أكد استشاري الجراحة العامة ومناظير الجهاز الهضمي في مستشفى دار الشفاء د.عبدالله الحداد ازدياد معدل الإصابة بسرطان القولون في الكويت، خصوصاً بين الشباب.

وقال د. الحداد، لـ "الجريدة"، إن الدراسات الطبية الحديثة أثبتت وجود علاقة بين السمنة وأمراض القولون، حيث إن السمنة المفرطة منتشرة بكثرة في المجتمع الكويتي، خصوصاً بين الأطفال.

Ad

وأضاف أن مرضى كثيرين يستفيدون من مشروع التأمين الصحي على المتقاعدين "عافية" خصوصاً بين أقسام العيون والجراحة والباطنية.

وشدد على أهمية التوعية بالوقاية من أمراض القولون، حيث إن اكتشاف المرض في مراحله الأولى "اللحميات" يعني شفاء المريض تماماً، مشدداً على أهمية التوعية بالمرض وأعراضه وطرق علاجه.

وأوضح أن ممارسة الرياضة تساعد بشكل فعال في الوقاية من المرض وعلاجه، حيث، إن هناك علاقة وطيدة بين ممارسة الرياضة وبين تحسن وظائف الجهاز الهضمي.

وحول أسباب الإصابة، أكد الحداد أنها غير معروفة بشكل دقيق، لأنها متعددة فقد تكون وراثية، أو غير وراثية، وقد تعود الإصابة لسبب الإصابة بأمراض معينة مثل التهابات القولون باستمرار، لأن هؤلاء المرضى تكون نسبة واحتمال إصابتهم بسرطان القولون أعلى من غيرهم.

أحدث الأجهزة

وذكر أن مستشفى دار الشفاء يضم أحدث الأجهزة والمعدات الطبية للتشخيص والعلاج، مبيناً أن سرطان القولون والمستقيم يتصدر أنواع السرطانات التي تصيب الذكور الكويتيين في منتصف العمر، حيث يأتي أولاً، ثم سرطان البروستاتا والرئة، في حين يعد الثاني بين النساء الكويتيات بعد سرطان الثدي.

وحول ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم خلال الآونة الأخيرة، قال د. عبدالله الحداد، إن نسبة انتشار سرطان القولون والمستقيم أصبح أعلى من السابق، لذلك لابد من التوعية ومحاولة تدارك الأمر، من خلال الفحوصات والتشخيص المبكر، خصوصاً إن كانت هناك أعراض يشكو منها المريض مثل آلام بالبطن مصحوبة بالخروج، أو كان المريض يعاني مشكلات في الجهاز الهضمي، أو يعاني من دم مصاحب للخروج، كذلك إن كان يعاني من تغيرات بالوزن، أو عسر هضم، خصوصاً إن كان المريض متقدماً في العمر أو تجاوز الخمسين من عمره، لهذا فإننا ننصح بضرورة إجراء منظار القولون بعد سن الخمسين، وفي حال كان العمر أقل من الخمسين ننصح بإجرائه حال وجود عوامل أخرى مثل الوراثة.

وأضاف أنه رصد كثيراً من الحالات والإصابات في أعمار أقل من المعدل المعتاد، فقد شخّص حالة سرطان لمريض في منتصف الثلاثين من العمر، بأنه مصاب بسرطان القولون ويحتاج إلى إجراء جراحة.

التغذية الصحية

وشدد على أن التغذية الصحية تلعب دوراً مهماً في الوقاية من الإصابة بالمرض، مبيناً أن تناول الألياف يساعد الأمعاء في أداء وظائفها، كما أن تناول الفواكه والخضار أيضاً مفيد لصحة الجهاز الهضمي.

وقال د. الحداد، إن اتباع أسلوب تغذية غير صحي من أكثر السلوكيات التي لها تأثير سلبي على صحة الأمعاء، مثل الإكثار من الوجبات السريعة والأطعمة المحتوية على مواد كيميائية وخصوصاً النترات، إضافة إلى الاغذية المشبعة بالدهون والمواد الكيميائية، التي تقضي مدة أطول في الأمعاء وتحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل النترات، التي تتفاعل مع بطانة القولون وتسبب التهاب الغشاء وبالتالي تتكون النتوءات واللحميات وجميعها يؤدي مع مرور الوقت إلى تكون الأورام الخبيثة، مشيراً إلى أن قلة تناول الألياف من العوامل المساعدة للمرض.

وشدد على أهمية تناول الخضراوات والفاكهة والبقوليات لأنها تحتوي على ألياف نباتية مهمة لصحة الهضم، كما أنها تساعد في تنظيف القولون وتحسين نشاط وحركة الأمعاء.

فحص القولون

وأشار د.عبد الله الحداد إلى أنه ينصح بإجراء فحص القولون مع بلوغ عمر الأربعين، عبر فحص عينة من البراز لاكتشاف وجود أي دم فيه، مع تكرار هذا الفحص كل سنتين، وفي حال كان البراز خالياً من الدم فلا يقترح على الشخص الخضوع لفحص منظار القولون في سن مبكرة.

وشدد على أن نسبة النجاح والشفاء من سرطان القولون تعتمد على توقيت اكتشافه وخطة علاج، فلو اكتشف السرطان وعولج خلال المرحلة الأولى، تصل نسبة الشفاء إلى أكثر من 90 في المئة، بينما تقل هذه النسبة كلما تأخر اكتشاف الحالة وتقدمت مرحلتها، خصوصاً لو صاحبها انتشار للخلايا الورمية في الجسم.