منفذ «هجوم رينا» قاتل بسورية... وتضارب بشأن هويته

• اختير خصوصاً لتنفيذ العملية بسبب مهارته
• السلطات توقف 16 بينهم زوجته وأجنبيان

نشر في 04-01-2017
آخر تحديث 04-01-2017 | 00:05
زهور وأعلام تركية أمام مدخل مطعم ومقهى رينا في إسطنبول تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي (رويترز)
زهور وأعلام تركية أمام مدخل مطعم ومقهى رينا في إسطنبول تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي (رويترز)
لا تزال السلطات التركية تطارد منفذ الهجوم الإرهابي على مطعم ومقهى رينا في إسطنبول، وسط تضارب في الأنباء بشأن هويته، إذ أكدت تقارير أنه قرغيزي قاتل مع تنظيم «داعش» في سورية، لكن وسائل إعلام قرغيزية نفت ذلك.
أفادت التقارير، أمس، بأن الشرطة التركية تعرفت على منفذ الهجوم الإرهابي على مطعم ومقهى رينا في ليلة رأس السنة بإسطنبول، وهو المواطن القرغيزي من مواليد عام 1988 ياخيه ماشرابوف، الذي ذكرت الصحافة التركية، أمس، أنه قاتل في سورية بصفوف تنظيم «داعش» الذي تبنى الهجوم.

لكن وكالة «أكي برس» القرغيزية، قالت، إن الأمن التركي استجوب ماشرابوف قبل مغادرته إسطنبول، بعدما نفى قطعياً ضلوعه في الهجوم، موضحاً أن زيارته إلى تركيا كانت متعلقة بالمسائل التجارية.

وكانت الشرطة التركية وزعت تسجيلاً من كاميرا مراقبة يظهر وجه ماشرابوف مؤكدة أنه المشتبه بتنفيذه الهجوم الدموي، وقد تم التقاط الفيديو على طريقة السيلفي في ميدان تقسيم قبل ساعات من وقوع الهجوم.

وفي العاصمة القرغيزية بشكيك، قال السكرتير الصحافي للجهاز الأمني راحة سليموف، إن «جهاز الأمن الوطني يحقق في المعلومات حول اشتباه ضلوع أحد مواطني الدولة في الهجوم الإرهابي في إسطنبول» مضيفاً أنه «جرى إرسال طلب للسلطات التركية».

وقال سليموف إن مشرابوف اعتقل واستجوب لدى عودته من تركيا، بعدما ذكرت وسائل الإعلام التركية انه مشتبه فيه محتمل في الاعتداء.

ورداً على أسئلة وسائل الإعلام، نفى مشرابوف نفسه تورطه في الاعتداء، موضحا انه وصل في الأول من يناير الى اسطنبول «بسبب اعمال تجارية» ثم غادرها أمس، بعدما استجوبته الشرطة التركية فترة وجيزة بسبب تشابه ملامحه مع ملامح مشتبه فيه آخر في الاعتداء.

من جهته، قال المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية القرغيزستانية ان تورط مواطن قرغيزستاني في الاعتداء «غير مرجح».

وقالت وزارة الخارجية لوكالة فرانس برس، «تفيد المعطيات الأولية أن هذه المعلومة ليست جديرة بالثقة، لكن الوزارة تجري تحقيقا رغم كل شيء».

وأوردت صحيفة «حرييت» أن المهاجم الذي لم يعلن اسمه رسمياً بعد، ولايزال فاراً، دخل إلى تركيا من سورية، حيث كان يقاتل إلى جانب «داعش»، وهو ما يفسر «إتقانه الجيد جداً لاستخدام الأسلحة النارية».

ووفق كاتب مقالات مقرب من السلطات التركية هو عبدالقادر سلوي، فإن المهاجم الذي تعرفت السلطات على هويته تدرب على حرب الشوارع في مناطق سكنية في سورية، واستخدم التقنيات التي اكتسبها هناك في اعتدائه.

وأضاف أن التنظيم اختار المهاجم «خصيصاً» لتنفيذ الاعتداء على مرقص «رينا» الشهير الذي سقط فيه كثير من القتلى الأجانب، أغلبيتهم من دول عربية.

وحسب الكاتب في صحيفة «حرييت»، فإن السلطات تريد إلقاء القبض على المهاجم حياً، للتمكن من تفكيك أي شبكة محتملة قد تكون وراء الاعتداء، أو قد تكون في صدد الإعداد لاعتداءات جديدة.

وبثت السلطات التركية صوراً للمشتبه به التقطت في مناسبات عدة، إحداها في مركز صرافة بأحد أحياء إسطنبول يعتقد أنها التقطت قبل الهجوم ببضعة أيام، كما بثت صحيفة «دوغان» تسجيلاً مصوراً له في ساحة تقسيم.

وذكرت صحيفة «هابرتورك» أن المهاجم وصل إلى اسطنبول قادماً من مدينة قونيا جنوباً في نوفمبر، برفقة زوجته وطفليه.

اعتقالات

وذكرت الصحف أن الشرطة اعتقلت زوجة المشتبه فيه، أثناء حملة اعتقالات شنتها قوات الأمن في اسطنبول ومدن تركية أخرى، أسفرت عن توقيف 16 شخصاً، وقالت، وفقا لتقارير إعلامية، إنها لم تلاحظ مؤشرات تظهر تعاطف زوجها مع تنظيم "داعش". وأعلنت وسائل إعلام تركية أن بين الموقوفين شخصان أجنبيان تم القبض عليهما في مطار اتاتورك على خلفية الهجوم.

