أصبحت الهدنة المطبقة في سورية بموجب الاتفاق الروسي - التركي على المحك، مع إصرار قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد على انتزاع منطقة وادي بردى في ريف دمشق الجنوبي من المعارضة.

وتجددت المعارك، أمس، في وادي بردى في حين استقدمت قوات الأسد وحلفاؤه من "حزب الله" اللبناني أمس، تعزيزات عسكرية بعد يوم من وصولها إلى أطراف عين الفيجة، النبع الرئيسي، الذي توقف ضخ المياه منه إلى دمشق منذ أسبوعين.

Ad

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن الهدنة دخلت "مرحلة حرجة"، محذراً من أنها تواجه "خطر الانهيار" ما لم يتدخل راعيا الاتفاق روسيا وتركيا لإنقاذها.

وفي بيان مشترك، أعلنت أكثر من عشرة فصائل معارضة "تجميد أي محادثات لها علاقة بمفاوضات أستانة أو أي مشاورات مترتبة على اتفاق وقف إطلاق النار حتى تنفيذه بالكامل" عازية ذلك إلى "تفاقم الوضع واستمرار الخروقات خصوصاً في منطقة وادي بردى والغوطة الشرقية وريف حماة ودرعا".

وشددت الفصائل على أنه "بالرغم من تكرار الطلب من روسيا الطرف الضامن للنظام وحلفائه لوقف هذه الخروقات الكبيرة لكن هذه الخروقات ما زالت مستمرة، وهي تهدد حياة مئات الألوف من السكان"، معتبرة أن "إحداث النظام وحلفائه لأي تغييرات في السيطرة على الأرض هو إخلال ببند جوهري في الاتفاق ويعتبر بحكم المنتهي ما لم تحدث إعادة الأمور إلى وضعها قبل توقيعه فوراً، وهذا على مسؤولية الطرف الضامن".

ورأت أن "عدم إلزام الطرف الضامن ببنود وقف إطلاق النار يجعل الضامن محل تساؤل حول قدرته في إلزام النظام وحلفائه بأي التزامات أخرى مبنية على هذا الاتفاق".

خطة التهجير

وأعطى نظام الأسد أهالي قرى يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب دمشق في اجتماع جرى، أمس الأول، مهلة 24 ساعة، للموافقة على "مصالحة" قدمها قبل اتفاق الهدنة.

وتسلمت الهيئة السياسية في جنوب دمشق الثلاثاء الماضي مبادرة تضمنت عدة نقاط من ضمنها فتح ملفات مهمة كمعالجة وضع المنشقين والاحتياط وتأجيلهم أو الالتحاق لمن يريد وإيجاد مخرج للرافضين لهذه المبادرة لمناطق يتم اختيارها حسب العدد المرفوع والمكان وإعادة أبناء بلدات عقربا والسبينة والبويضة وحجير والذيابية والحسينية إلى بلداتهم بالإضافة لمعالجة وضع السلاح لتسليم الزائد منه.

كوباني والباب

وعلى جبهة موازية، اشتبكت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة أميركياً مع "داعش" جنوب كوباني في ريف حلب، بالتزامن مع تمكن فصائل الجيش الحر المدعومة من تركيا من تصفية 18 مسلحاً من التنظيم في اشتباكات مع قرب مدينة الباب.

وأعلنت رئاسة الأركان التركية أنه تم أيضاً، في إطار عملية "درع الفرات"، قصف 150 هدفاً تابعاً لـ"داعش" في المنطقة، بالمدفعية التركية ما أسفر عن تدمير العديد منها، موضحة أن المقاتلات التركية بدورها قصفت 4 أهداف في الباب وبلدة بزاعة ما أدى إلى تدميرها.