شيع المئات في مدينة الإسكندرية، أمس، جثمان صاحب محل الخمور المسيحي، يوسف لمعي، الذي ذبح على يد متشدد أمس الأول.ونجحت قوات الأمن المصرية في القبض على الجاني، وقال مصدر أمني إن "المتهم يدعى عادل عبدالنور (48 عاما)، والذي اختبأ بعد فراره من مكان الجريمة في أحد المنازل المهجورة بمنطقة باكوس بالمدينة الساحلية، لكن قوات الأمن تمكنت من رصد تحركاته خاصة بعد توزيع نشرة تتضمن أوصافه". وأشار المصدر إلى أن التحقيقات تركز حاليا على معرفة أسباب القتل.
وكان المتهم الملتحي انتظر صاحب محل الخمور، يوسف لمعي، حتى وصوله إلى مقر عمله وعاجله من الخلف وذبحه أمام أبنائه الذين كانوا داخل المحل، فيما قال مصدر أمني لـ "الجريدة"، إن "المتهم لديه أفكار تكفيرية، خاصة أنه شارك في صدامات بين عناصر الإخوان والأهالي في المدينة الساحلية بعد عزل محمد مرسي 2013".وشدد المصدر الأمني على أن "المتهم يكفر الأقباط، وعثر في منزله على كتب تؤكد ميوله المتشددة، ما يرجح أن الجريمة لم تكن بدافع السرقة، وأن هناك اثنين على الأقل ساعداه في تنفيذ جريمته البشعة، وأن الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من دافع الجريمة، سواء كان يمثل حالة فردية أو أن تنظيما إرهابيا يقف خلف العملية".وقال مصدر بمديرية أمن الإسكندرية إن "تحريات جهاز مباحث الأمن الوطني كشفت أن الجاني يعمل بائع حلوى متجولا، وأن كاميرات المراقبة الموجودة بمحل القتيل، والمحال المجاورة له وشهود الحادث، ساعدوا في سرعة تحديد هوية الجاني". وأشارت التحقيقات إلى أن "أحد أقارب القتيل، كشف عن تلقي المجني عليه، تهديدات من شخص ملتح لغلق محله والامتناع عن بيع الخمور، إضافة لتعرض المحل، لهجوم بعبوات حارقة من مجهولين، أثناء ثورة 25 يناير عام 2011".من جانبه، قال نجل المجني عليه، طوني يوسف، لـ "الجريدة"، إن "نادلا بالمقهى المجاور لمحل والده القتيل تعرف على الجاني، وأن الأخير ظل منتظرا القتيل قرابة الساعة تناول خلالها ثلاثة فناجين من القهوة، وبدا واضحا على ملامحه التوتر الشديد، مما لفت نظر نادل المقهى، وبمجرد جلوس القتيل أمام محله، غادر الجاني المقهى، وتوجه إليه، وباغته بالذبح قبل أن يلوذ بالفرار، مشهرا السكين في وجه المارة الذين حاولوا القبض عليه وفشلوا".
استهداف شرطي
ميدانيا، استمر مسلسل استهداف قوات الجيش والشرطة في المدن المصرية، ولقي شرطي مصرعه وأصيب رئيس مباحث أبشواي بمحافظة الفيوم (جنوبي غرب القاهرة)، بجراح بليغة إثر هجوم مسلح نفذه مجهولون أمس الأول، وقال مصدر أمني إن مسلحين يستقلان دراجة بخارية أطلقا وابلا من الأعيرة النارية على سيارة رئيس المباحث، الرائد محمود عبدالحليم.وأفاد بأن الهجوم أسفر عن مقتل "المخبر يحيى عبدالستار (39 عاما) متأثرا بجروحه، وعن إصابة عبدالحليم بطلقتين في الصدر والرئة".وأشار إلى أن الرائد في حالة حرجة في مستشفى الشرطة بالقاهرة التي نقل إليها فور الحادث.تهنئة رسمية
في الأثناء، زار الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتقديم التهنئة لبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، الذي تحتفل به الكنيسة المصرية السبت المقبل، (7 يناير)، وكان رئيس الحكومة شريف إسماعيل زار المقر البابوي أمس الأول، لتقديم التهنئة، متمنيا أن يكون العام الميلادي الجديد عام أمان على جموع المسيحيين المصريين في الداخل والخارج.في غضون ذلك، شدد وزير الدفاع، صدقي صبحي، على أن القوات المسلحة ستظل الدعامة الشامخة، والحارس الأمين لحماية الأمن القومي المصري، وأضاف خلال لقاء له مع مقاتلي المناطق العسكرية عبر "الفيديوكونفراس"، أمس الأول، أن الإرادة الصلبة للشعب المصري لتخطي التحديات الراهنة، تعكس القوة الحقيقية لمصر وقدرتها على مواجهة قوى الإرهاب والتطرف، وأشار إلى أن مصر تشهد تحولات ضخمة على صعيد التنمية الشاملة.تأجيل المناقشة
وعلى صعيد قضية "مصرية جزيرتي تيران وصنافير"، وبينما تصدر محكمة القضاء الإداري حكمها في 16 الجاري بشأن مصرية الجزيرتين أو قبول طعون الحكومة وتأييد التنازل عنهما للسعودية، قالت مصادر برلمانية إن "مجلس النواب لن يناقش اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، خلال الأيام المقبلة، وأن الاتجاه العام داخل البرلمان يذهب لتأجيل مناقشة الاتفاقية التي تنازلت بموجبها القاهرة عن الجزيرتين، إلى ما بعد الانتهاء من الاحتفال بالذكرى السادسة لثورة 25 يناير 2011".وقال مصدر حكومي مسؤول لـ "الجريدة"، إن "رئيس البرلمان علي عبدالعال، اجتمع بوزير الشؤون القانونية ومجلس النواب، مجدي العجاتي، أمس الأول، لمناقشة الأمر، وتم الاستقرار على تأجيل مناقشة الاتفاقية إلى ما بعد صدور قرار المحكمة الإدارية العليا، حتى يتسنى توجيه دعوات لمتخصصين من خارج المجلس، لحضور جلسات المناقشة، وأن على رأس المدعوين، وزير شؤون البرلمان الأسبق مفيد شهاب".سد النهضة
في محاولة لإحياء ملف مباحثات سد النهضة الإثيوبي، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه سيؤثر سلبا على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، اقترح وزير الخارجية المصري ترتيب لقاء مع نظيريه الإثيوبي والسوداني، قبل انعقاد القمة الإفريقية المقبلة في أديس أبابا نهاية يناير الجاري، لضمان توجيه الدعم السياسي لمسار المحادثات الفنية الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، وعلى وجه الخصوص الدراسات الفنية التي تقوم بها المكاتب الاستشارية.وهاتف شكري نظيره الإثيوبي الجديد، ورقني جبيوه، للاتفاق على ترتيب اللقاء.