بشكيك تتحرى

وفي العاصمة القرغيزية بشكيك، قال السكرتير الصحافي للجهاز الأمني راحة سليمانوف إن "جهاز الأمن الوطني يحقق في المعلومات حول اشتباه ضلوع أحد مواطني الدولة في الهجوم الإهابي في إسطنبول" مضيفا أنه "جرى إرسال طلب للسلطات التركية".

وبحسب "حرييت" وصحيفة "هابرتورك"، استهدف المهاجم بسلاحه الرشاش النصف العلوي من أجسام ضحاياه. وجاء في تقرير لخبراء الطب الشرعي نقلت بعضه صحيفة "ميليت" أن بعض الضحايا أصيبوا بالرصاص من مسافة قريبة جدا.

وكان أحد الناجين من الهجوم، الشاب اللبناني فرانسوا الأسمر الذي أصيب برصاصة في ذراعه، وسقط خلف إحدى الموائد، روى أن المهاجم كان يطلق النار على الأشخاص الذين رقدوا على الأرض بعد سماعهم أول طلقة.

وقال محمد إيلان (36 عاما) الذي يعمل نادلا بالملهى منذ 12 عاما، إن المهاجم تعمد استهداف أكثر المناطق ازدحاما في الملهى.

وقال إيلان: "اقتحم المكان واتجه على الفور إلى الناس في الناحية اليسرى الأكثر ازدحاما في العادة... هل يا ترى جاء إلى هنا من قبل؟، لأنه بدا وكأنه يعرف أين يتجه". وأضاف أن رئيسه في العمل صرخ في الناس طالبا منهم الهرب. وتابع: "كان يطلق النار عشوائيا، لكنه يوجهها نحو النصف العلوي من أجسادهم. لم يكن يريد مجرد إصابتهم".

وكان إيلان يتحدث لـ "رويترز" خلال جنازة زميله فاتح جكمك، الحارس الأمني الذي كان يعمل في الملهى، وسبق أن نجا من تفجير انتحاري استهدف الشرطة في استاد لكرة القدم على مسافة بضعة كيلومترات قبل 3 أسابيع فحسب.

وبحسب التحقيقات الأولية، فإن منفذ الهجوم استقل سيارة أجرة من منطقة في جنوب اسطنبول، لكن بسبب الزحام نزل منها ليقطع سيرا على الأقدام آخر أربع دقائق قبل وصوله إلى مدخل الملهى.

وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر لم تسمها أن المهاجم استل بندقية آلية من نوع كلاشنيكوف من حقيبة كانت على جانب الطريق، وفتح النار على الباب ثم فجر قنبلتين يدويتين بعد دخوله الملهى.

وقالت الصحيفة إنه تم العثور على 6 خزائن طلقات فارغة في موقع الحادث، وإن المهاجم يقدر بأنه أطلق 180 طلقة نارية على الأقل.

يلدريم

من ناحيته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، إن «تركيا هي الدولة الوحيدة التي تحارب تنظيم داعش».

وأضاف متحدثاً أمام نواب حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي المحافظ الحاكم، «إن اليوم هو اليوم 133 من عملية درع الفرات (في سورية) التي جرى خلالها تحييد 1270 من مسلحي داعش. وبلغ العدد الإجمالي 1561 بما في ذلك من تم إلقاء القبض عليهم. العالم يتحدث عن «داعش» طوال الوقت ويتظاهر بأنه يحاربه. لكن تركيا هي الوحيدة التي تحاربه».

وأضاف يلدريم أنه يتوقع أن توقف الإدارة الأميركية الجديدة دعمها لـ»وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، قائلا إن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان «يكافح الإرهاب بواسطة الإرهابيين».

مالك المطعم: الهجوم سيضر بالسياحة

تحولت الصفحة الرسمية لمطعم ونادي "رينا" التركي على الإنترنت، بعد الهجوم الذي وقع فيه ليلة رأس السنة، إلى سوداء تماما، حزناً على الضحايا والكارثة التي حلّت بالمكان.

ولم يعد الموقع سوى تلك الصفحة السوداء التي كتبت فيها تعزية مذيلة باسم مدير المطعم باللغة التركية.

وأعرب مالك المطعم والنادي، وهو رجل أعمال تركي معروف، اسمه محمد كورشاسلان، عن حزنه الكبير من الهجوم "الغادر والخائن"، مؤكداً أن "ما حدث يضر بأمن وسلامة البلاد، وينعكس على السياحة".

وتمت الإشارة في بيان التعزية إلى أن منطقة حي اورتاكوي والبوسفور، حيث يقع المطعم، شهدت تعزيز الإجراءات الأمنية منذ أسبوعين مع الاحتفالات بنهاية العام، بما في ذلك الطواقم التي ترابط بالبحر بصحبة التدابير اللازمة.

وجاء في البيان: "على الرغم من كل الإجراءات التي اتخذتها قواتنا الأمنية، للأسف، فقد وقع هذا الحادث المأساوي". ونقلت صحيفة "حريات" التركية عن كورشاسلان قوله إن الهجوم لم يكن متوقعا تماماً، وأشار إلى أن الولايات المتحدة حذرت من وقوع هجوم إرهابي، وكان هناك تشديد أمني في المنطقة، بما في ذلك جانب البحر.

العالم يتحدث عن داعش طوال الوقت ويتظاهر بأنه يحاربه لكن تركيا الوحيدة التي تحاربه ... يلدريم
back to top