علمت «الجريدة»، من مصادر مطلعة في وزارة الخارجية الإيرانية، أن الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية السورية وليد المعلم، ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، لطهران، جاءت لتنسيق المواقف قبل اجتماع أستانة، والتأكد من أن مصير الرئيس بشار الأسد لن يكون مدرجاً على جدول الأعمال أو التفاوض في هذه المسألة.

ووفقاً لهذه المصادر، فإن هناك تخوفاً في سورية من إمكانية تفاوض روسيا مع تركيا على رأس الأسد، وعلى هذا الأساس أجرى المعلم هذه الزيارة، برفقة مملوك، للقاء المسؤولين الإيرانيين، والتأكد من الموقف الإيراني مباشرة، حيث إن مساعد وزير الخارجية الإيرانية حسن جابري أنصاري كان في دمشق منذ أكثر من أسبوع وأكد للأسد موقف طهران الثابت من بقائه في السلطة.

Ad

وأضافت المصادر أن الرئيس الإيراني حسن روحاني اتصل ببوتين، بحضور المعلم ومملوك في مكتبه، لطمأنة السوريين إلى الموقف الروسي، وأن موسكو تسير في خط الاتفاقات المسبقة بين البلدان الثلاثة (إيران وروسيا وسورية)، حيث أكد بوتين لروحاني وللمعلم أن موقف روسيا يستند إلى تلك الاتفاقات، وأن محور جميع المباحثات يجب أن يكون وحدة الأراضي السورية وحق الشعب السوري في تعيين مستقبله، كما أن بقاء الأسد حسب الاتفاقات بين البلدان الثلاثة مرهون بانتخابات تجرى مستقبلاً في سورية تحت إشراف دولي، وكل من ينتخبه الشعب السوري سينال دعم الجميع.

ونفى بوتين المعلومات الاستخباراتية السورية (التي كان المعلم ومملوك عرضاها على الجانب الإيراني في هذه الزيارة) بشأن وجود اتفاقية بين روسيا وتركيا على تقسيم النفوذ في سورية أو قبول روسيا خروج «حزب الله» والقوات الموالية لإيران من هذا البلد قبل انتهاء الحرب بشكل تام وتثبيت الأمن، مؤكداً أن الروس أوضحوا للأتراك أن مباحثات أستانة لن تشمل أي بحث لمصير الأسد أو الحكومة السورية بأي شكل.

وحسب المصادر، فإن بوتين أكد أن الأتراك طلبوا خروج الميليشيات الشيعية والحرس الثوري قبل بدء أي مفاوضات، وحضور دول أخرى مثل السعودية وقطر والولايات المتحدة، إضافة إلى مندوب الأمم المتحدة في مباحثات أستانة، ولكن روسيا تتصور أن تعدد حضور الجهات المختلفة في المفاوضات من شأنه عرقلة المفاوضات، وعندئذٍ لن تكون النهاية أفضل من مباحثات جنيف، ولكن إذا كانت هناك دول تصر على أن تحضر مراقبةً فإن إيران وروسيا وسورية مجبرة أن ترحب بها، نظراً لأن جهات المعارضة لن تتخذ أي قرار دون استشارة الجهات الداعمة لها، ومن الأفضل أن تكون هذه الجهات قريبة من المباحثات، لتسريع اتخاذ القرارات.

أما بالنسبة لخروج الميليشيات الشيعية والحرس الثوري من سورية، فقد أكد بوتين أن الجملة التي قالها الروس للأتراك هي أن «روسيا متأكدة أن الميليشيات والحرس سيخرجان بمجرد طلب الحكومة السورية، حتى لو لم تطلب الحكومة السورية، فبعد استتباب الأمن في سورية وخروج الأتراك والجهات الأجنبية الأخرى من الأراضي السورية لن تكون هناك حاجة لبقائها، وستخرج من تلقاء نفسها».