Sing... خليط لا يُقاوم من الحيوانات المميزة
غاصت Illumination Entertainment، التي قدّمت لنا Minions، في عالم الكائنات الناطقة، والراقصة، والمغنية، الصغيرة منها والكبيرة، جامعةً ذلك كله في ظاهرة برامج الواقع ومباريات الغناء الواسعة الانتشار. فماذا كانت النتيجة؟ يقدّم Sing لمحة مقتضبة عن أنواع البرامج هذه.
يمكنك تسمية فيلم Sing «محبوب الحيوانات»Zootopia Idol إن شئت، فضلاً عن أنه يشكّل مفاجأة كبيرة لأن لا أحد قدّم فكرة مماثلة سابقاً.صحيح أن الفيلم يستمدّ بعض تفاصيله الأولية من برامج مثل American Idol، The Voice، وX Factor، مع تلك اللمحات السريعة كافة التي تحفل بلحظات مميزة حقاً، إلا أنه يتحوّل في النهاية إلى مسرحية غنائية تقليدية تعكس سحر تنظيم عرض.يؤدي ماثيو ماكونوهي دور مالك مسرح لطيف يُدعى باستر مون، دب كوالا يعشق فن المسرح ويواجه ديوناً متراكمة بعد عجزه عن تسديد أقساط رهن مسرحه الحبيب «مسرح مون». مون رجل جريء، ومحبوب، ودائم التفاؤل يعجز عن التخلّص من البائع فيه ويعتقد أن وراء كل كبوة وثبة. صحيح أن صديقه إيدي (جون س. رايلي)، وهو حيوان لاما ثري كسول، ورقيق القلب، إلا أنه ما عاد يرضى بإنفاق أموال والديه على إنتاجات باستر الفاشلة.
مباراة غناء
تخطر في بال باستر فكرة تنظيم مباراة غناء. وسرعان ما تصل المنشورات إلى محبّي الغناء في المدينة كلهم، فتجذبهم فكرة الفوز بجائزة قيمتها مئة ألف دولار، علماً بأن باستر لا يملك مبلغاً مماثلاً. لكن مالك المسرح هذا يقف مذهولاً أمام كم المواهب التي ترغب في المشاركة، خصوصاً روزيتا (ريس ويذرسبون) وهي أم لخمسة وعشرين صغيراً تنشد أغاني كاتي بيري بإتقان، والفأر الثرثار مايك (سيث ماكفرلاين) المستوحى من فرقةRat Pack، والشهيم مغني الروك الأنيق آش (سكارليت جوهانسون)، وذكر الغوريلا البريطاني الذي يعشق الغناء جوني (تارون إغرتون)، ومغني التكنو الألماني غونتر (نيك كرول).لكل مغنٍّ قصته وعليه تخطي عقبات خاصة به. نتيجة لذلك، يشعر المشاهد بأن الحبكة سريعة وكثيرة التفاصيل، فيما ينتقل عبر المدينة ليرى روزيتا وهي تناضل لتوازن بين تربية أولادها وبين تحقيق أحلامها، وعلاقات آش المضطربة، ورغبة جوني في التحرر من قبضة عصابة اللصوص التي يقودها والده، وغيرها من تفاصيل. أضف إلى ذلك قصة الفيلة الخجولة جداً مينا (توري كيلي)، التي تساهم في تنظيم العرض إلى أن تتحلى بالشجاعة الكافية لتصدح بصوتها الجميل.صحيح أن هذه التفاصيل كثيرة، إلا أن الكاتب والمخرج غارث جينينغز يبقيها سلسة ومبسّطة. فيما تبدأ المباراة بالانهيار تحت وطأة الأحلام الكثيرة والموارد المحدودة، يدرك المغنون أن الأهم ليس الجائزة بل تماسكهم معاً وإتحادهم كي يُظهروا مواهبهم لكل مَن يشاهد عرضهم أينما كانوا. وهكذا يتعلمون أهم درس أن يتشاركوا في مواهبهم ويعثروا على أصواتهم.تحفل موسيقى الفيلم بكثير من الأغاني المشهورة والمحبوبة وبمقتطفات عميقة، فضلاً عن أغنية أصلية مؤثرة حقاً: أغنية البوب-روك Set it All Free التي تؤديها جوهانسون في دور آش. بعد مشاهدة هذا العمل، ستدرك لا محالة أن الجمع بين موسيقى البوب والحيوانات اللطيفة يولدون تركيبة لا تُقاوم بالنسبة إلى الأولاد والبالغين على حد سواء. رأيتُ الأولاد ينهضون ويبدأون بالرقص مع بدء شارة النهاية. إذاً، هذا فيلم مميز بحق ويحتوي على لحظات من المتعة الفعلية (ركّز على يوم غسل السيارات الذي ينظمه الكوالا) وأغاني عظيمة لا تُنسى.