على وقع استئناف النظام السوري عملياته في ريف دمشق بعد توقف استمر ساعات، أعلنت القوات المسلحة التركية، في بيان أمس، أن طائرات حربية تركية وروسية شنت غارات جوية على مواقع وأهداف لتنظيم "داعش في مدينة" الباب ومحيطها بريف محافظة حلب، موضحة أن راجمات صواريخ ودبابات ومدفعية تركية استهدفت 103 مواقع في المنطقة المذكورة.

وأشار البيان إلى أن طائرات تركية أغارت على ثمانية مواقع للتنظيم في الباب وبلدتي بزاغة وتادف، بينما دمرت نظيراتها الروسية أهدافاً في قرية دير قاق التي تبعد ثمانية كيلومترات جنوب غربي الباب، مؤكدة أن القصف الجوي والبري أسفر عن مقتل 22 من "داعش".

Ad

في موازاة ذلك، تلقى ثلاثة طيارين فرنسيين قبل إقلاع طائراتهم "الرفال" من الأردن لتنفيذ ضربات على مواقع التنظيم في مدينة تدمر الأثرية بمحافظة حمص، آخر تعليمات المهمة، وأبرزها الحذر من "الصواريخ أرض-جو" و"عدم التحليق في هذا القطاع بسبب الدفاعات الجوية الروسية".

وفي عرض أخير أمام خرائط معلقة على الحائط راجع الطيارون الثلاثة كل المخاطر المحتملة لمهمتهم من التهديدات المعادية إلى المشاكل التقنية المحتملة.

في اليوم الأول من السنة الجديدة، اتجهت مقاتلتا "رافال" شمالاً إلى ثلاث مدن باتت مرادفاً للتنظيم في سورية هي الرقة ودير الزور وتدمر، المدينة التاريخية التي استولى عليها أخيراً من أيدي قوات النظام السورية.

وستركز المقاتلتان على مخابئ تحت الأرض وعلى أي تحرك محتمل لمقاتلي التنظيم على الأرض.

وقال الطيار الملقب بـ"تيتي"، لوكالة فرانس برس، "سنتجه إلى سورية في مهمة استخبارية، وقد نشن ضربة". وحذر ضابط فرنسي الطيارين الثلاثة بأنه "ربما لديهم مدفعية أرض-جو" في تدمر.

ووفق مصدر فرنسي، فإن "داعش" استولى في المدينة الأثرية على عشرات الآليات وترسانة كبيرة، بما في ذلك منظومة دفاع جوي تحمل صواريخ يمكنها إسقاط الطائرات.

في غضون ذلك، جدد نظام الأسد استهدافه لوادي بردى بريف دمشق بعد توقف لساعات نتيجة الضغوط الروسية، فيما تحاول ميليشياته اقتحام المنطقة بشكل متواصل.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومع استئناف غارات النظام فر مئات المدنيين وسط حالة ذعر تسود المنطقة، وطالب المجلس المحلي لمنطقة المرج بريف دمشق روسيا بالتدخل العاجل لوضع حد لخروقات النظام وتقدم ميليشياته رغم أن اتفاق الهدنة يلزم الأطراف بعدم كسب أراض جديدة، مطالباً الأمم المتحدة بإرسال مراقبين للإشراف على وقف إطلاق النار.

وبينما هددت الفصائل المعارضة بالتخلي عن اتفاق الهدنة إذا لم تستخدم موسكو نفوذها لوقف الهجمات، دعت فرنسا، أمس، روسيا للكف عن المشاركة في العمليات العسكرية القاتلة في سورية واحترام وقف إطلاق النار.

وقال رئيس الوزراء برنار كازنوف: "نأمل أن تستمر المحادثات بين القوى السورية حتى يتماسك وقف إطلاق النار".

وفي طهران، وصف المدير العام لدائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الإيرانية محمد إيراني زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأنها أتت في الوقت والظروف المناسبة، ولفت في حديث تلفزيوني إلى لأنه "خاصة بعد التغيرات التي حصلت في ساحة حلب خلال الشهر الماضي فإن الظروف الجديدة وتوجه التطورات في الميدان نحو تبادل الآراء من أجل العثور على حل سياسي في سورية قد حتمت أن تتجه الأمور نحو مصالح الشعب والحكومة، ومن الطبيعي أن يتشاور أصدقاؤنا في سوريا مع المسؤولين الإيرانيين كان دوماً محل ترحيب لدى الجانب الإيراني.