مايا زنكول: بيروت لا تقلّ سحراً عن نيويورك وكتابي احتفاءٌ بها
• أطلقت كتابها الجديد «بيروت - نيويورك» عن التشابه بين المدينتين
كاتبة وفنانة تشيكلية لبنانية مؤسسة «استديو مايا زنكول للتصميم» منذ عام 2009 وشركة «ويزنغ» wezank منذ عام 2013. عرفت زنكول برسومها الفكاهية الكاريكاتيرية التي كانت تنشرها في مدونتها وكتبها والمعروفة باسم «أمالغام» Amalgam. هي عضوة في الجمعية الدولية للمصممين في لندن ونالت جائزة سعيد عقل للابداع في عام 2005. غالباً ما تصدر كتباً تصف الحياة اليومية اللبنانية وتنتقد بعض المفاهيم الاجتماعية. آخر أعمالها كتاب «بيروت- نيويورك»، وهي تنقل فيه أوجه الشبه بين المدينتين. «الجريدة» التقتها في بيروت فدار هذا الحوار حول أعمالها وآخر نشاطاتها.
متى اكتشفت موهبة الرسم لديك وكيف نميتِها؟كنت أحب الرسم منذ صغري، وقد نمت محبتي له في سنواتي الجامعية حيث تخصصت في التصميم الغرافيكي. بلغت هذه المحبة ذروتها حين بدأت المدونة الخاصة بي في العام 2009 ، فكنت أشارك الجمهور قصصي المرسومة الساخرة عبر شبكة الإنترنت ونالت تلك القصص نجاحاً كبيراً.
وكيف خطرت لك فكرة تأليف كتاب يرسم أوجه الشبه بين بيروت ونيويورك؟كنت قد سافرت الى نيويورك في عطلة وبعدما عدت بدأت أشعر بحنين كبير إلى هذه المدينة الساحرة. رحت أتذكر كل بقعة فيها وأشتاق إليها بشكل شديد. لذا بدأت أرى الأشياء الجميلة في بيروت لكي أرفه عن نفسي قليلاً. قلت في قرارة نفسي: لماذا أحن الى نيويورك لهذه الدرجة وثمة أكثر من وجه واحد للشبه بين هذه المدينة الرائعة وموطن رأسي بيروت. لاحظت أوجه الشبه هذه بنفسي لذا بدأت أدوّن جانباً مما شاهدته من تشابه إلى أن أصبح لدي ما يكفي لصنع كتيب منها. وأين أوجه الشبه هذه في مدينتين مختلفتين؟قد يفاجأ المرء إن قلت له إنني وجدت الكثير من أوجه الشبه بين المدينتين، ولكنني اخترت التركيز على أربعين منها تحديداً. باختصار إن التشابه بين المدينتين كبير من حيث الطاقة والحيوية البشرية التي تسجل فيهما. يكفي أن نلاحظ التشابه بين مدينة شعبية مثل «برج حمود» في لبنان ومدينة «تشاينا تاون» الصينية مثلاً، هذا إن أردنا إعطاء مثل بسيط عن الموضوع. بيروت لا تقل سحراً عن نيويورك وكتابي الأخير احتفاء بها.ما هي الصعوبات التي واجهتها أثناء تأليف الكتاب؟لم أواجه صعوبة تذكر. لعل التحدي الأساسي بالنسبة إلي كان في ضرورة إثارة الفضول حول المدينتين لدى من يجهلهما. كان علي أن أسترعي انتباه الجمهور إليهما والى أوجه الشبه الكامنة بينهما، لذلك قررت أن أضيف مقطعاً في نهاية الكتاب لشرح التشابه بين الصورتين بشكل تفصيلي.وما هي الرسالة التي توجهينها من خلال كتاب من هذا النوع؟أهم رسالة هي في أنّ بيروت لا تحظى بالاهتمام الكافي على غرار مدينة نيويورك. بيروت مظلومة فعلاً لأنها جديرة بكل اهتمام ولكنها لا تحظى بفرصة لذلك، بالتالي أردت أن أعطيها ما تستحقه من ضوء لأنها لا تقل سحراً عن نيويورك. أما الفكرة الثانية التي وددت إيصالها فهي أنّ المدن اليوم باتت متشابهة إلى حد بعيد فأينما سافرت وجدت أوجه شبه ونقاطاً مشتركة. هل تفكرين بإصدار سلسلة شبيهة بما فعلته مع بيروت مع مدن أخرى، نيويورك الكويت مثلاً؟ أو نيويورك- دبي؟لقد مرت الفكرة في بالي ولكنني لا أخطط لأمر من هذا القبيل في الوقت الحالي. من يدري ربما في المستقبل. نظمت يوماً للتوقيع في بيروت، هل تفكرين في إطلاق يوم مشابه في أي مكان آخر من العالم العربي؟اخترت التوقيع في متحف سرسق اللبناني ولا خطط للتوقيع في أي بلد عربي آخر حتى الآن.
صعوبات وتسويق
ما هي الصعوبات التي واجهتها في تسويق كتاب رسوم من هذا النوع؟ وما الفارق هنا مع أنواع أخرى من الكتب؟أعتقد أن جمهور هذا النوع من الكتب أكبر بكثير من الكتب التقليدية، فلا أحد مضطراً إلى معرفة القراءة مثلاً لمطالعة الكتاب هذا، يكفي أن ينظر إلى الصور ليولد لديه الاحساس نفسه الذي تنتجه الكتب التقليدية. أما الصعوبة فهي في عدم إعطائه طابعاً طفولياً فهو غالباً ما يعتبر للأطفال مع أنه ليس كذلك. لاحظنا أن الكتاب لا يحمل اسم دار للنشر هل تتولين النشر بنفسك؟ نعم وهذا ثالث إصدار لي شخصياً أتولى نشره. حين عرضت الموضوع على دور للنشر اعتبروا أن كتبي لن تباع لأنها مجرد رسوم، لذا قررت تولي النشر شخصياً وحين نالت كتبي نجاحاً منقطع النظير من حيث المبيع قررت المضي بهذا التحدي بنفسي.كيف يتلقى الناس رسومك المنتقدة للأوضاع في لبنان؟بكل رحابة صدر. فأنا لسان حالهم وغالباً ما يقول لي الناس إن رسومي تجعلهم ينظرون إلى الأمور السلبية بإيجابية أكبر.العامية اللبنانية وهموم الناس
حول إمكان أن يكون لها دور في التغيير في المجتمع اللبناني كامرأة وكمؤلفة أم أن عما يدور في داخلها فقط لا غير، تجيب: أنا شخصيا أعبر عن أفكاري وآمل أن تؤدي إلى تغيير ما نحو الأفضل. وحول اختيار العامية اللبنانية في مؤلفاتها توضح: «معظم أعمالي إما بالانكليزية أو بالعربية، وذلك لأنني أود أن أكون «حقيقية» فأنا أتحدّث عن هموم الناس بلغتهم، وفي هذا المجال الغلبة للعامية وليس للغة الفصحى. وهذا قرار أتخذته عن قناعة طبعاً».
بيروت مظلومة فعلاً لأنها جديرة بكل اهتمام لكنها لا تحظى بفرصة لذلك
غالباً ما يقول لي الناس إن رسومي تجعلهم ينظرون إلى الأمور السلبية بإيجابية أكبر
غالباً ما يقول لي الناس إن رسومي تجعلهم ينظرون إلى الأمور السلبية بإيجابية أكبر