«مُولد» الشرق الأوسط الجديد!
الروس، ومنذ عهد الاتحاد السوفياتي، نجحوا عندما ساندوا ودعموا الحركات السياسية العربية ضد أنظمتها، في حين خذل الأميركيون والبريطانيون هذه الأنظمة الموالية لهم فسقطت الواحدة تلو الأخرى، واليوم الروس يصمدون في دعم الأنظمة الحليفة لهم في حين ترك الغرب حلفاءه من التيارات والفصائل المناوئة لحكوماتها.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
الروس بذلك كانوا أكثر وفاءً لحلفائهم لكن الولايات المتحدة وحلفاءها باعوا أصدقاءهم وتركوهم بين ليلة وضحاها في كماشة حلب التي سجلت بداية النهاية للحرب السورية، وبوتين كان أكثر ذكاءً وفطنة واستشرافاً للمستقبل من عتاة خبراء الاستراتيجية الغربية، فالرئيس الروسي قرأ مؤشرات الرأي العام الأميركي والأوروبي بشكل أفضل من قادة هذه الدول، فراهن على المد اليميني القادم الذي من شأنه أن يتحول إلى أحجار الدومينو تباعاً بعدما سقط أول حجر مع فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فقرر أن ينهي المعركة العسكرية سريعاً ليتفرغ إلى الترتيبات السياسية في وقت لاحق من السنة الجديدة.حتى في الترتيبات السياسية نجح بوتين في إحداث اختراق سريع ومهم من خلال إعلان وقف إطلاق النار وتوثيقه بقرار من مجلس الأمن، وذلك من خلال التفاوض المباشر في حلقة رباعية صغيرة جداً اقتصرت على تركيا وإيران، ونجح في اصطياد معظم الفصائل المسلحة عبر الشبكة التركية، تاركاً «النصرة» و»داعش» بظهر مكشوف تماماً.عجيب أمر التاريخ فعلاً، فالروس ومنذ عهد الاتحاد السوفياتي، نجحوا عندما ساندوا ودعموا الحركات السياسية العربية ضد أنظمتها، في حين خذل الأميركيون والبريطانيون هذه الأنظمة الموالية لهم فسقطت الواحدة تلو الأخرى، واليوم الروس يصمدون في دعم الأنظمة الحليفة لهم في حين ترك الغرب حلفاءه من التيارات والفصائل المناوئة لحكوماتها، فخرجوا جميعاً من «مولد» الشرق الأوسط بلا حمص!