الأغلبية الصامتة: على «حاوية» الانهيار
إن الحديث اليوم منصبّ على اختفاء مجموعة من الحاويات، وقبلها دخل حزام ناسف قبل دخول الإرهابي الذي تحزم به وفجّر نفسه في مسجد الصادق، وقبلها تراكمت قطرات القنابل اليدوية وتراصّت سيقان «الآر بي جي» وأشياء أخرى مخيفة داخل حفرة، تم ردم هوتها بالإسمنت في مزرعة العبدلي.
عندما يتم ضبط مخالفة أو تجاوزات يثور السؤال التالي؟ كم يا ترى حدثت مثل تلك التجاوزات من قبل ولم يعرف أحد مثلها؟ وتخيلوا المشهد التالي عندما يتم اكتشاف وجود قاض مرتش قبض ثمن الحكم المفصل الذي دنس فيه شرف المهنة، فإن السؤال نفسه يتكرر ولكن بصيغة مختلفة: كم قضية حكم فيها القاضي نفسه لمصلحة الباطل من قبل وأخذ مقابلها رشوة؟هناك سؤال جديد يلح عليّ، وهو: هل اقتربنا من خط الدولة الفاشلة أو تجاوزناه بالفعل دون أن نشعر؟ إن معالم الانهيار داخل المؤسسات الرسمية- وهو أمر لا أمل في تكراره– تتزايد، والآن نحن بصدد الحديث عن الأمن الذي اخترق عدة مرات في السنوات الأخيرة، وهزّ صورة الكويت من الداخل قبل الخارج.
إن الحديث اليوم منصبّ على اختفاء مجموعة من الحاويات، وقبلها دخل حزام ناسف قبل دخول الإرهابي الذي تحزم به وفجّر نفسه في مسجد الصادق، وقبلها تراكمت قطرات القنابل اليدوية وتراصّت سيقان «الآر بي جي» وأشياء أخرى مخيفة داخل حفرة، تم ردم هوتها بالإسمنت في مزرعة العبدلي.ها نحن نعود ونكرر الأسئلة نفسها: كم حزاما دخل وكم حزاما سيدخل؟ وكم إرهابيا دخل وكم إرهابيا سيدخل؟ وكم قنبلة يدوية ورشاشا ومقذوفة «أر بي جي» دخلت؟ وهل نضمن ألا يدخل غيرها؟ إنها المعضلة نفسها كل مرة وإشارة جديدة لحالة من الانهيار المتواصل في مؤسسات الدولة بسبب الواسطة وسياسة المحاصصات وتثبيت الكراسي اللحظية بالمدمرات البعيدة المدى والآثار.في الختام لن نخرج من هذه الدوامة بقيادة الفريق نفسه والخطة نفسها والمدرب نفسه، لذا علينا تحديد موطن الخلل والضغط عليه وعدم الابتعاد عنه، إنه النهج العام في الإدارة، وسلامتكم.