تعرض ثلاثي «إعلان موسكو» الذي يضم روسيا وإيران وتركيا لنكسة، بعد أن تصاعدت الاتهامات بين أنقرة وطهران.

فقد اتهمت تركيا أمس على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد و«حزب الله» والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران بانتهاك وقف اطلاق النار، داعية طهران الى «إظهار ثقلها والضغط على الميليشيات الشيعية والنظام السوري بما يمليه عليها ضمانها لاتفاق وقف إطلاق النار».

Ad

وكشف جاويش أوغلو أن خبراء من روسيا سيزورون تركيا يومي الأحد والاثنين لمناقشة مفاوةضات الاستانة، مضيفاً أن بلاده تعمل مع روسيا من أجل فرض عقوبات على من ينتهك الهدنة، التي حدد موعد انطلاقها في 27 يناير الجاري.

في المقابل، شن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي من دمشق هجحوما على تركيا، متهما اياها بالعمل على عرقلة وقف اطلاق النار وبأنها محتلة وغازية للأراضي السورية حسب المعايير الدولية، اذ انهم دخلت سورية من دون اذن من السلطات وعليها الخروج فوراً».

وفي دمشق، اعتبر الأسد، خلال استقباله أن إيران وكل الدول التي تقف إلى جانبه «شريكة في الإنجازات التي تتحقق ضد الإرهابيين»، معبراً عن تقديره لدعمها السياسي والاقتصادي، الذي أسهم بشكل كبير في تعزيز صموده. وأكد بروجردي، الذي جاءت زيارته لتطمين الأسد بعدما نقل وزير خارجية الأسد وليد العلم ورئيس مكتب الأمن الوطني علي مملوك قبل ثلاثة أيام هواجسه من «إعلان موسكو» و»مفاوضات الأستانة»، أنه جاء برفقة وفد كبير لتهنئة النظام بانتصاره في حلب.

وفي إسطنبول، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن عملية «درع الفرات» ستنتهي من معركة الباب قريباً وستصل إلى الرقة، مؤكداً أنه عازم على تطهير مناطق أخرى على الحدود أبرزها منبج، التي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) المدعومة أميركياً.

على الأرض، واصلت قوات النظام بدعم من «حزب الله» والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية أمس، محاولاتها المتلاحقة للسيطرة على وادي بردى، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أفاد عن قصف جوي مكثف بعشرات الصواريخ والبراميل والقذائف استهدف أماكن في جرود بسيمة وعين الفيجة وعين الخضرة وأماكن أخرى في الوادي، وخلف مزيداً من الأضرار المادية وتدمير المرافق.

وأشار المرصد إلى أن ذلك يأتي وسط معلومات عن تمكن قوات النظام من تعزيز نقاط سيطرت عليها قرب بسيمة ومحاور أخرى، لافتاً إلى أن النظام يسعى لدخول الوادي منذ 16 يوماً لاستعادة عين الفيجة وبقية القرى والبلدات، التي يضمها وادي بردى عسكرياً، أو الضغط للوصول إلى اتفاق «مصالحة وتسوية أوضاع».

الغوطة والرقة

وفي غوطة دمشق الشرقية، تصدت الفصائل ليل الثلاثاء- الأربعاء لمحاولة جديدة لاستعادة كتيبة الصواريخ في بلدة «حرزما»، التي خسرها النظام بعد ساعات من السيطرة عليها قبل يومين.

وفي الرقة، خسر تنظيم «داعش» رجله الثاني ومسؤوله الأمني مصطفى الحسين، المعروف بـ«أبو حمزة رياضيات» في قصف بصاروخ من طائرة بدون طيار تابعة للتحالف الدولي استهدف مساء أمس الأول مدرسة جواد أنزور في حي الفردوس.

وفق مصادر خاصة، فإن «أبو حمزة رياضيات هو سوري الجنسية من ريف الرقة الغربي، ويعد الرجل الثاني في داعش بالمحافظة، وأبرز المقربين من أبو لقمان والي الرقة المتحذر أيضاً من ريف الرقة الغربي».

