• من أمتع ما قرأت في مجال السياسة الخارجية كتاب «السياسة الخارجية في زمن متغير» للكاتب كريستوفر هيل، وقد اقترحت قبل عدة سنوات ترجمة الكتاب، فقوبل اقتراحي بالرفض بحجة أن الكتاب قد طُبع قبل ستة أعوام، واليوم نعود لنستقي من الكتاب مفاهيم الدبلوماسية الإنسانية والتنموية، وما أرجوه اليوم ألا يُعرقل كتابي القادم حول دول مجلس التعاون، فالمعوقات الإدارية بازدياد، و»دحر» المواهب والمهارات أصبح سمة جديدة، والسبب يكمن في «مرحلة التشبع» الإداري التي وصلت إليها مؤسساتنا، فانتقلت من مرحلة احتواء الكفاءات إلى محاربتها، نحن فعلا بحاجة إلى «ربيع ثقافي».

Ad

• عودة إلى الكاتب «هيل» فقد عرف السياسة الخارجية بأنها عملية مستمرة من التدويل لقضايانا اليومية وباقة من العلاقات الخارجية التي تتمتع بها الدولة، وتنسج تلك العلاقات كلاعب مستقل، فتأتي اليوم مهاراتنا التحليلية لتصبح مفتاحا رئيسا لفهم ماهية أدوات صنع القرار وسط عالمنا المتغير، وذلك من خلال تحليل الأحداث وربطها إما بسلوكيات الدول وتفاعلها مع القضايا والأحداث أو لصفات متخذ القرار والعوامل السيكولوجية خلف عملية اتخاذ القرار، وذلك العامل النفسي بات مهما في زمننا هذا.

• في سياق الأبعاد السيكولوجية (الأبعاد النفسية) تأثرت عملية اتخاذ القرار بالشأن الخارجي بدول الخليج في فترة الثمانينيات بالسلوك الإيراني العدواني وتهديدها بتصدير الثورة، وفي نهاية السبعينيات بسياسة الولايات المتحدة التي بنيت على سياسة «الأعمدة الثنائية»، أي مبدأ نيكسون لتحديد اللاعب الرئيس في منطقتنا العربية. واليوم لدولنا العربية الاستقلال لإدارة شؤونها الخاصة والبعد عن «الاعتمادية المطلقة».

• عرفت اليابان «النخب الإدارية» في زمن «المعجزة الاقتصادية»، وخاضت تجربة التحديث، فأجبرت النخب على المساهمة في ما تمتلك من كفاءات، وفرضت آليات حسن التخطيط، فتجاوز اليابانيون مرحلة الخوف من نقص الموارد الأولية واستثمروا في تنمية الموارد البشرية، وأصبحوا درساً تتعظ منه شعوب الدول النامية، فمتى سنتعظ من التجربة اليابانية؟

• أتمنى من القائمين على تقييم برامج الدراسات العليا الاطلاع على البرامج التطبيقية الحديثة التي تحمل اسم DBA وEdD، فالأول برنامج للدكتوراه في إدارة الأعمال لمن أمضى سنوات في العمل بمؤسسات تجارية، فيمنحه البرنامج الدراسي فرصة للمشاركة بخبراته العملية واكتساب العلوم النظرية، أما البرنامج الثاني فمختص في مجال التعليم ويلتحق به المعلمون والإداريون بالمؤسسات الأكاديمية لاكتساب الخبرة من تجارب الآخرين والنظريات العلمية في تصميم المناهج وإدارة مؤسسات التعليم العالي، واليوم ونحن في أمسّ الحاجة للمهارات العملية لنصبح «عمالة ماهرة» ومتفوقة.