واصل تنظيم "داعش" ضرباته المتفرقة في عدد من المدن العراقية، في موجة جديدة من العمليات الإرهابية المتواصلة منذ أيام، التي يبدو أنها منسّقة بالتزامن مع المعارك، التي تشهدها مدينة الموصل شمال العراق أكبر معقل للتنظيم.

وبعد التفجيرات في بغداد وضرباته في بيجي، أمس الأول، واستهدافه مركزاً للشرطة في سامراء، عاد "داعش" ليظهر في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، حيث شن هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6.

Ad

هجوم بيجي

وفيما خص هجوم بيجي، أفاد مصدر أمني عراقي في قيادة عمليات صلاح الدين بمقتل 19 عنصراً من قوات الأمن وإصابة 31 آخرين في الهجمات أمس الأول.

وأكد المصدر أن" القوات الأمنية استعادت زمام المبادرة وتمكنت من صد جميع الهجمات مكبّدة تنظيم داعش أكثر من 22 قتيلاً".

هجوم سامراء

وبشأن الهجوم على مركز شرطة المتوكل بوسط مدينة سامراء الذي وقع في وقت متأخر مساء أمس الأول، أعلنت الشرطة العراقية في محافظة صلاح الدين أمس، مقتل ثلاثة من عناصرها بينهم ضابط برتبة مقدم في الهجوم الذي شنه 4 انتحاريين، مضيفة أن المنفذين قتلوا جميعهم. وفرضت السلطات حظراً للتجوال في المدينة.

وتبنى تنظيم "داعش" الهجوم عبر وكالة "أعماق" التابعة له، وهو مشابه لهجوم نفذه في نهاية نوفمبر الماضي، وقتل خلاله 4 شرطيين في خمس عمليات انتحارية.

وتضم مدينة سامراء مركز قيادة أمنياً كبيراً، ويقع فيها ضريح الإمامين العسكريين، الذي تعرض عام 2006 إلى تفجير تسبب باندلاع حرب طائفية دامية أوقعت عشرات آلاف القتلى بين 2006 و2008.

معركة الموصل

وفي الموصل، عاصمة محافظة نينوى انفجرت سيارتان مفخختان متوقفتان في أحد الأحياء المحررة في الجانب الأيسر من مدينة الموصل أمس، ما أسفر عن مقتل 18 بينهم عسكريون.

في السياق، أفادت التقارير بأن القوات العراقية تمكنت من وضع مطار الموصل الدولي جنوب المدينة في مرمى نيرانها. وأعلن قائد الشرطة العراقية أن القوات باتت على بعد 3 كيلومترات من ضفة نهر دجلة.

المالكي

على صعيد آخر، وفي خطوة تثير الاستغراب، هنأ رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، أمس، نائب الرئيس العراقي نوري المالكي بـ "انتصار حلب" في سورية.

وقالت وسائل إعلام إيرانية، إن ولايتي استقبل المالكي، ووصفه بأنه "من الشخصيات العراقية البارزة والمناضلة وهنأه بمناسبة انتصار حلب"، قائلاً، إن "تحرير حلب ليس انتصاراً لإخواننا في سورية فحسب بل هو انتصار للعراق وإيران ومحور المقاومة"، مؤكداً "سنشهد تحرير الموصل ورجوعها إلى أحضان الشعب العراقي وستقطع القوات العراقية والحشد الشعبي يد المعتدين على هذه المدينة المهمة والاستراتيجية".

من جانبها، نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء عن المالكي قوله، إن زيارته إلى طهران جاءت "بدعوة من الأخوة الإيرانيين وبغية تعزيز التعاون الثنائي"، لافتاً إلى "تحقيق محور المقاومة الانتصار رغم بعض التحديات والمشاكل التي كانت موجودة".

وأوضح المالكي، أن "العراق مستعد لإيجاد جبهة قوية لمرحلة مابعد داعش ولمواجهة الفتن المحتملة"، لافتاً إلى أن "وجوده في إيران من أجل الاستفادة من الانتصارات التي تحققت والقيام بعمل ضد المجموعات التي تريد إلحاق الهزيمة بالمقاومة ومن بينها دول الخليج العربي".

وكان المالكي انتقد، أمس الأول، السعودية من طهران وأعلن تأييده تدخل الجيش العراقي وقوات "الحشد" الشيعية في سورية لتصفية الحساب مع "داعش" في حال أنجزت تحرير كل المناطق العراقية.

وفي موقف يناقض تصريحات المالكي، قال نائب قائد "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس المتهم بالتورط في تفجيرات بالكويت في ثمانينيات القرن الماضي في تصريحات لقناة "الميادين" الموالية لطهران" سنذهب إلى أي منطقة تهدد أمن العراق"، مضيفاً أنه يتمنى أن تنتهي المعارك في سورية قبل الموصل وألا يضطر الحشد للتوجه إلى هناك.