وفي وقت سابق، اتهمت «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) على قناتها على تطبيق «تلغرام» التحالف الدولي بشن الغارة على أحد مقارها «المركزية» قرب بلدة سرمدا بإدلب ما أسفر عن مقتل 30 عنصراً بينهم قادة و4 محتجزين كانوا في نظارة داخل المقر.

«درع الفرات»

وفي إسطنبول، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، أن عملية «درع الفرات» ستنهي معركة الباب قريباً وستصل إلى الرقة، مؤكداً أنه عازم على تطهير مناطق أخرى في سورية من بينها بلدة منبج، التي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) المدعومة أميركياً.

وقبل ساعات، قصفت طائرات تركية مقرات لقوات الصناديد التابعة لقوات «قسد» في ريف محافظة الحسكة. وقالت مصادر مقربة من قوات الصناديد إن «ثلاثة مروحيات حربية تركية أطلقت نيران رشاشاتها، مساء أمس الأول، على قرى تل مشحم وعلي آغا جنوب جل آغا بريف الحسكة، والتي تسيطر عليها القوات التابعة لعشيرة الشمر بزعامة الشيخ حميدي دهام الهادي الحاكم المشترك لمقاطعة الجزيرة (الحسكة) التي استهدفت محيط قصره في قرية تل علوا جنوب شرق مدينة القامشلي».

ودان «مجلس سورية الديمقراطية» ما وصفه بـ«الانتهاك التركي السافر لشمال سورية»، موضحاً أن «قوات سورية الديمقراطية لن تقف مكتوفة الأيدي وسترد على هذه الاعتداءات المتكررة وبكل الوسائل الممكنة»، مطالبة «التحالف بإنهاء الاحتلال التركي للأرض السورية».

تسهيلات للمستثمرين في حلب!

كشف وزير السياحة السوري بشر اليازجي، أمس، أن بلاده تدرس إمكانية تقديم تسهيلات للمستثمرين من أجل المساعدة في إعادة إعمار مدينة حلب، خصوصاً المدينة القديمة، التي أصابها خراب كبير.

وقال اليازجي، لوكالة «سبوتنيك» الروسية: «‎ندرس بشكل دقيق التسهيلات الواجب تقديمها لتحقيق الفائدة المتبادلة بين الدولة والمستثمر الذكي الذي يدرك خصوصية حلب وعوائد العمل فيها في هذا الوقت، لأنها الأرض الخصبة التي تعود اليوم لتأخذ مكانتها الطبيعية، وهذه التسهيلات ستضمن مصلحة المدينة وأبنائها قبل كل شيء». وأضاف اليازجي: «‎هناك نقص على مستوى الأسرّة في منشآت المبيت، ونعمل على تقديم تسهيلات خاصة لكل المستثمرين الراغبين ببدء العمل في هذا القطاع أو معاودة العمل بمنشآتهم المتوقفة».

واستطرد قائلاً: «خسارة حلب القديمة هي أكبر خسارة لمدينة سياحية في العالم، وعلى كل منتمٍ للحضارة والإنسانية والبشرية أن يأسف ويشعر بحجم هذه الخسارة، ونحن مستمرون في التوثيق والمسح والتقييم للمنشآت والمواقع الأثرية السياحية والتحضير لورشة عمل يشارك بها جميع المعنيين، تمهيداً لإطلاق برنامج ومخطط عمل تنفيذي لمدينة حلب القديمة».

وتابع الوزير السوري: «لكن حلب اليوم عادت لمكانها الطبيعي وستبنى لتعود كما كانت، وحتى لا نبدو كمن يختبئ خلف إصبعه، فإننا ندرك الحجم الكبير للخسارة والدمار وندرك أن إعادة الإعمار والترميم بحاجة لتضافر كل الجهود وحشد كامل الإمكانات».

ودعا الوزير الحلبيين حول العالم إلى العودة سريعاً إلى حلب «لإعادة إعمارها ونهضتها لتتخذ مكانها الطبيعي الحضاري، الذي يليق بها وبأهلها».