدينة الموصل بعدما كبدت التنظيم خسائر بالأرواح والمعدات.وقال قائد العمليات المشتركة طالب الكناني: «لم يبق إلا خطوات قليلة ويتم تحرير الجانب الأيسر»، لافتا الى تحرير المزيد من الأحياء في هذا الجانب وتقدم القوات باتجاه الساحل الأيمن. وأوضح الكناني أن الخطة المرسومة لتحرير الموصل تطبق بشكل دقيق بالتعاون والتنسيق مع القوات الأمنية الأخرى، موضحا أن نسبة سيطرة القوات العراقية على الجانب الشرقي للمدينة وصلت إلى نحو 60 في المئة.صلاح الدين
إلى ذلك، قال مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، إن «عناصر داعش أحرزوا تقدماً من جهة جبل مكحول والقوات تنسحب من مواقعها والقصف بدأ يصل إلى مصفى بيجي، وإن القوات شرعت بإرسال تعزيزات إلى محاور الهجوم، وأغلقت طريق بيجي- موصل بوجه حركة العجلات». وأضاف أن «التنظيم بدأ إرسال تعزيزات من الحويحة جنوب غرب كركوك، إلى محاور القتال شمالي بيجي تضم مقاتلين وأسلحة وأعتدة».وكان التنظيم قد هاجم في وقت سابق أمس نقاطا للشرطة من محورين في طريق الشرقاط ومفرق الزوية شمالي بيجي، وتمكن من السيطرة على نقطتين للشرطة، واستولى على أسلحة متنوعة، وانسحبت معظم عناصر الأمن بعد مقتل اثنين منهم وإصابة آخرين بجروح.تفريق تظاهرة
في سياق آخر، تظاهر العشرات من الصحافيين والإعلاميين والناشطين العراقيين قرب المنطقة الخضراء وسط بغداد أمس، مطالبين بمعرفة مصير زميلتهم الصحافية أفراح شوقي التي خطفت من منزلها الأسبوع الماضي. وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن القوات الأمنية الموجودة قرب المنطقة الخضراء فرقت المتظاهرين واعتدت بالضرب عليهم، مما تسبب في إصابة ثلاثة منهم بجروح خطيرة نقلوا على إثرها الى المستشفى.وحمل المرصد الحكومة العراقية مسؤولية ما حدث للمتظاهرين، مطالبا القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بفتح تحقيق جديد بالحادث.